مصر وشعبها يقفون كالجبال دفاعًا عن القيم العربية الأصيلة
فى مشهد يعكس تجذر القضية الفلسطينية فى الضمير المصري، احتشد آلاف المواطنين بعد صلاة عيد الفطر المبارك فى مختلف محافظات الجمهورية، مرددين هتافات التضامن مع أشقائهم فى فلسطين، ومؤكدين رفضهم المطلق لأى محاولات لتهجيرهم من أرضهم، أو انتهاك حقوقهم المشروعة.. هذه الوقفات التى جاءت بتنسيق عفوى يعكس الإرادة الشعبية، لم تكن مجرد مشهد عابر، بل رسالة واضحة للعالم بأن مصر وشعبها يقفون كالجبال دفاعًا عن العدالة والقيم العربية الأصيلة.
ولم تخلُ أى من المساجد أو الساحات التى شهدت هذه الوقفات من هتافات تؤكد الدعم الكامل للقيادة السياسية المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتى تتبنى موقفًا ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية، رافضةً أى مساومة على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.. هذا التلاحم بين الشعب والقيادة يُبرز وحدة الموقف الوطني، ويُجسد مقولة «مصر أم الدنيا» التى لم تتخل عن دورها القيادى فى دعم قضايا الأمة.
ومن وجهة نظرى أن ما ظهر فى هذه الوقفات هو وعى شعبى عميق بتفاصيل القضية الفلسطينية، بدءًا من رفض خطط التهجير القسري، ومرورًا بالمطالبة بوقف العدوان على غزة، ووصولاً إلى التأكيد على حق العودة وتقرير المصير.. الشباب المصرى الذى قاد العديد من هذه المسيرات، أثبت أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شعارات، بل هى قضية حية تسرى فى دماء الأجيال الجديدة كما سارت فى دماء أجدادهم منذ النكبة.
ولا شك أن المشهد المصرى التضامنى يبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولى مفادها أن الشعب المصري، برغم التحديات الداخلية، لن يتخلى عن دعمه للشعب الفلسطيني، وسيظل صوتًا عاليًا يفضح الانحياز الغربى والتواطؤ مع الاحتلال، كما يؤكد أن محاولات كسر الإرادة العربية عبر التطبيع أو الترهيب ستفشل أمام إصرار الشعوب على وحدة المصير.
وفى الختام أؤكد ان التضامن المصرى مع فلسطين ليس وليد اللحظة، بل هو إرث نضالى يمتد لعقود، من دعم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للثورة الفلسطينية، إلى الوقوف التاريخى للرئيس السادات فى الكنيست، وصولاً إلى المواقف الثابتة للقيادة الحالية.. واليوم يعيد الشعب المصرى تأكيد هذا الإرث، مُذكرًا الجميع بأن «فلسطين لن تُنسي، ولن تُسقطها المؤامرات».