تشهد المنطقة العربية تصعيدا غير مسبوق بعد عام من الحرب على غزة ولبنان التى دخلت على خط المواجهة مع اسرائيل والنفوذ الايرانى والتراشق الصاروخى مع تل أبيب، فرئيس الوزراء الاسرائيلى يزيد فى سفك دماء الفلسطينيين بقصد تصفية القضية، والسودان يعانى ويلات الحرب والانتخابات الأمريكية تأتى بالحزب الجمهورى والرئيس دونالد ترامب من جديد.. والسؤال منقسم إلى شقين هل يقوم ترامب بتهدئة الصراع وإيقاف الحرب؟ أم ستزيد الملفات والوصول فيها إلى انهائها بطريقة ترضى أطراف معينة؟
يفصلنا فترة شهرين عن استلام ترامب والحزب الجمهورى مقاليد السلطة وهى الفترة التى تسمى فى السياسة الأمريكية مرحلة البطة العرجاء وفيها سوف يحاول الحزب الديمقراطى تحسين صورته التى قاسى منها العرب بسبب الدعم اللا محدود لإسرائيل عسكريا وماديا وعالميا ودعم الابادة الجماعية وعدم قدرة هذه الإدارة على ايقاف الحرب بعد الصعيد الذى وصل إلى مرحلة تفجير الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها وهو الأمر الذى كان ضده وتحدث عنه الرئيس ترامب فى أول خطاب له بعد فوزه بالانتخابات وقال انه سوف يسعى لأن تكون فترته خالية من الحروب وهو ما يعنى أمران.. الأول ان ترامب سوف يحقق مصالحه فى المنطقة الثانى أنه سوف يساوم ايران من أجل تهذيب أذرعها فى المنطقة.
خبراء الدبلوماسية.. بالإجماع:
الولاية الجديدة ستختلف عن السابقة
ضرورة تنفيذ «وعوده الانتخابية».. وإعادة الاستقرار للشرق الأوسط
«القاهرة ـ واشنطن».. مزيد من التفاهم.. و«الشراكة الإستراتيجية»
كتب ـ شريف عبدالحميد:
أعرب خبراء الدبلوماسية عن تخوفهم بالنسبة للقضية الفلسطينية وإلى أى مدى سيكون ترامب داعما للقضية والشعب الفلسطينى فيما يتعلق بحقه فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية.
قال السفير الدكتور منير زهران الرئيس الأسبق لوفد مصر الدائم فى الأمم المتحدة بجنيف إن ما ذكره دونالد ترامب فى حملته الانتخابية يجب أن ينفذه وليس أن تكون مجرد دعاية انتخابية ليتم انتخابه مشيراً إلى أنه بالنسبة للمنطقة فقد تحدث عن أنه سيوقف الحرب وبالتالى فهناك ضرورة للعمل من أجل إنهاء الحرب فى غزة وأيضا الوضع فى لبنان والذى تدهور بشكل كبير للغاية وانقاذ لبنان من الانهيار فهذه الامور يجب معالجتها.
أضاف زهران أن الاخطاء التى ارتكبها ترامب خلال فترة ولايته الاولى يجب أن يستفيد منها الآن ويعمل على أن يصحح المسار.
قال السفير صلاح حليمه مساعد وزير الخارجية الاسبق إن ترامب فى ولايته الجديدة سيكون مختلفا نسبيا عن ترامب فى فترته السابقة موضحا أن هناك 4 قضايا رئيسية سيكون لها أولوية لديه وهى الحرب الروسية ـ الاوكرانية وغزة ولبنان وإيران.
أشار حليمه إلى أنه فيما يتعلق بالحرب الروسية ـ الاوكرانية فإن ترامب صرح قبل ذلك بأنه سيوقف هذه الحرب معربا عن اعتقاده بأن وقفه الحرب ستكون فى اتجاه تعاطف وميل للموقف الروسى وسيكون دعم العلاقات ما بينه وبين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ستسمح بوقف الحرب ودون أن يكون هناك أى تصعيد من جانب أوكرانيا بدعم من جانب دول الاتحاد الاوروبى أو حلف الاطلنطي.
أوضح أنه بالنسبة لايران فربما يضغط على إيران بشكل أكبر لأن أحد الاسباب الرئيسية لعملية التصعيد التى تجرى من جانب إسرائيل هو الدعم الايرانى الذى يقدم للمجموعات المساندة سواء حماس أو حزب الله، وبالتالى سيكون هناك موقف أكثر شدة فيما يتعلق إيران وقد يدفع إسرائيل من الآن وقبل أن يتولى المنصب لتوجيه ضربة موجعة لإيران وحتى لو كان البرنامج النووى لشل إيران.
السفير أيمن مشرفه مساعد وزير الخارجية الاسبق يرى إن ترامب يواجه ثلاثة ملفات ساخنة ذات الاولوية لصانع السياسة الامريكية وهو إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى ومما يستتبعه من ضرورة حل القضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وأيضا الحرب فى أوكرانيا وضرورة وقف نزيف المساعدات العسكرية والمالية لحكومة كييف والتى تكبدها دافع الضرائب الامريكى دون جدوى منذ قرابة عامين , وأخيرا الملف الإيراني.
أضاف مشرفه أنه بالنسبة للصراع العربى الإسرائيلى فقد لاحظنا نوعاً من التفاؤل المفرط لبعض قطاعات الرأى العربى وأن ترامب حاسم وقادر على فرض رؤية متوازنة لحل القضية الفلسطينية خلافا لسياسة الغموض والضعف لحكومة بايدن فى الحقبة الماضية.
شدد على أننا إذا راجعنا سياسة ترامب فى إدارته خلال ولايته الاولى تجاه الصراع الإسرائيلى نجد أنه أصدر مرسوما لنقل السفارة الامريكية إلى القدس خلافا لكل الروساء الأمريكيين السابقين واعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان خلافا لكل المواثيق الدولية وعدم إدانته بوضوح للمجازر الإسرائيلية فى غزة وهذا يثير القلق.
تخوفات من «تصفية القضية»
فلسطينيون: «نخشى استمرار حرب الإبادة»
كتبت – أسماء عجلان:
قال د. شفيق التلولى أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى لا يمكن الجزم أن ترامب بنسخته الجديدة سيكون مختلفا عن النسخة القديمة السوداء أو أنه سيقدم أوراق اعتماده بنفسه بنسخة جدبدة إزاء تعاطيه فى السياسة الخارجية على مستوى الشرق الأوسط خاصة مع القضية الفلسطينية وهو صاحب «صفقة القرن» التى تجعل العالم يخشى من عودته مجدداً، لكن نجد من نافلة القول إن ترامب الذى يسكن البيت الأبيض من جديد فى ظروف مغايرة يسودها الحرب التى تتهدد المصالح الأمريكية وهو المعروف بالصفقات وانعكاساتها الاقتصادية على بلادهأضاف أن الأيام القادمة حبلى بالتحركات الدولية والإقليمية والعربية وتحمل فى طياتها مخاضاً عسيراً وتحديات عديدة أساسها الفعل المتنامى لتغيير شكل النظام العالمى واحد القطبية إلى خلق قوى وازنة اقتصاديا وصولا للتعددية القطبية لوقف التغول الإسرائيلى المدعوم أمريكيا، هذا الفعل ما تخشاه أمريكا والأيام ستجيب عن تلك التساؤلات، فلا ثابت فى السياسة وهى فن الممكن والمتغير الدائم الذى غالبا ما يخالف التوقعات.
قال مراد حرفوش الكاتب والباحث السياسى فى الضفة الغربية ان إدارة البيت الأبيض سوف تزيد من دعمه لاسرائيل وحكومة نتنياهو الذى يسعى لتصفية القضية الفلسطينية وحسم الصراع وهذه فرصة نتنياهو لتنفيذ مشروعه فى منطقة الشرق الاوسط وتغيير واجهة الشرق الاوسط من خلال إحياء صفقة القرن .
اشار إلى أن الدعم الامريكى مستمر وأن ترامب أكبر داعم لنتنياهو منذ ولايته السابقة وسوف يتم القفز على حقوق الشعب الفلسطينى وتنفيذ صفقة القرن وتقرير مصير الشعب الفلسطينى وسوف يكون هناك تصاعد للمواجهة بين اسرائيل والفلسطينيين.
و قال د. أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن مدة الشهرين قبل تسلم ترامب الرئاسة والحزب الجمهورى سوف يحدث فيها الكثير وسوف يسعى الديمقراطيون لتحسين شكلهم بعد ان حرب غزة ولبنان فى عهدهم وحرب الإبادة الجماعية التى تسببت فى جزء من خسارة الانتخابات وتسديد حسابهم مع نتنياهو الذى أهانهم بعد كل التمويل والدعم اللامحدود وأفشل كل جهودهم فى التوصل الى وقف اطلاق نار مما يعنى انهم سوف يستميتون من اجل التوصل الى امر ما من أجل تحسين صورتهم وهناك تجربة سابقة لهم فى 2016 عندما قاموا بتمرير القرار 2343 حول الاستيطان فى الأراضى المحتلة وكان هذا تحدياً للجمهوريين وقاموا بمحاولات من الاصلاح بعض الشيء وتحدى الدولة العميقة مشيرا إلى ان مصلحة الديمقراطيين خلال فترة الشهرين ان يوافقوا على قرار مجلس الأمن بوقف الحرب تحت البند السابع والتزام كل الأطراف بوقف الحرب سواء فى غزة او لبنان وهو مما سوف يضغط على الاحتلال .
قال ان ترامب هو صاحب فكرة صفقة القرن ولدينا تجربة معه على مدار أربع سنوات صحيح انه لم يحقق ما يريد ولكنه أحدث الكثير عندما نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس وهو قرار صعب وكبير والمتغيرات الحالية بعد السابع من أكتوبر غيرت ما أتى به ترامب فى صفقة القرن وهناك موقف عربى واضح بأنه لا تطبيع الا بقيام الدولة الفلسطينية وهناك مشروع التحالف الدولى لقيام دولة فلسطين او حل الدولتين وحاليا هو امام خيار وقف الحرب من اجل اكمال مشروعه وهو لم ينكر الدولة الفلسطينية ولكنه قال ان أمر داخلى يحسمه الفلسطينيون والإسرائيليون وبهذه الصور فإن المفروض على كل الأطراف إيجاد طرق من أجل التسوية السياسية وقد يمضى أربع سنوات من ادارته ولا يجد هذه التسوية المقبولة من كل الأطراف.
إيران.. «الحذر سيد الموقف»
كتبت – سلوى عزب:
قال اسلام المنسى باحث فى الشئون الايرانية ان ادارة ترامب فى فترته الاولى بالفعل نجحت فى ردع ايران فى مطلع 2020 بعد اغتيال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس ونجح فى ايقاف تهديدها للملاحة فى مضيق هرمز وعرقلة ناقلات النفط لذلك كانت ايران تخشى من عودته الى البيت الابيض وردة فعله على عكس ادارة بايدن حيث زادت الاعتداءات على الملاحة الدولية وذلك لان ادارة بايدن عادة ما تعلن انها تعول على النهج الدبلوماسى فى التعامل مع ايران فى حين ان ترامب كان مصراً على ردع ايران حتى لا تهدد المصالح الامريكية فى المنطقة وايران على علم بهذا المنطق الامريكى لذا من المتوقع انه اذا استمر ترامب على نهجه الذى استقر عليه فى نهاية ولايته الاولى ان ترتدع ايران وان لا تقدم على توجيه ضربة عسكرية لاسرائيل.
اوضح ان ترامب يريد ان يكون حاسما مع ايران وهو ما يعنى انفراجة فى العلاقة بين واشنطن وإيران عبر التوصل بسرعة الى صفقة تتعلق بالاتفاق النووى والتعديلات عليه لاسيما ان مدة الاتفاق قاربت على نهايتها وهناك بنود مدتها عشر سنوات وقد انتهى وقتها وربما يكون من أهداف إدارة ترامب التوصل الى اتفاق نووى جديد وإعادة تعديل الاتفاق القديم مع ايران ويصور ترامب انه رجل الصفقات السريعة المربحة وهو لن يتراجع عن الحصول على هذه الفرصة التى تحدث عنها خلال حملته الانتخابية.
واشار الى ان الرئيس ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته بسهولة وهو مما يجعل ايران اكثر حذرا فى التعامل معه وترقبا و تحسسا لكل خطواتها .
مطلوب «حلول سياسية»
عبدالمحسن: السودان وليبيا وسوريا.. «قضايا مفتوحة»
فارس: فرصة تاريخية.. لوقف الحرب بغزة ولبنان
كتبت – أسماء عجلان:
توقع النائب اللواء أيمن عبدالمحسن عضو مجلس الشيوخ ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن انه سوف تحدث تحولات جذرية فى ظل فترة الرئيس ترامب لأن النجاح الذى حققه يعد إنجازاً تاريخياً وسيكون الكونجرس بلا معارضة يحكم سيطرته على الكونجرس قال انه سيكون هناك نسخة جديدة من صفقة القرن وهذا ما قاله فى تصريحات له أثناء حملته الانتخابية بأنه سيكون هناك مسارات سياسية جديدة والمقصود بها هنا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط حلول سياسية فى السودان وليبيا وايضاً مراجعة سياسة واستراتيجية جديدة تجاه سوريا موضحا ان وتيرة العمليات العسكرية فى قطاع غزة ستكون فى تزايد لاجبار الشعب الفلسطينى على النزوح وهدم البنية التحتية للاستحواذ على أكبر قدر من الأراضى الفلسطينية قبل 20 يناير وهو تاريخ تنصيب الرئيس ترامب ثم يحدث بها مفاوضات على الوضع القائم وأنه سيحدث ضغط على نتنياهو لوقف الحرب والدخول فى صفقة تبادل للأسرى تتماشى مع الخطط المستقبلية والتى تدعم عملية تهجير الفلسطينيين وانه فيما يتعلق بلبنان سيعمل على وقف الحرب وتطبيق القرار 1701 والدخول فى صفقة جديدة وتنصيب رئيس للبنان.
اللواء ايمن يؤكد ان العلاقات المصرية الاميركية وفى ظل القيادتين السياسيتين للبلدين جيدة وستدعم الولايات الاميركية برامج الإصلاح الاقتصادى وملف اتفاق التجارة الحرة بين البلدين ونتوقع الوقوف الى جانب مصر فى موضوع سد النهضة مشيرا الى انه أثناء ولايته الأولى تم وقف 100 مليون دولار مساعدات لاثيوبيا وتم قطع المساعدات عنها وستكون هناك خطة للكونغرس تتماشى مع سياسية ترامب ونتنايو خاصة بعد الإطاحة بوزير الدفاع الإسرائيلى جالانت وترامب سيكون بلا معارضة فى الكونجرس لان لديه الأغلبية فى الكونجرس كما انه لديه 6 مؤيدين من اصل 9 قضاة ينتمون للمحكمة العليا اى انه لن يكون هناك اى من القضايا ضده والآن وكما اعلن فى شعار ه الجديد امريكا العظيمة التى سيعمل على تكثيف القدرات العسكرية الاميركية وجعل واشنطن كما كان شعاره فى حملته السابقة امريكا أولاً.
قال د. حامد فارس استاذ العلاقات الدولية ان أمام ترامب فرصة تاريخية لصناعة مجد شخصى له وان تكون لديه الارادة السياسية القوية لاتخاذ قرارات مؤثرة على منطقة الشرق الأوسط تجعله يتفوق على الحزب الديمقراطى الذى فشل هو وادارة بايدن فى خفض التصعيد باعتبار ان على ترامب السعى للضغط على اسرائيل لوقف الحرب فى غزة ولبنان وهل لدى ترامب الارادة السياسية لاتخاذ هذا القرار المناوئ لنتنياهو فى ظل العلاقات القوية التى تجمعه مع الحكومة الحالية والسوابق التاريخية التى سبق أن اتخذها من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وان الجولان جزء من الأراضى الاسرائيلية.. يرى فارس انه على ترامب أن يتحرك فى الملف الأخطر فى المنطقة الآن وهو التصعيد الاسرائيلى – الايرانى لأنه اذا فتحت هذه الجبهة بشكل عام وشامل سنكون أمام تحد حقيقى نحو حرب اقليمية شاملة خاص وان حكومة الاحتلال الاسرائيلى ترغب فى الزج بالولايات المتحدة الأمريكية فى مواجهة مباشرة مع ايران ولكن ترامب سوف يلجأ إلى الحلول السياسية والدبلوماسية ولأنه فى ولايته الأولى لم يكن لديه أى رغبة فى توسعة الحروب والتوترات بشكل عام على المستوى الدولي.
ويؤكد فارس ان العلاقات المصرية – الأمريكية هى علاقات تاريخية فى ظل ان الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى الدولة المصرية باعتبارها صانعة السلام فى المنطقة وباعتبار ان هناك علاقات شخصية قوية تجمع بين الرئيس السيسى والرئيس ترامب ومن الممكن أن تفضى هذه العلاقات القوية إلى تفاهمات وأن تؤمن أمريكا بالرؤية المصرية والسردية المصرية لصناعة السلام فى الشرق الأوسط من خلال تنفيذ حل الدولتين باعتبار ان المرجعية الرئيسية لابد أن تثبتها ارادة حقيقية لتحقيق السلام فى المنطقة لينعكس ذلك على الكثير من الأمور ونزع فتيل الأزمة الرئيسية وايقاف الحرب على غزة مما يؤدى إلى اخماد الحرب على لبنان لأن الجبهتين مرتبطتين وايضا ايران صرحت بأنها سوف تفكر بعدم الرد على اسرائيل فى حال توقف الحرب على غزة ويرى فارس ان تماسك العلاقات الايجابية بين القاهرة وواشنطن قد يؤدى إلى التوصل إلى حلول سلمية ودبلوماسية.
البطة العرجاء
«تل أبيب» تتودد لكسب تعاطف ترامب.. ونفوذ إيران يتضاءل
كتبت – سلوى عزب:
أكد الياس الزغبى محلل سياسى لبنانى ان رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو تخلص من معارضيه داخل حكومته وربما فى بعض الاجهزة العسكرية والامنية للذهاب بعيدا فى مشروعه ضد حزب الله فى لبنان متوقعاً أن يستفيد من الفراغ الدبلوماسى الحاصل فى الادارة الامريكية الان وهى ادارة انتقالية وفى مرحلة البطة العرجاء قبل ان يتسلم الرئيس دونالد ترامب مقاليد السلطة فى 20 يناير المقبل ونتنياهو يتجه الى مزيد من التصعيد فى لبنان وغايته اتسعت ولم يعد المستهدف فقط جوب الليطانى وتدمير الانفاق والمنشآت العسكرية والاسلحة التى كان يخزنها حزب الله فى البلدات والقرى الامامية التى تسمى بلدات الحافة حافة المواجهة المباشرة بل يسعى نتنياهو الى توسيع اتجاه العمق اللبنانى حيث يوجد الكثير من مخازن الاسلحة وقواعد الصواريخ ومنصات اطلاق المسيرات التى يوجهها حزب الله بأدارة ايرانية مباشرة هذه المرة الى العمق الاسرائيلى وصولا الى تل ابيب والى الشمال الاسرائيلى تحديدا والمرحلة يمكن ان تكون مرحلة التصعيد العسكرى بحيث يأتى الرئيس الامريكى ترامب الى السلطة وعند استلامه مقاليد الحكم تكون هناك متغيرات ميدانية حصلت من غزة الى لبنان بشكل يؤثر على مراكز النفوذ الايرانية.
وقال ان ايران فى موقع محرج لانها لا تستطيع التمادى كثيرا فى الرد على اسرائيل فى هذه المرحلة الانتقالية ولعلها تتود الى ادارة ترامب لكسب تعاطفها معها والمعروف ان ترامب فى ولايته السابقة تشدد فى الرد على ايران والغى الاتفاق النووى سابقا واغتال قائد عسكرى مهم فى النظام الايرانى قاسم سليمانى وايران تعانى فى سوريا ايضا فنفوذها فى سوريا يتضاءل وهناك رقابة شديدة من قبل النظام السورى على مسلحى حزب الله فى دمشق وفى الارياف والنفوذ الايرانى تراجع فى سوريا بفعل ما تعرض له حزب الله من خسائر واننا كمراقبين نتوقع ان يتم تغيير فى المعادلات الميدانية من الان وحتى يتم استلام ترامب مسئولية الرئاسة فى الولايات المتحدة الامريكية بحيث يأتى على وضوح ميدانى وسياسى ويتحرك انذاك ترامب لفرض ترتيبات على ايران تفقدها الكثير من نفوذها فى المنطقة على الدول العربية الاربعة وتستفيد من اموالها المحتجزة بفعل العقوبات.
وقال محمد الرز محلل سياسى لبنانى ان السؤال الملح بعد فوز الرئيس دونالد ترامب بالرئاسة الامريكية مرة ثانية هل سيقدر بنيامين نتنياهو أن يتلاعب بمشاريع وخطط الرئيس الأمريكى الفائز كما فعل مع سلفه جو بايدن طيلة عام من الحرب على غزة وثم على لبنان؟ وهل سيبلغه بأنه يحترم الموقف الأمريكى لكن اولويته تنحصر بمصالح إسرائيل؟ صحيح أن رؤساء الولايات المتحدة ملتزمون بما يسمى حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ، وهم جميعهم يعتبرون الكيان الصهيونى كتيبة متقدمة لمصلحة الإستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط، لكن العمل مع ترامب يختلف عنه مع بايدن ، وإذا كان الرئيس الديمقراطى قال منذ خمسة أشهر لبنيامين نتنياهو لا تكذب أمام رئيس الولايات المتحدة ، فإن ترامب لن يكتفى بمثل هذا القول بل يتصرف ضد مناورات رئيس الوزراء الإسرائيلى أو غيره خاصة وأنه لم ينس غدره له حين ساعد بايدن على الفوز بالرئاسة قبل أربع سنوات. هذه هى شخصية ترامب الصريحة والمواجهة وهو الذى أكد بملء فمه أنه أصدر قرارا بقتل قاسم سليماني، ولذلك فإنه حين يقرر وقف الحرب فى غزة ولبنان فإنه يعنى ذلك مع مراعاة الشروط الإسرائيلية، أما أن يقرر ويواجه نتنياهو والتمييع والمماطلة لانه يريد الامعان بحرب الابادة ولو ضد مصالح أمريكا الاستراتيجية فى المنطقة فسيجد أمامه شخصا آخر لا يمكن التلاعب معه . لا نقول ان ترامب قد يصدم إسرائيل ومعها نتنياهو ولكنه قد يصدم نتنياهو ويواصل دعمه لإسرائيل ، فهو يبحث عن مصلحة أمريكا اولا واخيرا ولذلك نراه حريصا على إبقاء الخيوط متصلة مع الرئيس فلاديمير بوتين.
مرحلة فاصلة
من تاريخ السودان
كتب – صلاح مرسى:
قال محمد الأمين أبوزيد الكاتب والباحث السياسى السودانى إن فوز ترامب فى نظر المحللين السياسيين فى منطقة الشرق الاوسط ينقسم إلى اتجاهين الأول يرى أن فوزه سوف تكون مرحلة تاريخية فاصلة وسوف يفصل بشكل حاسم فى حرب غزة ولبنان و فى السودان وفريق يرى انه يستطيع فتح تسويات فى المنطقة اساسية بالتعاون مع حلفائه الممتدين وتأثير ترامب فى السودان لان له علاقة جيدة بطرفى الصراع ولكنه يتخذ قراراته وفقا لمصالح أمريكا وخاصة الاقتصادية والدفاع عن المصالح مقابل التسوية وهى سياسة معروفة وفى هذه المرحلة المشتعلة يتطلب منه الكثير من التغييرات فى السياسة ولعب دورا بارزا فى إخماد كل هذه الصراعات ووقف الحرب فى غزة و لبنان و السودان والضغط على كل الاطراف من اجل الوصول إلى تسوية وسوف يكون ترامب مشغولا وأكثر تركيزا فى منطقة الشرق الأوسط حتى يصل إلى تسوية مرضية له وعدم ترك أى فراغ تملأه روسيا أو إيران فى المنطقة لاسيما امن منطقة البحر الأحمر لأهميته فى الملاحة الدولية والتجارة.
قال الدكتور صديق تاور عضو مجلس السيادة السودانى السابق انه غير غير متفائل بنجاح الرئيس الامريكى ترمب لما له من مواقف سلبية سابقة تجاه الأزمة السياسية فى السودان منذ ان كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية فى فترة ولايته الأولى ولم أتوقع ان يكون هناك تغيير فى السياسة الأمريكية فى الأيام القادمة مالم يحدث جديد وهو ليس أفضل حال من الرئيس بايدن من حيث السياسة الخارجية وتعامل الولايات المتحدة مع القضايا العربية سواء فى العراق او فلسطين او ليبيا او اليمن وكذلك السودان وسياسة الولايات المتحدة قائمة على المصالح المجردة من القيم والأخلاق.