لا تزال المشاهد المؤلمة لما يعانيه الشعب الفلسطينى مستمرة من الآلام والدمار والقتل والابادة الجماعية والمجاعة التى يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي، والدول الغربية صامتة على كل هذه الافعال والجرائم، فالسؤال الى متى سيظل العالم صامتا دون اى تحرك يؤكد انه يقف ضد الممارسات الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني.
استمرار الحرب فى قطاع غزة سيؤدى الى مزيد من التوتر والتصعيد على مسارح عديدة فى المنطقة، بما فى ذلك لبنان وأمن الملاحة فى البحر الأحمر، وبالتالى فهناك ضرورة لإتخاذ كافة الخطوات التى من شأنها دفع الحكومة الإسرائيلية الى التجاوب مع مساعى وقف الحرب بشكل فوري.
حل الدولتين لا يوجد بديل عنه الذى يؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأهمية اعتراف كافة الدول بالدولة الفلسطينية المستقلة حفاظاً على حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد للتوصل إلى السلام فى المنطقة.
مصر حذرت مراراً من الخطط الإسرائيلية لجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة، من خلال استهداف المنشآت المدنية والطبية والمساكن، ودفع سكان الشمال إلى النزوح باتجاه جنوب القطاع الذى بات مكدسا بمئات الآلاف من النازحين، فضلا عن استمرار سيطرة إسرائيل عسكرياً على مدينة رفح وعلى الجانب الفلسطينى من معبر رفح البري، ودون تحمُل إسرائيل مسئولية حماية المدنيين فى القطاع باعتبارها القوة القائمة للاحتلال وفقاً للقانون الدولي.
القاهرة أكدت إدانتها الكاملة لسياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة التى شهدناها الأيام الماضية، والتى تُنذر بمخاطر إشعال المواجهة فى الشرق الأوسط بصورة قد تؤدى إلى عواقب وخيمة، وأن مصر تُحذر مجدداً من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول وتأجيج الصراع فى المنطقة.
مصر حريصة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة على العمل المشترك مع كافة الدول الإقليمية والدولية الفاعلة لوقف نزيف الدم فى قطاع غزة، والحيلولة دون توسيع رقعة الصراع، أن انتهاج اسرائيل لسياسة الاغتيالات السياسية وانتهاك سيادة الدول قد فاقم من حدة الأزمة وزاد من التوتر الاقليمى بشكل ملحوظ.
شهدت الايام الماضية اتصالات مصرية مكثفة ومساعى حثيثة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية، والعمل على تهدئة التوترات التى تموج بها المنطقة بهدف وقف التصعيد الجاري، وتجنيب الإقليم ويلات الحرب، فهناك اشادات عالمية ودولية بالجهود التى تبذلها مصر على المستوى السياسى والإنسانى لحل الأزمات المتلاحقة بمنطقة الشرق الأوسط، والدور الذى تقوم به مصر كركيزة للأمن والاستقرار بالمنطقة، والاتصالات المكثفة التى تجريها مصر ومساعيها الحثيثة لاحتواء التوتر فى المنطقة.
هناك خطورة للتطورات المتسارعة التى تشهدها المنطقة وأهمية العمل على تكثيف الجهود لتجنب تصاعد وتيرة العنف وعدم الاستقرار فى المنطقة، ومن الضرورى العمل على معالجة الأسباب الحقيقية لحالة التصعيد غير المسبوقة، وهى استمرار الحرب الإسرائيلية فى غزة وسياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة دول المنطقة، كما ان هناك أهمية لتضافر الجهود من أجل تأمين الملاحة فى البحر الأحمر .