أكد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج أمس استمرار جهود مصر للتوصل لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع فى ظل العراقيل التى يضعها الجانب الإسرائيلي، وضرورة تمكين كافة أجهزة الأمم المتحدة من الاضطلاع بمسئولياتها وعلى رأسها الأونروا.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية امس مع «تور وينسلاند» المنسق الأممى الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط.
أوضح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية والهجرة أن اللقاء تناول المستجدات الخاصة باستمرار العدوان الإسرائيلى فى قطاع غزة، بالإضافة إلى التصعيد الحاد الذى تشهده الضفة الغربية، حيث أكد وزير الخارجية على دعم جهود المُنسق الأممى من أجل الحفاظ على وضعية السلطة الوطنية الفلسطينية كمركز الحكم لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكداً أنه بدون عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة فإنه سيكون من الصعوبة خلق وضع مستدام فى القطاع يحافظ على استتباب الأمن والاستقرار.
كما حرص وزير الخارجية على التعرُف على نتائج اتصالات المسئول الأممى مع الجانب الإسرائيلى والسُلطة الفلسطينية، والجهود الأُممية التى يقوم بها من أجل إنهاء مُعاناة الفلسطينيين فى غزة، مشدداً على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلى من الجانب الفلسطينى من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، والقبول بعودة السلطة الفلسطينية لإدارة المعبر، وبما يسمح باستئناف عمله.
وخلال المؤتمر الصحفى المشترك مع وزير الشئون الخارجية والتجارة المجرى بيتر سيارتو امس، شدد الدكتور بدر عبد العاطى على أهمية التوصل مع إثيوبيا إلى اتفاق قانونى ملزم لتشغيل وإدارة سد «النهضة»، مؤكدا أنه لا تنازل عن قطرة مياه واحدة من نهر النيل.
وقال وزير الخارجية – «لقد تحدثنا عن الأمن المائى المصري، وأنه لا تفريط فى قطرة مياه إلى مصر لأن ما يرد إلى مصر سنويا من مياه النيل التى نعتمد عليها كليا لا تكفى حتى 60 ٪ من احتياجاتنا السنوية؛ وبالتالى تقوم مصر بإعادة تدوير المياه أكثر من مرة؛ حتى نسد الفجوة الحالية».
وشدد على أنه «لا مجال للتنازل عن قطرة مياه واحدة لأن المعدلات الراهنة لا تكفى احتياجاتنا، وأن هناك ضرورة حتمية للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لتشغيل السد».
أكد وزير الخارجية والهجرة وجود تفاهم وتوافق سياسى مشترك وعلاقات متميزة بين مصر والمجر، وقال: نحرص على مزيد من تعزيز العلاقات لصالح الشعبين الصديقين، ونتطلع إلى رفع مستوى العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية.
كما أشار إلى ضرورة الحفاظ على دورية انعقاد منتديات الأعمال المصرية – المجرية فى القطاعات محل الاهتمام المشترك، مؤكداً حرص مصر على توسيع نطاق التعاون الاقتصادى مع المجر ليشمل قطاعات الطاقة والصناعة والسياحة وإنتاج اللقاحات والمستلزمات الطبية والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وكذا التعاون الثلاثى بأفريقيا.
وتابع: إن هناك تعاونا وثيقا للغاية فى قطاع النقل وتحديث قطاع السكك الحديدية فى مصر، لاسيما مشروع توريد أكثر من 1350 عربة قطار؛ وهو الصفقة الأكبر من نوعها فى تاريخ هيئة «سكك حديد مصر»، مشيرا إلى أن عملية التسليم تتم بوتيرة إيجابية وجيدة؛ حيث جرى توريد أكثر من 970 عربة قطار، والمتبقى يتم توريده وفقا للجدول الزمني.
وأكد أن المباحثات مع نظيره المجرى تناولت العديد من الملفات الإقليمية والدولية التى تهم البلدين الصديقين، على رأسها، الأوضاع الكارثية فى قطاع غزة والضفة الغربية، والتى تم تناولها والتأكيد على الأولوية القصوى للوقف الفورى للعدوان ولإطلاق النار فى قطاع غزة؛ وهو ما أكده الجانب المصرى بسرعة التوصل إلى صفقة؛ تقضى بإطلاق سراح جميع «الرهائن والأسرى المحتجزين»؛ وتضمن النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية إلى الأهالى فى قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية «لقد تحدثنا عن أنه لا سلام عادلا ودائما فى المنطقة دون حل القضية الفلسطينية باعتبارها لب الصراع على أساس المرجعيات الدولية وإقامة الدولة، وما نتحدث عنه هو تنفيذ حل الدولة الفلسطينية وإقامتها فى أسرع وقت ممكن على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
وفيما يخص الأزمة المتفجرة فى السودان، أوضح وزير الخارجية أن المناقشات دارت كذلك حول الأوضاع السودانية والأعباء الهائلة التى تتحملها الدولة المصرية فى استيعاب مئات آلاف بل الملايين من أشقائنا؛ سواء من السودان أو من سوريا أو من ليبيا أو من اليمن أو من فلسطين.
وأشار إلى أنه تحدث – كذلك – عن أهمية التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى السودان؛ يحفظ للسودانيين أرواحهم ويحفظ الدم السودانى بطبيعة الحال، كما ناقشا أهمية نفاذ المساعدات إلى داخل السودان والوقف الفورى لتدفق الأسلحة إلى داخل السودان.
وأضاف أنه تطرق – أيضا – إلى الوضع فى منطقة القرن الإفريقي، حيث شدد وزير الخارجية على وحدة الأراضى الصومالية، والرفض الكامل لأى سياسات تنال من وحدة الصومال.
وعن التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية، قال عبد العاطى إن هناك تقديرا مجريا وتقديرا أوروبيا كاملا، للدور العظيم الذى تضطلع به مصر فيما يتعلق باستضافة أكثر من 10 ملايين ضيف على الأراضى المصرية؛ رغم كل الأعباء التى تتحملها والتحديات الاقتصادية التى نحن لسنا مسئولين عنها وإنما هى نتيجة للظروف الدولية غير المواتية.
وطالب الوزير المجرى الاتحاد الأوروبى بسرعة تحويل الأموال إلى مصر وفقا للاتفاقية التى تم توقيعها بين مصر والاتحاد الأوروبى وتقديم دعم مادى لمساعدة مصر فى تأمين حدودها، فالحدود مع السودان وليبيا تضع مصر أمام تحد كبير من حيث الهجرة غير الشرعية، لذلك إذا خسرنا التعامل الايجابى لمصر مع الهجرة غير الشرعية سيكون لدى أوروبا مصاعب كبيرة فى التعامل مع هذا الأمر، فنحن نحتاج لحلفائنا ويجب علينا وضع استراتيجية تنموية لأفريقيا من وجهة نظر أوروبا .
وقال إننى فخور بأن المجر تقف مع مصر فى صف السلام، واتفقنا أن الحرب فى أوكرانيا التى ليس لنا علاقة بها و لكن ندفع ثمنها من حيث ارتفاع الأسعار والتضخم، فالحروب لن تنتهى وحدها، وان هناك ضرورة لبذل الجهود لإيقاف هذه الحروب .
ولفت إلى أنه تم توقيع اتفاقية، وكان بيننا حوار، وهناك مفاعل الضبعة المصرية ومفاعل باكش ٢› المجرية، وأهمية أن يكون هناك حوار بينهما ونتوقع أن تساهم التكنولوجيا المجرية فى مفاعل الضبعة بمصر.
وقال إن عدد عربات السكك الحديدية المتبقية 374 عربة وجارى تسليمها من إجمالى 1350، لافتا إلى وجود ممثلين من 23 شركة مجرية للتعاون مع مصر .
ومن جهته أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت أن نموذج المفاعل النووى المجرى مماثل لنموذج المفاعل النووى الذى اختارته مصر لديها، وذلك فى تعقيبه على مذكرة التفاهم الموقعة بين مصر والمجر فى مجال المفاعلات النووية.
وقال وزير الكهرباء إن خبرات المجر عظيمة فى هذا الأمر، ونسعى للتعاون المشترك، فالتعاون النووى مستمر وطويل الأمد.. ويمكن تبادل الخبرات واستخدام بعض المواد المستخدمة فى الإنتاج.