الإحصائيات الاخيرة لجهاز التعبئة العامة والإحصاء بشأن نسب الطلاق حسب سنوات الزواج والتى تشير إلى ارتفاعها بنسبة 20 ٪ بين المرتبطين تحت سقف واحد لمدد تتراوح بين 5 و10 سنوات هى الأعلى من إجمالى حالات الطلاق فى حين أنها تصل إلى 28٪ خلال السنوات الثلاث الأولى مما يستدعى تدخل الذكاء الاصطناعى تسونامى العصر للتدخل بالنصائح والحلول لضمان عودة تماسك الأسر من جديد طالما أن العلاقة الزوجية تحولت بنظامها فى كثير من الأحيان إلى ناقر ونقير وغابت المرونة بين الطرفين على حساب اشتداد المشاحنات بينهما!!
وليس من قبيل الصدف اللجوء لتسونامى تكنولوجيا العصر والمعروف بالذكاء الاصطناعى لحل مشاكلنا الاجتماعية خاصة أن التجارب الإلكترونية تشير إلى إمكانية منحه خلال العام الحالى فرصة الوصول لقدرات كانت مقصورة على البشر ومنها حاسة الشم وربما تقييم المشاعر فى المستقبل!!
وتزداد أهمية وضع ضوابط لتقنيات الذكاء الاصطناعى لتنظيم استخدامه مع ارتفاع عدد المستخدمين له والذى يصل إلى 3 مليارات نسمة على مستوى العالم.. حيث إن المخاوف لم تتوقف عند حدود التعامل مع البيانات الشخصية وقدرته على الردود بدلاً من المواطن وربما تمتد إلى الوقوع فى أخطاء التقنية عند تقديم النصوص الدينية.
ومن المخاوف التى ينبغى مراعاتها إذا ما لجأنا للذكاء الاصطناعى لحل مشاكل كثير من بيوت الأسر قبل خرابها مراعاة سوء الفهم الذى يمكن أن يقع فيه أيضاً خاصة فى حالات التعامل مع انفجار المحتوى المزيف والأخبار الكاذبة التى يطرحها كل طرف لإلقاء الخطأ واللوم والمسئولية على الآخر.
والتحديث الجديد للذكاء الاصطناعى والمنافسة بين شركتين على الواتساب وفى الفيس لتحسين الكفاءة وتسريع الإنجاز سيعمق من نظرية غياب الخصوصية والتدخل فى حياتنا اليومية ومشاركة المبدعين فى إبداعهم.
ومن المؤكد أن روبوت الدردشة والذى يلجأ إليه الطرف الانطوائى الذى يخشى من انتقاده وبالتالى يفرط فى التعامل معه مما قد يصيبه بحالة من الاكتئاب والعزلة.
وتشير أحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الشعور بالوحدة والانطوائية تضاعفوا بنسبة 30 ٪ خلال العقد الماضى وأن الشباب من العرسان الجدد والذين يقضون ما يزيد على 5 ساعات يومياً فى التعامل مع الذكاء الاصطناعى ظهرت عليهم أعراض اكتئابية حادة وأن 60 ٪ من العلاقات الأسرية تأثرت سلباً بسبب استبدال التواصل الشخصى بالرسائل النصية والمكالمات الافتراضية.
نحن بحاجة لتحقيق التوازن فى استخدام الذكاء الاصطناعى كأداة مساعدة وليس بديلا للتفكير البشري، وأن سياسة التغاضى عن بعض المشكلات بين الزوجين مفتاح الحل المؤقت لحين هدوء الأمور مع الالتزام بالمودة والرحمة.