المشهد فى المنطقة يزداد تعقيداً وتصعيداً تحالف الشر الصهيو- أمريكى يُصر على تنفيذ المخطط، التهجير هو الهدف، منح غزة لإسرائيل، وأمريكا وإجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع هو الغاية، لم تكتف دولة الاحتلال بحرب الإبادة والتطهير العرقى، بهدف إجبار سكانها على مغادرتها، وليس القضاء على حماس أو استعادة الرهائن والأسرى الإسرائيليين، كما يدعون فى العلن، لكن يبقى الهدف الأساسى هو طرد الفلسطينيين من قطاع غزة وإجبارهم على النزوح إلى الحدود المصرية لتنفيذ مخطط التهجير والتوطين، وهو ما تصدت له مصر بحسم وقوة وأكدت أنه لا تصفية للقضية الفلسطينية، ولا تهجير لسكان القطاع بأى شكل من الأشكال أو على حساب مصر واعتبرت القاهرة أن ذلك «خط أحمر» وتهديد للأمن القومى لا تهاون ولا تفريط فى حمايته، وتبنت مصر موقفاً شريفاً وأخلاقياً تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وتقديم كافة أوجه الدعم الإنسانى لهم ودعم حقوقهم المشروعة، وأكدت أنه لا بديل لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الموقف الذى حظى بتأييد دولى وإقليمى.
نجحت مصر فى 19 يناير الماضى بالتعاون مع الوسطاء سواء الأشقاء فى قطر أو الجانب الأمريكى فى الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار على مراحل ينتهى بالإفراج عن كافة الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين مع إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلى الكامل من قطاع غزة ووقف دائم لإطلاق النار، وتم بالفعل تبادل الرهائن والمعتقلين ودخول المساعدات، وجاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يحمل معه الكثير من عودة السلام ووقف الحروب والصراعات، رغم الاستقرار فى الشرق الأوسط، لكن الغريب فى نفس الوقت أنه بدأ فى طرح مشروع لتهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة والضفة وطالب مصر والأردن باستقبال الفلسطينيين وهو ما رفضته القاهرة وعمان بشكل واضح وحاسم، وأن مخطط التهجير بشكل عام مرفوض، وغير مقبول، وأنه ظلم للفلسطينيين، لن تشارك فيه مصر، واعدت مصر خطة أشاد وأجمع عليها العالم، وتحولت من خطة مصرية إلى عربية وتؤكد على تعمير قطاع غزة دون الحاجة إلى تهجير الفلسطينيين على مراحل تستمر 5 سنوات تبدأ لـ6 أشهر لتعافى القطاع، وتحسين خدماته وبتكلفة تصل إلى 53 مليار دولار، ودعت مصر إلى مؤتمر دولى لإعادة إعمار غزة الشهر القادم، لكن من الواضح أن مخطط التهجير لم يغادر العقل الأمريكى أو الصهيونى وأن وعود السلام تبخرت، وكانت مجرد شعارات لدغدغة المشاعر أو شعارات انتخابية، وتحولت إلى أشكال من الصفقات الخاصة بالبيزنس والعقارات ولا عزاء للأوطان والمبادئ والقوانين وحقوق الشعوب المشروعة، لذلك بدأت آلاعيب إسرائيل بدعم أمريكى فى إجهاض الاتفاق الذى تم برعاية مصرية- قطرية- أمريكية، ووافقت حماس على كافة الشروط، خاصة عدم وجودها فى نوع من إدارة قطاع غزة والتخلى عن قيادة القطاع، والالتزام بمراحل الاتفاق، وتوقيتات تسليم الرهائن والأسرى لكن الأمريكان والإسرائيليين لا يريدون الاتفاق، وبدأت محاولات خلق خلق الذرائع والمطالب بإضافة بنود جديدة للاتفاق وفرضتها خاصة تسليم فورى للأسرى والرهائن الإسرائيليين دون التقييد بالمراحل والتوقيتات المتفق عليها سلفاً وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب من غزة، وفجأة وتحديداً الثلاثاء الماضى، استأنفت دولة الاحتلال حرب الإبادة والتطهير العرقى فى قطاع غزة ليس من أجل الضغط العسكرى على حماس التى التزمت بكافة بنود الاتفاق ولكن لأن نتنياهو وعصابة المتطرفين، يريدون احتلال غزة، بدعم أمريكى، وإعادة المستوطنات الإسرائيلية التى تركتها مع الانسحاب فى عام 2025 وتنفيذ مشروعات ترامب «ريفيرا غزة»، ولتكون غزة نواة مخطط التحالف الأمريكي- الإسرائيلى مع بعض دول الإقليم والذى يحقق أهداف هذا التحالف، لكن مصر ومواقفها الصلبة والثابتة والشريفة، تقف عقبة أمام مخطط الشيطان، لذلك تتصاعد المؤامرة على مصر، ومحاولات تركيعها وخنقها اقتصادياً، فهى الهدف الأساسى من تأجيج الصراعات وإشعال المنطقة، فالشواهد تؤكد ذلك، فالضربات الأمريكية على اليمن، والتصعيد الحوثى بالرد عليه هذه الضربات باستهداف القوات وحافلة الطائرات الأمريكية «ترومان» واستهداف حوثى لإسرائيل، كل ذلك يؤدى إلى اضطراب البحر الأحمر، وبالتالى تراجع إيرادات قناة السويس، لندرك أن الأدوات تتحرك فى توقيت واحد حتى وإن بدت أنها متصارعة لكنها تعمل معاً وتحقق نفس الأهداف، وهو صناعة الأزمات وتصديرها إلى مصر، فى إطار الحصار والخنق الاقتصادى من أجل التركيع واستمرار الضغوط لأن مصر تقف شوكة فى حلق المشروع، فشل فى البداية العدوان الإسرائيلى، ثم الوسائل الدبلوماسية فى طرح المخطط، وتقديم الإغراءات والأموال والمزايا، لكن مصر شريفة لا تباع ولا تشترى، ومع فشل كل هذه المحاولات، عاودت إسرائيل فى خرق واضح للاتفاق، العدوان على قطاع غزة وتسعى إلى إبادة الشعب الفلسطينى وتنفيذ مخطط التطهير العرقى بالقصف والقتل والحصار.. تصريحات عصابة إسرائيل من المتطرفين تكشف نوايا العدو الصهيونى الحقيقية بمباركة ودعم أمريكى خاصة وأن ترامب يمنح جيش الاحتلال الأسلحة الفتاكة التى كانت محظورة من قبل، ونتنياهو يرى فى العدوان حصانة لتأمين وجوده السياسى كرئيس وزراء وهذا حلمه الحقيقى وأيضاً انقاذ رقبته من المحاكمة بتهم فساد وفشل، لذلك تخلص من قادة الأجهزة الأمنية مثل الشاباك ورئيس الأركان هرتس هليفى وقبله وزير الدفاع جالانت، وهناك أخبار تشير إلى عودة المتطرف ايتمار بن غفير إلى الحكومة، نتنياهو بعد عودة العدوان، وسفير إسرائيل فى الأمم المتحدة يقول ان إسرائيل لن توقف الحرب حتى وان اجتمع مجلس الأمن يومياً، لذلك السؤال من يردع الكيان الصهيونى الذى يعيث فى الأرض فساداً وقتلاً وإبادة وهل يتحرك المجتمع الدولى؟