إن المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يري حملة مسعورة علي الوطن والمواطن، يستشعر معها ذوي الألباب أن هناك أمرا ما يتم تجهيزه لهذا الوطن من أعدائه، ويمكن أن نستنتج مما نتابعه ما يلي:
أن مخطط إسقاط الدولة المصرية ما زال قائمًا وسيظل طالما لم تقبل الدولة بما تريده امريكا وربيبتها دولة الكيان.
أن الضغط الاقتصادي علي مصر سيستمر ويتزايد متمثلا في حصارها اقتصاديا عن طريق انسحاب شركات التنقيب عن البترول والغاز بحجة عدم مواءمة الأوضاع امنيا بالمنطقة لحرمان مصر من عائدات البترول والغاز وكذلك بتفجير حدودها مع ليبيا والسودان وغزة وبحرمان مصر من عائدات قناة السويس بتواجد أساطيل الناتو في البحرين الأبيض والأحمر بحجة ردع الإيرانيين والحوثيين عن مهاجمة ربيبتهم وكذلك سيتم تشجيع الأحباش والدفع لهم لخنق مصر مائيا سعيا لاستسلامها وإرغامها علي القبول بالعرض التالي٢٠٠ مليار دولار جاهزة للدفع فورا مقابل تنازل مصر عن دورها في مقاومة مشروع التهجير وقبولها باستقبال ٢.٣ مليون غزاوي لتنتهي القضية للأبد، فتسليم مصر هو إعلان استسلام كل العرب وتحقق حلم الصهاينة.
لنعلم أيضا بأن إمداد أمريكا لإسرائيل بالمال والعتاد ضمانا لتفوقها علي كل العرب هو عقيدة دينية عند كبار الساسة بالكونجرس والإدارة ولا فرق في ذلك بين الديموقراطيين والجمهوريين إلا التسابق علي من يساعد دولة الكيان أكثر علي قتل أكبر عدد من العرب لتحقيق حلمهم بدولة يهودية خالصة وأيضا لإيمان اليمين المتطرف منهم بأميركا بحتمية قيام حرب عظمي بين اليهود والعرب حتي ينزل المسيح المخلص.
وحتي لا نتعب أنفسنا في السؤال عن، لماذا تنحاز أميركا لدولة الكيان في كل حالاتها وهو سؤال سألته لسياسي أثناء وجودي بالولايات المتحدة، حيث رد علي قائلا” بكل بساطة لأن نصف سكان دولة الكيان هم أمريكان، فنحن ندافع عن مواطنينا” علي حد قوله، إذا فليعلم الجميع أن من نحاربهم ليسوا الكيان بل شتات الصهاينة بالعالم أجمع.
أخيرا يا سادة، ستكون حرب شعواء علينا والضغط الرهيب علينا اقتصاديا سعيا منهم لتفجير الوضع داخليا وإحداث وقيعة بين الشعب والقيادة لتحريك الجماهير ليخربوا بيوتهم ووطنهم بأيديهم وأيدي الأعداء، فقد هالهم أن مصر لم تسقط رغم عظم المؤامرة عليها بل حاولت وتحاول استرداد دورها الذي يليق بها وبتاريخها فانفقت ما قيمته قرابة ٩.٥ تريليون ج في العشر سنوات الماضية وسعت بهم رقعتها المأهولة من ٧٪ إلي قرابة ١٤٪ وحدثت جيشها وأقامت مدنا لمواطنيها الذين كانوا يقطنون العشوائيات والمقابر وأقامت بنية تحتية قوية من مطارات وموانئ وطرق وجامعات ومستشفيات وأوصلت المياه ل ٩٩٪ من السكان وتحاول أن تزيد رقعتها الزراعية الي ١٢ مليون فدان لتقليل الفجوة الغذائية وكذا اتجاهها إلي توطين كثير من الصناعات لتقليل فاتورة الاستيراد.
ولذا بدأت مؤامراتهم الخبيثة نحو الوطن سعيا لإجباره علي التسليم بما يريدون، فماذا نحن فاعلون؟
هل نقبل بما يطلبون ونوافق علي تهجير أشقائنا من غزة لمصرنا وتنتهي القضية ونأخذ ال٢٠٠ مليار دولار؟ أم نقاوم بوحدتنا ونعمل شأن كل من يريد البقاء والحفاظ علي وطنه ونقوم بما قاله لي مواطن بسيط بأن نشتري كل ما هو من انتاج الوطن ومواطنيه من مأكل ومشرب وملبس ونفعل شعار “زرع وأنتج وصنع في مصر” إذا أردنا النجاة بوطننا.
والأمر إليكم بني الوطن فاختاروا
حفظ الله الجيش، حفظ الله الوطن