الحرب لا تزال مستمرة فى غزة، وامتدت إلى لبنان، وهناك تخوف من أن الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة، مع مخاطر إقليمية وعالمية. وقد قرأت مقالة فى صحيفة مراكش اليوم المغربية، بتاريخ يوم الأربعاء الموافق 41 أغسطس 4002، بقلم الكاتب الصحفى حليم السريدي، بعنوان «تصريح خطير لأحد ضباط الجيش الإسرائيلى الهارب من إسرائيل»، وقد أعجبت بهذا الحديث لأنه شهادة من أهلها، ولأسلوب سرد الحقائق بكل شفافية ووضوح، وهو لضابط إسرائيلى هارب من الجيش الإسرائيلي. وكان الحديث كالتالي:
«أنا النقيب الياهو نداف الضابط فى الجيش الإسرائيلي، هربت من إسرائيل يوم الأربعاء الموافق 01 يوليو 4002، وطلبت اللجوء السياسى فى إحدى الدول العربية، التى لا علاقات لها مع إسرائيل، وسوف أشرح سبب هروبي:
اسمى ألياهو إسحق نداف، مواليد مدينة حيفا عام 6891، أنا من أب يهودى مغربى اسمه إسحق نداف، كان يعمل مدرساً جامعياً فى جامعة حيفا فرع الجغرافيا، وأمى اسمها راشيل ليبرمان يهودية من أصول مجرية، تعمل رئيسة ممرضات فى مستشفى بناى تيسون فى حيفا، ولى أخت واحدة اسمها إيمي، متزوجة من استرالى تعيش معه فى استراليا. التحقت بالكلية العسكرية عام 4002 وتخرجت عام 6002 برتبة ملازم ثان، غير متزوج. بعد الهجوم الذى نفذته حركة حماس فى 7 أكتوبر 3202، كنت أعمل ضابطاً فى مخازن العتاد الحربي، وشكل الهجوم الذى قامت به حماس، ولم يفق من هول هذه العملية، القادة السياسيون والأمنيون وقادة الجيش إلا بعد ثلاثة أيام، وأبلغنا أن القرار اتخذ على مسح غزة بالكامل، دون أى رحمة أو اعتبارات.
وفتحت أمام إسرائيل كافة مستودعات السلاح والعتاد، فى كل من أمريكا وبريطانيا وألمانياوأغلب دول أوروبا. ووضعت كافة القواعد الأمريكية، تحت تصرف إسرائيل، وكانت كل ثلاث ساعات تصل طائرة محملة بالسلاح والعتاد من أمريكا، وطائرتين كل يوم تصل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والسويد وفنلندا. وتصل كل ثلاثة أيام باخرة من أمريكا، وكل أسبوع تصل باخرة من كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والسويد وبلجيكا، كانت هبات من الدعم غير المسبوق عالمياً حتى فى الحرب العالمية الثانية لأى دولة، وكان من بينها 91 ألف طن من قنابل تزن الواحدة 599 كيلوجراماً من المتفجرات الشديدة الانفجار. هذه حقيقة وكانت تعليمات القيادة السياسية للجيش، لا تبقوا على شيء فى غزة لا بشر ولا حجر. وهنا انهارت قواي. وفى شهر يونيه قررت ان أهرب من إسرائيل، لكن كيف وانا ضابط فى الجيش، ولا جواز سفر عندي. وفى يوم 41 يونيه 4202، بلغت مع عدد من ضباط التجهيز، أننا سوف نذهب إلى إحدى الدول، للإشراف على شحن العتاد الامريكى والفرنسى الموجود فى مركز العتاد الأمريكى، وفعلاً تم تزويدنا بجوازات سفر مغربية، وكنا تسعة ضباط بإمرة العقيد يوسى هارفي، ووصلنا الى الدولة المعنية، ونقلنا من قبل المخابرات الى فيلا، وبتنا ليلتنا هناك، وفى صباح اليوم التالى نقلنا على متن طائرة خاصة الى قاعدة أمريكية، وكانت هذه القاعدة تدار من قبل ضباط أمريكان، وهنا قررت ان اهرب، وفعلا ادعيت انى مريض وذهبت الى المستشفي، ومن هناك هربت بجواز سفرى الى بلدآخر، وحجزت تذكرة سفر، ووصلت الى البلد الآخر، وطلبت فور وصولى أن التقى بمسئول أمني، ووضعت فى غرفة فى المطار، وبعد حوالى نصف ساعة وصل المسئول الامني، واخبرته من اكون واطلعته على بطاقتى العسكرية الخاصة بي، وتفهم حالتى وطلب منى الانتظار، وذهب وبعد ثلاث ساعات تم اخذى الى مبنى خاص، وبعد تحقيق استمر اكثر من خمس ساعات، منحت حق اللجوء السياسي.
وهنا اقول ما فعلناه فى غزة، ما لم يفعله هتلر فى «محارق اليهود»، نحن مجرمون وقتلة، هذه حقيقة.
وهذه قصة ضابط إسرائيلى هرب من إسرائيل، والذى يعمل على إبادة شعبها الذى يعيش فى أكبر مأساة إنسانية، بل تعتبر الأعظم فى التاريخ الحديث.