أكد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة على العلاقات الوثيقة التي تربط بين مصر والإتحاد الأوروبي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم الأحد مع كايا كالاس الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي.
ورحب الوزير عبد العاطي فى مستهل المؤتمر الصحفى بالمسئولة الأوروبية فى زيارتها الاولى الى مصر مند توليها مهام منصبها..مضيفا أن الزيارة تتزامن مع التحديات التى نواجهها جميعا، والتنسيق المتواصل بين الجانبين حيال القضايا الاقليمية والدولية.
وقال إن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ارتقت العام الماضى الى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة.. لافتا الى ان الجانبين يعملان على المزيد من توثيق العلاقات.
وأضاف أن المباحثات مع الممثلة العليا تناولت المحاور الستة للشراكة الاستراتيجية، حيث تم الاتفاق على عقد القمة المصرية-الاوروبية الأولى خلال العام الجارى برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيس المجلس الأوروبى أنطونيو كوستا.
وأوضح الوزير عبد العاطي انه تم كذاك الاتفاق على العمل على تفعيل المحور الاقتصادى والتجارى، والعمل على زيادة نفاذ السلع المصرية وأهمية البناء على نتائج مؤتمر الاستثمار المصرى الاوروبي الذى عقد العام الماضى، والاتفاق على عقد نسخته الثانية ببروكسل بالتزامن مع القمة المصرية الاوروبية.
مصر والاتحاد الأوروبي يتفقان على صرف الشريحة الثانية من الدعم بقيمة 4.7 مليار يورو
وقال وزير الخارجية إنه تم الاتفاق خلال المباحثات على استكمال اعتماد وصرف الشريحة الثانية بإجمالي ٧ر٤ مليار يورو فضلا عن تعظيم الاستفادة من ضمانات الاستثمار التى يتيحها الاتحاد الأوروبي للشركات الصغيرة والمتوسطة باجمالي ٨ر١ مليار يورو..
مشيرا الى ان اللجنة المعنية بالبرلمان الأوروبي أقرت الشريحة الثانية من الحزمة ونتوقع أن يتم اقرارها خلال الأسابيع القادمة.
وأضاف ان المباحثات تناولت المحور الخاص بالهجرة والتنقل حيث تم التاكيد على أهمية تعزيز مسارات الهجرة النظامية بين مصر والاتحاد الأوروبي وتعزيز شراكة المواهب حتى يستفيد الاتحاد الأوروبي من المجتمع الشاب فى مصر والعمالة الماهرة؛
بالاضافة الى بحث ظاهرة الهجرة غير الشرعية والانجاز الذى حققته مصر منذ عام ٢٠١٦ بمنع مراكب الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية.
وذكر انه تطرق خلال اللقاء إلى استضافة مصر لنحو ١٠ مليون ضيف أجنبى على الأراضى المصرية واهمية المزيد من الدعم والمؤازرة من جانب الاتحاد الاوروبي حتى نستطيع التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى تتحملها مصر جراء استضافة هذا العدد من الضيوف .
خاصة ام ذلك يأتى فى وقت نواجه فيه تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة لاعتبارات خارجية من بينها الأزمة الأوكرانية وانعكاساتها على أسعار الغذاء والأزمة المتصاعدة فى منطقة البحر الأحمر وانعكاساتها على ايرادات قناة السويس.
وأوضح وزير الخارجية انه أكد خلال المباحثات على الأولوية المصرية لتنفيذ المحور الخاص بتنمية رأس المال البشرى من خلال انضمام مصر الى مبادرات الاتحاد الأوروبي وخاصة البحث العلمي.
وقال وزير الخارجية ان المباحثات تناولت كذلك الملفات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها لب الصراع فى الشرق الأوسط وهى القضية الفلسطينية،
حيث استعرض الوزير الرؤية والجهود المكثفة التي تبذلها مصر بالتعاون مع الاشقاء بقطر والتنسيق مع الاصدقاء بالولايات المتحدة للعمل على استعادة التهدئة ووقف العدوان الاسرائيلي على المدنيين العزل فى قطاع غزة.
وأضاف انه شدد على أهمية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذى تم التوصل له فى يناير الماضي والعمل على التحرك بسرعة نحو التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار..
مشيرا الى ان السبيل الوحيد لاطلاق سراح جميع الرهائن والحفاظ على أرواحهم هو العودة الى مائدة التفاوض والالتزام باتفاق وقف اطلاق النار.
وأشار الى انه أحاط المسئولة الأوروبية علماً بكافة تفاصيل الخطة العربية الاسلامية لاعادة اعمار غزة، ونقل لها الشكر والتقدير على موقف الاتحاد الأوروبي الايجابي والمرحب بالخطة التى تقدم بارقة أمل للشعب الفلسطيني،
وتحفظ حقه فى إعادة بناء وطنه وتقرير مصيره ودون الخروج من الأرض التى ينتمى إليها هذا الشعب النبيل والصامد.
وأعرب عن الشكر والتقدير للمسئولة الأوروبية على مواقفها الداعمة للخطة وللدول الاعضاء بالاتحاد على ترحيبهم بالخطة خلال اعمال القمة الاوروبية الاخيرة..
مضيفا انه شدد على الأهمية البالغة لتدشين أفق سياسي يمنح الفلسطينيين أملاً فى اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار الى انه أكد على التطلع إلى مزيد من الدعم الأوروبي للجهود المصرية والعربية والاسلامية من اجل وقف اطلاق النار والاهمية البالغة لإدانة العدوات الاسرائيلي على قطاع غزة .
وضرورة العمل على وقف اطلاق النار وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار حتى نمضى قدما فى عملية اعادة الاعمار.. مثمنا الموقف الاوروبى الداعم لحل الدوليين والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
وقال وزير الخارجية انه تم الاتفاق على ضرورة تقديم الدعم اللازم لوكالة الأونروا التى لا بديل عنها.. لافتا الى انه أحاط كايا كالاس بالجهود التى تبذلها مصر للتحضير لمؤتمر اعادة اعمار غزة بالقاهرة بمشاركة مت جميع الاطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى.
واشار الى الاجتماع الذى عقد للمسئولة الاوروبية مع الوفد الوزارى العربى الاسلامى المكلف بتولى مواصلة الاتصالات مع الأطراف المعنية للعمل على الترويج لمخرجات القمة العربية خاصة فيما يتعلق بهذة اعادة الاعمار.
وأكد ان المباحثات تطرقت الى التطورات فى سوريا.. مؤكدا دعم مصر الثابت والكامل للشعب السورى الشقيق، وتم التوافق على اهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها على الاراضى السورية ومؤسساتها، وتم الاعراب عن الرفض التام للتصعيد الذى جرى بمنطقة الساحل السوري.
وأكد مجددا اهمية شمولية العملية السياسية فى سوريا باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والامن، وتم التطرق الى الوضع فى لبنان.
وأضاف انه تناول التصعيد الخطير من الجانب الاسرائيلي والذى ينذر بعودة الصراع فى لبنان.
كالاس: الخطة المصرية العربية لإعمار غزة نموذج رائد.. ونثمن دور مصر
و من جانبها ذكرت كالاس ان العلاقات بين مصر و الاتحاد الأوروبى مصدر استقرار و نحن ومصر شركاء مهمون.. و تم تعميق العلاقات بشكل أكبر منذ توقيع اتفاق الشراكة،
و هناك مجالات مختلفة للتعاون مثل المجالات السياسية و التجارة و الهجرة و الأمن و التعليم ،مضيفا أن الاتحاد الأوروبي يقدر جهود مصر لدعم الاستقرار في المنطقة التي تذخر بالتطورات الأمنية الخطرة و لهذا فنحن نحتاج ان نكون معا.
و أشارت الي ان مصر تلعب دورا رئيسيا في مفاوضات وقف إطلاق النار ، و الاتحاد الأوروبي يعارض الأعمال الإسرائيلية العدوانية و فقدان الأرواح و يجب أن يتوقف القتل ..
وقالت ان الجانبين سيخسران من هذه الحرب و كذلك يجب علي حماس إطلاق سراح جميع الرهائن و ان تسمح إسرائيل بوصول المساعدات الإنسانية الي الفلسطينيين ، مشيرا الي انه من الصعوبة الحديث عن اعمار غزة فى ظل استمرار القصف .
و اضافت ان الخطة المصرية العربية لإعادة اعمار غزة تمثل مخططا لإعادة الإعمار .. و نحن نشكر مصر علي دورها لاستضافة المباحثات ،
مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي علي استعداد لتقديم الحزم لإعادة الإعمار في غزة ولكن نحتاج مزيدا من التوضيح حول مشاركة التمويل و الترتيبات الأمنية و حوكمة غزة ..
والتقينا مع أعضاء الوفد العربي الإسلامي للتباحث حول تلك النقاط ،مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي لا يدعم اى مشاركة لحماس في حكومة غزة كما ان الاتحاد الأوروبي ملتزم بحل الدولتين و انه المسار الوحيد لتحقق السلام الدائم والعادل .
و اوضحت كالاس انه تم اليوم كذلك بحث الأوضاع في سوريا و الأعمال العدوانية الأخيرة الأمر الذي يحثنا علي بذل الجهود لإعادة الاستقرار .. و علينا مساعدة الشعب السورى لاستعادة الاستقرار ..
وقد عقدنا قمة في بروكسل الاسبوع الماضي للاتحاد الأوروبي واستضافنا مؤتمرا حول سوريا و تم التعهد بتقديم 5.8 مليار يورو لسوريا و نريد التأكيد انها ستذهب في الاتجاه الصحيح لدعم سوريا.
عبد العاطي لـ«الجمهورية»: الوضع في غزة غير مقبول.. وضرورة العودة لوقف إطلاق النار
وردا على سؤال ل” الجمهورية” حول الخطة المصرية المتكاملة لاعادة اعمار غزة وما تقوم به اسرائيل من انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار فكيف يتم العمل بشأن ذلك ..
قال عبد العاطى أن الوضع الراهن غير مقبول على الاطلاق بعد استئناف العمليات العدائية ضد سكان غزة ولابد من العودة لاتفاق وقف إطلاق النار وهذا هو الحل الوحيد والمنطقة الذى يضمن إطلاق سراح الرهائن .

وشدد على أهمية الابتعاد عن سياسة التجويع فى هذا الشهر الفضيل واتخاذها كوسيلة للعقاب الجماعى ضد شعب أعزل .
عبد العاطي لـ«الجمهورية»:مصر تؤكد دعمها الكامل لاستقرار السودان ومؤسساته
وردا على سؤال حول ل” الجمهورية ” ما إذا كانت السودان قريبة الان من الاستقرار .. قال عبد العاطى أننا نتابع الوضع فى السودان .. ومصر تدعم مؤسسات الدولة السودانية وحريصة على استعادة الأمن والاستقرار .
واضاف أن لدينا ٥,٥ مليون مواطن سودانى نوفر لهم كل أشكال الدعم والحماية ولكن الأغلبية الكاسحة من هؤلاء تريد العودة إلى أرض الوطن حتى يمكن إعادة بناء السودان .

وشدد على ضرورة الحفاظ على مقدرات الشعب السودانى ، لافتا إلى أن هناك تعاونا وتشاورا مع الاتحاد الأوروبى فى هذا الشأن .
وقال إنه لابد من التركيز على الحلول التى تضمن بقاء السودان موحدا ومستقرا من خلال دعم مؤسسات الدولة ودعم الدولة الوطنية لتحقيق مصلحة الشعب السودانى أو اليمن أو السورى أو اللبنانى من خلال الحفاظ على المؤسسات والرفض التام لأى محاولات للتقسيم .
وردا على سؤال حول دعم الاتحاد الأوروبى لخطة إعمار غزة ، وهل دعم الخطة مرهون بنزع سلاح حماس .. قالت كايا كالاس أن الاتحاد الأوروبى يرحب بالخطة العربية الإسلامية ويؤكد مشاركته فى التكلفة ، ولكن السؤال سيكون حول شكل حكومة غزة فى المستقبل وطبيعة الترتيبات الأمنية .

وأشارت إلى أن موقف الاتحاد الأوروبى بشأن حماس أنها لا يجب أن تلعب دورا فى غزة .
ومن جانبه أكد الوزير عبد العاطى أن الخطة العربية الإسلامية ناقشت ملفى الحكومة والأمن؛ وفيما يتعلق بالحوكمة فقد أشارت الخطة إلى أنه تم الاستقرار على اختيار ١٥ شخصية غير فصائلية،
وكلهم من التكنوقراط ودورهم الأساسى هو تولى إدارة القطاع لمدة ٦ اشهر واعادة تأهيل الأوضاع حتى تتسلم السلطة الوطنية الفلسطينية زمام الأمور لأنها السلطة الشرعية ،
وبالتالى لا يوجد أى دور لأى فصيل فلسطينى فى إدارة شئون غزة ، وكل الأطراف عليها مسئولية تشاركية لتنفيذ هذه الخطة سواء فى التعافى المبكر والذى يستغرق أقل من عام أو فيما يتعلق بإعادة الإعمار .

واضاف اننا نتحدث عن مؤتمر دولى وصندوق دولى سيتم انشاؤه لتلقى التعهدات .وحول من سيتولى قضية الأمن فى قطاع غزة ،
وهو سؤال مشروع ومهم فلابد من وجود سلطة شرطية على أرض الواقع من خلال الاستفادة من عناصر الشرطة الفلسطينية الموجودة واختيار العناصر المؤهلة لذلك .
وقال نحن نتحدث أيضا عن تجنيد عناصر شابة بعد إجراء المراجعات الأمنية اللازمة ، ونتطلع للاستفادة من خبرات الاتحاد الأوروبى فى هذا الشأن ، وهناك تفكير أيضا فى نشر قوة دولية بقرار أممى ..
وقرارات القمة العربية واضحة فى ذلك ولكن لابد من توافق الإرادة السياسية وحسن النية ولابد من الالتزام بمراحل وقف إطلاق النار وعلينا أن نستمر ونذهب للمرحلة الثانية .
وردا علي سؤال حول إمكانية أن تقوم المسؤولة الاوروبية بالضغط علي إسرائيل أثناء زيارتها غدا لوقف الاعتداءات علي الفلسطنيين و إمكانية نشر قوة من الاتحاد الأوروبى داخل غزة قالت كالاس انها ستسافر الي إسرائيل و سنتطرق الي كل القضايا و منها أهمية وقف القتل والأعمال العدوانية الإسرائيلية ..
وسيتم عقد مجلس التعاون بين إسرائيل و الاتحاد الأوروبي حيث سيتم التطرق لكل ذلك و أهمية وقف إطلاق النار و إطلاق سراح الرهائن ..
وقالت ان رسالتنا واضحة بأنه يجب انفاذ القانون الدولي الإنساني و توفير المساعدات الإنسانية .. وتوجد لدينا بعثة أوروبية في رفح و يمكنها توفير توزيع المساعدات و الاحتياجات الطبية ..
ويجب إنقاذ حياة الناس خاصة وأن استكمال الحرب لن يؤدي الا لمزيد من القتل و ليس في مصلحة أحد، مضيفا ان الاتحاد الأوروبى سيستخدم كل ما لديه للمساعدة .
و حول الاتصال الذي جري بين وزير الخارجية المصري و الإيراني و إمكانية وقف التصعيد في البحر الأحمر قال د. بدر عبد العاطي انه لابد من تخفيف حدة التوتر و التصعيد و التوقف الكامل عن استهداف السفن و التصعيد العسكري،
لانه ليس في مصلحة أى طرف و نريد تحقيق الأمن و لابد من الحفاظ علي حدود الملاحة ووقف العسكرة و معالجة جذور المشكلة و تنفيذ وقف إطلاق النار .
وقال انه لا توجد ذريعة للتصعيد مؤكدا ان استهداف السفن غير مقبول علي الاطلاق لانه يضر ضررا بالغا بالأوضاع في المنطقة .