هذا توقيت مثالى للتحدث عن محاضرة هامة تلقيتها فى أكاديمية ناصر العسكرية منذ فترة ناقشت مصطلح «الشرق الأوسط» من أين جاء ومتى بدأ وأسباب انتشاره والهدف من إطلاقه وكل ما يتعلق به حتى توصلنا فى نهاية المطاف إلى هدف غير مرئى إلى بعضنا وهو تشتيت وتفكيك الوحدة الوطنية العربية بدءا بطمس الاسم «الوطن العربى» والحروب الداخلية وما إلى ذلك.
فى البداية أطلق عليه علماء الآثار اسم «الشرق الأدنى القديم» إشارة إلى الحضارات القديمة فى تلك المنطقة وتاريخها وفى الستينات لقب بـ»الشرق الأدنى» لجغرافية المنطقة بالنسبة للأمبراطورية البريطانية ومحاولة إيجاد مناطق نفوذ لها هناك وبات لفترة طويلة اللفظ السائد فى الأوساط السياسية والإعلامية حتى جاءت الحكومة الأمريكية فى التسعينات بمصطلح «الشرق الأوسط» وهو الأكثر شيوعاً فى وقتنا الحالى رغم أن الكثير يعتبره مصطلحا جيوسياسيا تم رفضه ووصفه كمصطلح استعمارى وعنصرى وكان يشير إلى أهمية المنطقة الجديدة «جيوسياسياً» حيث أنها تتميز بوحدة فى اللغة والعقيدة والثقافة كما أنها تشرف على الكثير من البحار والمحيطات والمضايق الحيوية التى تتحكم فى الملاحة التجارية عبر العالم وكما نعلم أن المنطقة تتمتع بالكثير من الموارد والثروات الطبيعية وعلى رأسها البترول الذى يعد عصب الحياة بالإضافة إلى المعادن النفيسة والثروة السمكية ولا ننسى كم الآثار التاريخية التى تمتلكها المنطقة ففى مصر وحدها ثلث آثار العالم.. لهذا كافة الدول العظمى تدرك تماماً الأهمية الإستراتيجية للوطن العربى الذى كان على مر العصور ولا يزال محور اهتمام أى قوى راغبة فى السيطرة أو الاستعمار.
ولأن مصر قلب «الوطن العربى» فنحن أكثر شعب تقديراً واعتزازاً لهذا المصطلح وعلينا تصحيح تلك المفاهيم غير الصحيحة بداية من تعود ألسنتنا على تكرار اسم «الوطن العربى» من جديد فى الأحاديث بيننا ومعاودة كتابته ونشره على منصات التواصل كلما اتيحت الفرصة ومن هذا المنطلق نستمر فى الحفاظ على رمز القوة والوحدة العربية وفى المقابل نتخلى تدريجياً عن الألقاب الخاطئة.. وبهذا نكون قد نجحنا فى تغيير قواعد اللعبة لمصلحتنا.