ما زال التفاوض مستمراً حول تسليم الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وبشأن الدخول إلى المرحلة الثانية من وقف اطلاق النار فى غزة، وسط تهديدات اسرائيلية بالعودة للحرب، يقابلها تصريحات مضادة بجاهزية الحركة للرد.
يأتى ذلك مع محاولات أمريكية تارة تستخدم التهديد وأخرى تلجأ إلى التفاوض بشكل مباشر مع حماس التى تتجنب الولايات المتحدة التواصل معها، منذ أن وضتعها وزارة الخارجية الأمريكية على قائمة المنظمات الإرهابية عام 1997.
فى هذا الصدد، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية،أمس، أن مبعوثاً من الإدارة الأمريكية عرض على حماس إطلاق سراح عدد من المحتجزين الأحياء، بينهم الجندى عيدان ألكسندر، الذى يحمل الجنسية الأميركية، مقابل تمديد وقف إطلاق النار شهرين، واستمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفى تفاصيل أخرى حول ذلك ، قال مصدر فلسطينى مطلع على المفاوضات بين حماس والولايات المتحدة لسكاى نيوز عربية، أن واشنطن طلبت من الحركة اطلاق سراح عشرة رهائن من اصل 25 من الاحياء، مقابل تمديد وقف اطلاق النار لمدة ستين يوماً، مع اطلاق المفاوضات حول المرحلة الثانية، ومناقشة مصير القوات الإسرائيلية على طول محور فلادلفيا.
و أضاف المصدر أن حماس لا تزال تدرس المقترح الأميركى». ولم ترد عليه حتى الآن.
وكانت قد ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مصدر دبلوماسى أن مبعوث الرهائن الأميركى، آدم بوهلر، والقيادى فى حركة حماس، خليل الحية، عقدا عدة جولات من المحادثات فى العاصمة القطرية الدوحة.
وفى وقت سابق، قال مسؤول فى حماس لوكالة «فرانس برس» إن هناك اتصالات مباشرة تُجرى مع الولايات المتحدة، تتناول الإفراج عن رهائن أميركيين لا يزالون محتجزين فى قطاع غزة.
بدورها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن مسؤولين أميركيين أجروا «محادثات ومناقشات مستمرة» مع مسؤولين من حماس، مشيرة إلى أن بوهلر لديه تفويض بالحديث مباشرة مع حماس.
وفى مفاجأة غير متوقعة، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس أن قرار الرئيس الأميركى دونالد ترامب، بإجراء محادثات مباشرة مع حماس بشأن قضية المحتجزين، تم اتخاذه دون اتفاق مسبق مع إسرائيل.
وقالت مصادر فى إسرائيل للصحيفة إن نتنياهو لم يتم إبلاغه مسبقا بالمحادثات عبر القنوات المعتادة، وإنه «فوجئ» بذلك.
وأوضح مصدر آخر أنه إذا تم إطلاق سراح المواطنين الأميركيين المحتجزين فى مفاوضات مباشرة بين الأميركيين وحماس، فإن ذلك قد يسبب «حرجاً فى السياسة الداخلية الإسرائيلية».
وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن نتنياهو «مستاء» بسبب إجراء محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وحركة حماس، حيث كشفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن الحكومة الإسرائيلية لم يتم إبلاغها بالمحادثات مسبقا، وأن نتنياهو «غير سعيد» بحدوثها.
و أصدرمكتب نتنياهو بيانا مقتضبا قال فيه إن إسرائيل «أعربت للولايات المتحدة عن موقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس»، من دون مزيد من التفاصيل.
فى نفس السياق، كشفت نفس الصحيفة أن حماس تدرس المزايا المحتملة لإبرام اتفاق مباشرة مع ترامب، لكنها تصر على أن الهدف النهائى للمفاوضات يجب أن يكون انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة، بالإضافة إلى نهاية الحرب بشكل دائم، تزامنا مع إفراج نهائى عن الأسرى الرهائن لديها.
كما أشارت الصحيفة الأمريكية، أن اقتراح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، بتمديد وقف إطلاق النار الحالى 50 يوما، لم يلق قبولاً من حماس، فيما لم يتم الكشف عن موقفها من الخيارات الأخرى.
من جانبه، اعتبر ويتكوف أن حركة حماس لم تكن صريحة فى المباحثات مع الإدارة الأميركية، مضيفاً أن واشنطن أوصلت رسالة إلى حماس، مضمونها أنها تريد إعادة الرهائن.
وكان الرئيس ترامب وجه تحذيراً لقادة حركة حماس، مطالبا إياهم بمغادرة غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والأموات، متوعدا سكّان قطاع غزة بالموت ودفع ثمن باهظ إذا لم يتم إطلاق كافة الأسرى، ومؤكدا أنه سيرسل لإسرائيل كلّ ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، وفق قوله.
فى المقابل، حذّر المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»أبوعبيدة الاحتلال الإسرائيلى من أى تصعيد فى العدوان، مؤكدا جاهزية المقاومة للرد، بينما يتوافد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية للصلاة فى المسجد الأقصى.
وقال أبو عبيدة إن المقاومة التزمت أمام العالم والوسطاء ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى فى غزة، متهما إسرائيل بالتنصل من الاتفاق سعيا للحصول على غطاء أميركى للعودة إلى العدوان.
وفى اسرائيل، وافق رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلى إيال زامير، أمس، على خطة هجومية جديدة على قطاع غزة، حسبما ذكر موقع «واينت» الإسرائيلى.
ووفقاً للموقع، تستعد إسرائيل لتصعيد الصراع، مؤكداً أنه خلال الشهر الماضى كانت العديد من فرق الجيش الإسرائيلى، بما فى ذلك ألوية الاحتياط، تستعد لشن هجوم برى على غزة بإسناد من سلاح الجو.