المصرى بفطرته يدرك أن الحفاظ على الوطن فوق أى اعتبار
فى ظل التحديات التى تمر بها دول المنطقة والعالم أجمع، والذى بات قاب قوسين أو أدنى من الدخول فى حرب عالمية ثالثة مقرها الشرق الأوسط، ومع سقوط الدول والأنظمة وتفكيك الجيوش تحت مسمى التحرير وثورات الربيع العربى، يبقى الشعب المصرى نموذجاً للوعى الوطنى الذى استطاع أن يحبط مخططات عديدة تستهدف زعزعة استقراره تحت ستار ثورات التحرير، بعد محاولات مستميتة من أجهزة استخبارات غربية لإثارة الفوضى من خلال استخدام مفاهيم « الإصلاح والفوضى الخلاقة»، إلا أن التاريخ أثبت أن المصريين يتمتعون بقدرة استثنائية على التمييز بين ما يخدم وطنهم وما يستهدف هدمه وتخريبه وبات الرهان الأكبر على وعى الشعب ووقوفه خلف قيادته وجيشه لحماية المقدرات والمكتسبات.
ويعد استخدام الغرب لمصطلح «الثورة» بهدف جذب الشباب وتحريضهم على التظاهر، ليس إلا خدعة مكررة تهدف لإسقاط الدول من الداخل، فالتجارب السابقة والتى كان آخرها سقوط سوريا على يد ما يسمى بالمعارضة السورية المسلحة، علم المصريين أن تلك الدعوات تحمل بين طياتها الهدم والخراب والتقسيم، تحركها أياد خفية لخدمة أجندات خارجية، ولنا فى تدمير الجيش السورى وضرب الطائرات والمطارات والأسلحة الثقيلة ومنظومات الدفاع الجوى عبرة، الأن سوريا بلا جيش بلا وطن، اسرائيل تحتل قرى بأكملها وتوغلت لعشرات الكيلو مترات داخل العمق السورى حتى باتت بالقرب من العاصمة دمشق وأستولت على قمة جبل الشيخ، والأكراد تسعى لإعلان دولة كردستان وتركيا عيونها على البترول والغاز السوري.
وبات الوضع الآن وبما لا يدع مجالاً للشك أن المؤامرات التى تحاك باسم «الحرية» و»العدالة الاجتماعية» ما هى إلا وسيلة لجعل المجتمعات فريسة للانقسام والفراغ الأمني، وهو ما شهدته دول عدة فى المنطقة بعدما انزلقت فى فوضى عارمة قضت على مقدراتها واستقرارها، وبات الرهان على وعى الشعب المصرى وقوة مؤسساتها فى الحفاظ على القوة الوحيدة الباقية فى الشرق الأوسط بجيشها الأقوى وشعبها الأبي.
وبالفعل أظهر المصريون فى محطات تاريخية حاسمة أن وعيهم السياسى والاجتماعى هو درع الوطن ضد كل محاولات التخريب، ولعل أكبر مثال على ذلك هو الموقف الشعبى الموحد الذى أفشل دعوات التظاهر والتخريب التى حاولت بعض القوى دفعها فى أكثر من مناسبة، المصرى بفطرته يدرك أن الحفاظ على الوطن فوق أى اعتبار، وكانت ولا زالت قدرة الشعب المصرى على رفض دعوات التخريب والاستماع إلى لغة العقل، دائماً هى صمام الأمان الذى يقى البلاد من السقوط فى فخ الفوضي وهنا يلعب الاعلام دور مهما فهو ركيزة اساسية فى رفع مستوى الوعى بما يقدمه فى التصدى للشائعات وتعزيز ثقة المواطن فى دولته، وافشال مخططات التقسيم، من خلال نشر الحقائق بشفافية، فعلينا جميعا أن نعى الدرس جيداً والتكاتف لحماية مصر التى كتب عليها أن تكون رمانة الميزان فى محيط مشتعل على كافة الجبهات، ويبقى وعى الشعب هو خط الدفاع الأول عن وطنه والحصن المنيع الذى تفشل به المؤامرات، هو السلاح الذى يحمى ويصون، فمصر باقية فى رباط إلى يوم الدين.