أحداث ملتهبة يعيشها العالم منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.. ومن بعدها حرب الإبادة الوحشية والاجرامية التى تشنها إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.. والتى بدأت فى غزة وامتدت حتى وصلت إلى لبنان.. وفى وسط هذه الأحداث الدرامية تسفر الانتخابات الأمريكية عن فوز دونالد ترامب ليعود من جديد رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية فى 20 يناير القادم.. وسط ترقب من شعوب العالم.. وفى مقدمتهم الشعب الأمريكى عن التغيرات التى ستحدث على الصعيد الأمريكى والعالمى خلال الأربع سنوات القادمة.. وان كانت الأغلبية من شعوب الدول العربية لا تشعر بالتفاؤل نتيجة لتصريحات ترامب خلال فترة الانتخابات.. ومن بينها ضرورة زيادة مساحة إسرائيل.. وهو مؤشر للمساندة الأمريكية المستمرة لإسرائيل فى كل جرائمها.. وبعد إعلان فوزه.. بات الكل يترقب كيف سينفذ وعوده خاصة تلك المتعلقة بإنهاء الحروب سواء بين روسيا وأوكرانيا.. أو تلك الدائرة فى الشرق الأوسط من خلال البلطجة الإسرائيلية.. ومحاولتها المستمرة فى تصفية القضية الفلسطينية.. وتدمير غزة عن بكرة أبيها.. وتدمير البنية التحتية بالكامل.. إلى جانب تدمير المنازل والمستشفيات والمدارس.. وتحويل غزة إلى مدينة مدمرة بالكامل.. وتحتاج عشرات السنين لتعود مدينة سكانية من جديد.. مع الاستمرار فى توجية ضربات مماثلة لعدد من المدن اللبنانية
والأسبوع الماضى كنا على موعد مع القمة العربية الإسلامية التى عقدت بالعاصمة السعودية الرياض والتى شدد خلالها الرئيس السيسى على وقوف مصر ضد كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية من خلال سياسات التهجير أو تحويل قطاع غزة لمنطقة غير قابلة للحياة.. والتزام مصر الكامل بتقديم العون لمؤسسات الدولة اللبنانية.. وفى مقدمتها الجيش اللبناني.. وضرورة وقف الحرب فى غزة والضفة ولبنان.. وتصريحات الرئيس السيسى خلال القمة تؤكد على الموقف المصــرى الثــابت وهو ضـــرورة العودة إلى حدود 4 يونيو 1967.. وان مصر سعت للسلام وتمسكت به على الرغم من كل ماشهدته المنطقة من أحداث.
وعلى الرغم من حجم الدمار الذى شهدته غزة.. والارتفاع المتواصل فى أعداد الشهداء والمصابين.. وارتفاع أعداد الشهداء من الأطفال.. إلا أن المجتمع الدولى مازال غير قادر على القيام بمسئولياته فى توفيرالأمن والأمان للشعب الفلسطيني.. وحمايته من جرائم الإبادة الإسرائيلية.. ومازال العديد من زعماء العالم ينظرون إلى إسرائيل على انها ضحية وليست هى الجاني.. مع انها الدولة التى تمارس الإرهاب تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.. الذى اعتاد على جرائم إسرائيل.. ويكيل بمكيالين.. ومازالت أمريكا تواصل امدادها لإسرائيل بالمال والسلاح.. رغم ظهور معارضين لهذه السياسة من داخل أمريكا.. ومع نجاح ترامب فإن كل المؤشرات تشير إلى استمرار الاجرام الإسرائيلي.. وان حرب الإبادة لن تتوقف.. رغم وعود ترامب بإيقاف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. وكذلك الحرب فى غزة.. فهل فعلاً يعتزم ترامب التدخل وإيقاف عمليات الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى من أكثر من عام.. ان تصريح ترامب بضرورة زيادة المساحة المخصصة لإسرائيل.. غير مبشر.. فهو من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. فهل سيعمل على إيقاف الحرب واتخاذ موقف عادل؟..
إن الشعب الإسرائيلى رغم استمرارالقصف اليومى لغزة ولبنان لا ينعم بالأمن والأمان.. وهو لن ينعم به بسبب سياسة النتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى الملطخة يداه بدماء الشهداء جميعا من شباب ورجال ونساء وأطفال وشيوخ.
فهل تنتنظر شعوب الوطن العربى والإسلامى من ترامب ان ينفذ وعوده الخاصة بإيقاف الحروب خاصة فى غزة.. التى تشير كل الدلائل إلى ان فترة حكمه الجديدة ستشهد تغيرات عديدة فى السياسة الأمريكية.. ولكن لا أحد يمكن ان يراهن على تنفيذه لوعوده الانتخابية.. ولكن الجميع يأمل ان تتوقف حرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى الآن وليس غداً.. لأنه لو تحقق هذا وتوقفت الحرب فإن ما يتعرض له أبناء غزة الآن أكبر بكثير من عمليات الابادة الجماعية التى يتعرض لها.. فالأمراض والأوبئة تحاصرهم نتيجة تلويت مياه الشرب وتدمير البنية التحتية.. مع افتقادهم للمأوي.. ولا يجدون مع يحتمون به من برد الشتاء القارس.
مع اصرار إسرائيل على تضييق الخناق حول دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدواء والوقود إلى قطاع غزة..
إذا كان ترامب صادقاً فى وعوده ويعتزم ايقاف الحرب فى غزة فلابد ان يعود بالقضية الفلسطينية إلى الطريق الصحيح.. وان يعمل على تطبيق السلام العادل والشامل وان يعود لحل الدولتين.. وان تقوم الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل يونيو 1967.. ولكن الآن لابد من ايقاف حرب الابادة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.. مع التأكيد على ان المجتمع العربى والإسلامى لن يوافق على تصفية القضية الفلسطينية..
وتحيا مصر.