فيلم «ماريا» الذى سيعرض قريبا بدور السينما فى أمريكا ومصر ينتمى لنوعية دراما السيرة الذاتية وأحداثه تدور حول حياة مغنية الأوبرا الأسطورية ماريا كالاس، وتجسد أنجلينا جولى شخصيتها فى الفيلم الذى يركّز على فترة السبعينيات من حياة ماريا فى باريس، والتى كانت تعانى من عزلة كبيرة بعد تخليها عن الأضواء.
يتناول الفيلم أيضًا صراعاتها الشخصية مع الشهرة والوحدة، وأيضًا علاقاتها المؤثرة وخاصة مع الملياردير أريستوتل أوناسيس، حيث كان جزءًا من حياة كالاس الملحمية والمثيرة للجدل.
وعن صعوبات العمل.. ذكرت النجمة جولى فى وقت سابق انها امضت سبعة أشهر فى تدريب صوتها على الغناء الأوبرالي، رغم عدم امتلاكها خبرة سابقة فى هذا المجال. وقد وصفت هذا التحدى بأنه أحد أصعب أدوارها، حيث كان عليها التعمق فى العواطف والمشاعر المتضاربة التى ميزت حياة كالاس. ويقف خلف هذا العمل المخرج بابلو لارين وهو معروف باهتمامه بتصوير حياة المشاهير من النساء وتميزه باستخدام المؤثرات بأسلوبه الفريد كما فعل فى أفلام مثل جاكى والاميرة ديانا سبنسر.
المعروف ان فيلم ماريا عرض لأول مرة فى مهرجان فينيسيا السينمائى الماضى حيث حصل الفيلم على تقدير حار من النقاد والجمهور، إذ وقف الحاضرون بعد انتهاء العرض يصفقون للفيلم وجولى لمدة ثمانى دقائق. ومن المقرر أن يتم عرضه فى صالات السينما الأمريكية والمصرية بدءًا من 27 نوفمبر الجاري.
ومن جهة أخرى ذكر العديد من النقاد أن الفيلم يحظى بإعجاب واحترام كبيرين لدرجة أنه لا يتيح لنا التعاطف مع بطلته الهشة المفترضة. وعلى نحو غير معتاد لشخص مدمن للمخدرات ومريض بمرض مميت، فإن شخصية كالاس التى تؤديها جولى لا تبدو أبداً أقل من رائعة. فهى دائماً تتمتع بكرامتها وهدوءها وثقتها بالنفس، وتتفوق على كل من يعترض طريقها.
كتب سيناريو الفيلم ستيفن نايت، وتبدأ أحداث الفيلم فى باريس، عام 1977، بأسلوب الفلاش باك مع إزالة جثة كالاس من شقتها، ثم تعود القصة إلى الوراء أسبوعاً لتأخذنا إلى أيامها الأخيرة وفى هذه المرحلة، كانت قد تخلت منذ فترة طويلة عن التمثيل، وتقضى وقتها تحت أعين كبير الخدم (بييرفرانشيسكوفافينو) ومدبرة المنزل (ألبا روهرواشر)، وكلاهما مخلص لها، على الرغم من إصرارها على نقل البيانو الكبير من غرفة إلى أخرى بشكل يومي.
مخرج مخرج الفيلم بابلولارين، مخرج تشيلى معروف بتقديم أفلام عن السير الذاتية للنساء المشهورات اللاتى عشن المأساة حيث اشتهر لارين بقدرته على استكشاف حياة هذه الشخصيات المعقدة بعمق نفسي، وهو يركز على الأبعاد الإنسانية ويعرض مشاعرهن وصراعاتهن بواقعية تتجاوز التقاليد السردية المعتادة.
اختار لارين تقديم قصة ماريا كالاس لأسباب تتعلق بإعجابه الشديد بهذه الشخصية الفريدة، حيث رآها تعيش فى عزلتها النفسية وتصارع لتحقيق هويتها وسط معاناتها العاطفية، مما يجعله يتناول قصة ترتبط بعناصر القوة والانكسار فى آن واحد. ماريا كالاس كانت بالنسبة له شخصية تحمل تعقيدات إنسانية وسيرة درامية غنية باللحظات الصعبة التى تمس القلب، وهو ما يسعى لارين لتقديمه دائمًا فى أفلامه.
يذكر ان السوبرانو الراحلة ماريا كالاس عام 1977 كانت واحدة من أعظم مغنيات السوبرانو فى القرن العشرين، وقد اشتهرت بقدرتها الفنية المتميزة وصوتها العميق العاطفى الذى امتد إلى مجالات متعددة من الأوبرا. وكانت قادرة على تجسيد شخصيات أوبرا قوية ومأساوية مثل مدام بترفلايوتوسكا ونورما، حيث أضفت قوة عاطفية غير مسبوقة على أدوارها بفضل تعابيرها القوية وأدائها المسرحى المؤثر.
وحياتها المهنية تميزت أيضًا بتحديات عديدة، حيث كانت علاقتها بالملياردير اليونانى أوناسيس معقدة ومليئة بالدراما المأساوية، مما أثر على حياتها الشخصية والفنية.