رغم حالة التخبط التى شهدها إعلان نتيجة الثانوية العامة هذا العام إلا أن القرار بتعديل درجات الفيزياء أمر يحسب للمسئولين عنها الذين كان بإمكانهم الاكتفاء بالإعلان الأول بغض النظر عما فيه من ظلم للطلبة الذين لم يحتسب لهم الدرجات التى تمت إضافتها.
مما لاشك فيه أن القرار أربك المشهد العام خاصة مع إعلان قائمة الأوائل وما صاحبه من تكريم ثم فجأة تخرج بعض أسماء القائمة الأولى من المشهد ويتم استبدالها بأسماء جديدة ليس هذا فحسب بل تقدم البعض فى الترتيب وتراجع البعض الآخر فى مشهد قد يكون مفرحاً لجانب ومحزناً وكئيباً للجانب الآخر.
القرار رغم تبعاته السيئة إلا أنه حمل نوعاً من الشفافية والأريحية للطلبة وأولياء الأمور الذين كانوا قد اتخذوا قرارهم بالهروب من وحش الثانوية العامة والاتجاه إلى شهادات آخرى على غرار الدبلومة الأمريكية لكن مع هذا القرار وما أعقبه من نظام جديد للتعليم جعلهم يعيدون التفكير.
تصريحات الوزير بشأن إعادة الطالب للمدرسة أمر أسعد كل من يعى ويدرك أهمية المدرسة ودورها فى تحصيل الطلاب من خلال مناهج تفاعلية بعيداً عن هذا التلقين الذى يحدث فى مراكز الدروس الخصوصية التى باتت حالة شاذة أخرجت التعليم من مضمونه وأدخلت الطلبة وأولياء أمورهم فى نفق مظلم.
وتوالت خطوات وزير التربية والتعليم السيد محمد عبداللطيف فى الوزارة فكانت قرارات إخراج بعض المواد من المجموع الرئيسى لجعلها مادة نجاح ورسوب فقط ليخفف الحمل عن كاهل أولياء الأمور بما كانوا يدفعونه فى الدروس الخصوصية لهذه المواد فى الوقت الذى أصاب المدرسين بالانهيار بعد أن فقدوا مصدر قوتهم فى تحصيل الملايين.
كل هذا جميل ولكن يتبقى أن يعود للمدرس احترامه حتى يكون قادراً على أداء الرسالة المطلوبة منه فلا يعقل أن يكون راتب المعلم هو الأقل فى كل الفئات والأقل هذا لا يكفى احتياجاته الأساسية فيصيبه مرض انعدام الضمير وتكون النتيجة كارثية بكل المقاييس.
إصلاح التعليم يحتاج حزمة من القرارات وليس قراراً واحداً وإن كنت أرى أن البداية مبشرة ولكن أتمنى أن تستمر.
أتمنى أن تصل قرارات الوزير فى محاربة الجشع إلى المدارس الخاصة التى ضاعفت مصاريفها لثلاثة أضعاف دون مراعاة لما تسببه هذه القرارات من خراب بيوت وفى بعض الأحيان حرمان للطلبة من الاستمرار فيها بعد أن يعجز أولياء أمورهم عن دفع هذه الزيادات.. السيد وزير التربية والتعليم قراراتك جيدة وتنم عن شخصية تدرك مقاليد العملية التعليمية لكن نتمنى أن تستمر وتغطى كل القضايا التى باتت كابوساً للطلبة وأولياء أمورهم.