800 ألف طالب.. يتعلمون تحت القصف ووسط البيوت المهدمة.. بقطاع غزة
المحنة أثبتت أن مصر هى السند.. وزيارة الرئيس السيسى وماكرون إلى العريش تاريخية
2000 يؤدون امتحانات الثانوية الفلسطينية بمصر.. يونيو القادم
الاحتلال لا يريد طالبًا متعلمًا.. ولذلك
أغلق مدارس الأونروا بالقدس الشريف
جاهزون لتطبيق خطة «إغاثية» فى اليوم التالى لتوقف العدوان الإسرائيلى

هو أستاذ جامعى بدرجة مقاوم للاحتلال.. وظيفته العمل على إيجاد الوسائل البديلة لتعليم آلاف الطلاب تحــت أصوات غارات الطائرات الذى
لا ينقطع فى قطاع غزة ومنع التلاميذ والمعلمين من الوصول لمدارسهم فى الضفة الغربية والقدس الشريف.
الدكتور أمجد برهم المتخصص فى الرياضيات التطبيقية والمكلف فى حكومة محمد مصطفى الفلسطينية منذ مارس 2024 بحقيبة التربية والتعليم العالي.. كشف فى حواره لـ «الجمهورية» تفاصيل صمود الشعب الفلسطيني، وإصرار أبنائه من الطلاب على التمسك بالحياة والامل.. رغم كل المآسى الإنسانية الذى يعيشها جراء العدوان الإسرائيلى المستمر الذى ازدادت وحشيته منذ أحداث السابع من أكتوبر.
كما يتحدث عن مصر السند التى لم تتخل عن الشعب الفلسطينى وأثبتت المحنة انها الدولة والشعب الأقرب للفلسطينيين.
الوزير الفلسطينى كشف عن تطبيق أساليب غير تقليدية بقطاع غزة والضفة الغربية لاستمرار الدراسة تحت القصف الإســرائيلى الــذى دمر 95 ٪ من المدارس و85 ٪ من المبانى الجـــامعية وقتــــل ما يــزيد علـى 100 عـــالم وبـــاحث و ما يقرب من 500 معلم، مشددا أنه رغم تلك المآسى والدمار فالشعب الفلسطينى باق على أرض أجداده.. ولن يرحل منها أبدا.
أوضح أن وزارة التعليم الفلسطينية نجحت بمساعدة الأشقاء والمنظات الدولية اليونسيف واليونيسكو فى إعادة 330 ألف طالب للدراسة فى قطاع غزة عبر الفصول «الافتراضية».
> ما طبيعة الأوضاع بقطاع غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة بعد أحداث 7 أكتوبر..؟
> > فى الواقع لا توجد كلمات تصف مشاهد الدمار والقتل المستمر من جانب الاحتلال، ففى الناحية التعليمية العدوان المستمر دمر 95 ٪ من مدارسنا بقطاع غزة و85 ٪ من المبانى الجامعية و1200 حاجز يمنع ويعرقل الطلاب والمعلمين من الوصول فى لمدارسهم فى الضفة الغربية وآخر الأنباء لدينا أن الاحتلال أصدر أمرا بإغلاق مدارس الاونروا المختصة بتدريس اللاجئين الفلسطنيين فى قطاع غزة .
> كيف صمدتم أمام هذا العدوان الغاشم من الناحية التعليمية..؟
> مع استمرار العدوان وحرصه على تدمير كل ما يتعلق بالبنية التعليمية الفلسطينية كان أول قرار لنا هو ضرورة استمرار العملية التعليمية برغم كل التحديات التى تواجهنا داخل فلسطين.
فى البداية قيمنا حاجتنا وأماكن وجود المواطنيين خاصة فى غزة وكان هناك تصور مهم لعودة الدراسة من خلال المدارس «الافتراضية» سواء كان داخل غزة أو خارج القطاع وبالتعاون مع المعلمين داخل غزة، والمتواجدين فى الضفة الغربية قمنا بتحديد المهام المختلفة كتعيين مدير مدرسة و مشرف إدارى وآخر فنى ومساعد تربوى ومجموعة من المعلمين والمعلمات المتخصصين فى مختلف المواد واستطعنا من خلال خطة وضعتها الوزارة تقسيم العام الدراسى 2024/2025 الى عــامين دراسيــين بداية من 1 سبتمبر لتكون أول 6 أشهر دراسة مكثفة للعام الدراسى 2023/ 2024.

> وهل حققت تلك الخطة أهدافها ..؟
>> البداية صعبة للغاية و كان هناك محاولات من البعض لعرقلة تنفيذ الخطة عبر أكثر من وسيلة حتى لا يعود الطلبة الفلسطينيون إلى المدارس ، ومع ذلك فقد عاد 330 ألف طالب إلى المدارس وهم يمثلون 90 ٪ من طلاب مدارسنا الحكومية بقطاع غزة ومن شهر تقريبا تم انهاء العام الدراسى 2023/2024 وإصدار الشهادات موثقة لهم لهذا العام التعليمي.
والآن نحن ماضون فى تنفيذ العام الدراسى 2024/2025 رغم انتهاء الهدنة وعودة العداون الاسرائيلى على قطاع غزة جعل الأمور أصعب لأن التوزيعة السكانية اختلفت ، كما أن توفير الانترنت أصبح أصعب.. ومع ذلك فنحن لدينا إصرار وإرادة على استمرار الدراسة فى غزة، ومهما كان التحدى فلن نتخلى عن تعليم أبنائنا وسنعلمهم أيضاً أن الأرض عرض وغير مسموح أن نفرط فيها.
> وماذا عن العملية التعليمية فى الضفة الغربية والقدس الشريف..؟
> > فى الضفة الغربية نحن نواجه العديد من التحديات حيث تمثل حواجز جيش الاحتلال عائقا امام وصول المعلمين للمدارس لذلك كان القرار هواعتماد المعلم المساند حيث بحثنا على المعلمين الخريجين أو الذين بلغوا سن المعاش القاطنين بجوار المدارس للمساعدة فى حالة عدم تمكن المعلمين من الوصول لمدارسهم بهدف عدم إضاعة المزيد من العام الدراسي.
> كيف تعاملت مع أزمة انقطاع الانترنت على غزة مع تدمير البنية التحتية..؟
>> الأمر لا يتعلق بانقطاع خدمات الانترنت فقط بل يتعلق بانقطاع الكهرباء أيضا نحن تعاملنا مع تلك الأزمة من خلال منصتين الأولى أون لاين والاخرى اوف لاين بحيث يكون لدى الطلاب خياران أن يأخذ الحصة بشكل مباشر فى حالة توافر خدمات الانترنت ويتفاعل مع المعلمين وفى حالة انقطاع الكهرباء والانترنت فهناك منصة اوف لاين تتيح للطالب مشاهدة الحصة فى الوقت الذى تعود به خدمة الانترنت فى المكان المتواجد به.
كمــا أننــا فى آخــر 3 شهــور استطعنــا افتتاح 620 مركزا تعليميا مساندا داخل قطاع غزة للمساعدة فى العملية التعليمية الإلكترونية الذى كانت تركز على المواد الاساسية كالرياضيات و العلوم واللغات بحيث يستطيع الطالب أن يأخذه من علم فى تلك الظروف الصعبة، فمثلما هناك من يدافع عن الأرض، هناك من يقاتل لتعليم أبنائنا.
> كيف طبقت التعليم الافتراضى ..؟
>> أزمة جائحة فيروس «كورونا» كان بها مساوئ متعددة، لكننا تعلمنا منها التعليم الالكترونى والآن مع العدوان كنا مهيئين والتدريب كان موجودا والمشكلة بالدرجة الأولى كانت التجهيزات فالعدوان دمر البنية التحتية لشبكة الكهرباء والانترنت ومع ذلك قررنا أن نبدأ والغريب أنه بعد 10 أيام من الإعلان عن الفصول الافتراضية كان لدينا 120 ألف طالب وطالبة وصارت الاعداد تزيد حتى وصلنا إلى 330 ألفا وسط مشاركة مع كافة الطوائف فى المجتمع رغم أن التحديات والمشاكل الناتجة عن العدوان مستمر بشكل يومى مثل التهجير المستمر لاهلينا من مكان لآخر فى قطاع غزة .
> مـا الــذى تغير فى غزة تعليميا بعد أحداث 7 من أكتوبر..؟
>> وزارة التعليم قبل 7 أكتوبر، كانت مسئولة عن العملية التعليمية بشكل كامل داخل غزة تطبع الكتب المدرسية وتوزعها داخل القطاع وتقوم ببناء المدارس وترميمها عن طريق المعلمين التابعين لنا داخل القطاع اما بعد 7 اكتوبر كل شيء تغير أصبحنا نعتمد على التعليم الإلكترونى بشكل شبه كامل نتيجة الدمار الشامل الذى حدث .
> كيف يتم التعاون مع مصر..؟
>> أولا نحن دائما فى لقاءات مستمرة مع أخوتنا وأهلنا فى مصر ، و التقينا مع معالى وزير التعليم المصرى من قبل والعلاقة مع مصر هى عبارة عن تكامل للأدوار ودعم ومساندة للعملية التعليمية فى فلسطين، ومصر هى سندنا الحقيقى وكل ما نحتاج إليه نطلبه من مصر.
> وما أشكال التعاون التعليمى مع مصر..؟
>> مصر هى عمقنا العربى وهناك تعاون وتشاور دائم فى كل المناحى التعليمية من بينها تنظيم امتحانات الثانوية العامة الفلسطينية داخل مصر حيث من المتوقع أن يتقدم ما يزيد على ألفين طالب وطالبة للامتحانات فى شهر يونيو القادم، علما بأن العام الماضى أدى 1350 طالبا فلسطينيا فى مصر من طلابنا الغزيين.
كما ناقشنا مع اخوتنا مسألة وجود 20 ألف طالب فلسطينى يدرسون داخل مدارسنا الافتراضية متواجدون داخل مصر ونحن نريد ان نجعل التعليم لهم مباشرا بحيث تكون العملية التعليمية لهم مدمجة بين الالكترونى ومباشر فى بعض المواد بالمساعدة مصر حيث اقترحنا فتح مدارس مسائية لهم بالتعاون مع وزارة التعليم المصرية .
وأيضا ناقشنا بعض الامور الفنية عن التعليم المهنى والامور التقنية ونتمنى أن يقوم وزير التعليم المصرى بزيارتنا فى فلسطين لأن زيارته لها معان كثيرة معنوية ولوجسيتية والفنية من جانب الشقيقة مصر لنا فى فلسطين.
> ما هو شكل امتحانات الثانوية العامة الفلسطينية التى تعقد فى مصر..؟
>> امتحانات الثانوية العامة هى اختبارات كتابية تعقد فى نفس الوقت التى نعقدها فى فلسطين بالعام الماضى علما بأننا العام الماضى عقدنا الامتحانات الثانوية فى 27 دولة فى نفس التوقيت لكن الاكثرية من الطلاب كانوا فى قطاع غزة وفى مصر ويتم داخل المدارس المصرية وبإشراف معلمين مصريين ووزارة التعليم الفلسطينى حيث تقوم وزارة التعليم المصرية بتجهيز اللجان والاشراف عليها بينما يتم التصحيح واعلان النتائج من جانب التعليم الفلسطيني.
> ما طبيعة عمل مدارس الأونروا..؟
>> مدارس الاونروا يتعلم بها أبناء اللاجئين الذين هاجروا من أراضيهم وبيوتهم ، وهى تمثل 50 ٪ من المدارس بقطاع غزة وهناك مدارس أخرى فى الضفة والقدس، هناك مخطط قديم من قبل الاحتلال لاغلاق مدارس الاونروا لأن الاحتلال لا يريد فلسطينياً متعلماً ولا يريد أن يتحدث أحد عن اللاجئين واحتياجاتهم بل يريد أن يطمس قضيتهم من خلال اغلاق واحد من أهم المعالم التى تذكر كل العالم بمأساة الفلسطينيين واليوم قام الاحتلال بإصدار منشور يمنح الاونروا مهلة 30 يوما لاغلاق مدارسها فى القدس الشريف ومن يدخلها بعد ذلك سواء كان معلما او طالبا فسوف يتعرض لعقوبات من قبل الاحتلال ونحن نؤكد أن من حق اللاجئ الفلسطينى فى التعلم حتى يعود الى أرضه وبالتالى تنتهى مهمة الاونروا.
> كيف يتم تقديم الدعم النفسى المقدم للطلاب خاصة الأطفال منهم ..؟
>> الدعم النفسى للأطفال شيء مهم والعودة للتعلم والدراسة جزء من الدعم النفسى ولا أخفى عليكم أن العالم إذا شاهد حجم الإصرار والتحدى لدى أطفال فلسطين فسوف يتعجب ، فمشاهدة طفل 6 سنوات ويجلس مع أخته على ناصية حارة الشوارع أو بيت نصف مهدم لكى يستمعوا لدرس تعليمى عن طريق جهاز موبايل أصبحت مألوفة حتى يعود للحياة الطبيعية.
وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية نقوم بتنظيم أنشطة غير تقليدية لكى يعود أطفالنا للحياة الطبيعية، كما أن لدينا فريق دعم فنى يتواصل مع جميع الطلاب .
> ما تقييمكم للزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للعريش الاسبوع الماضى..؟
>> عنــدما نتحـــدث عــن مصر وزيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مع ضيفه الفرنسى ماكرون إلى العريش فهى زيارة تاريخية بكل المقاييس وأكدت على رفض خطة التهجير، فنحن نتحدث عن أنفسنا، فالدعم المصرى مهم جدا للقضية الفلسطينية والدعم غير المحدود الذى نتلقاه من الشعب والحكومة المصرية والعلاقة الأخوية بين الرئيس السيسى والرئيس أبومازن وجهودهما لحماية الشعب الفلسطينى ودعم صموده على أرضه شيء عظيم، فالكل يعلم ويقدر مصر وشعبها وحكومتها، وكلنا نعلم أن مصر هى السند وهذا ما أكدته المحنة الأخيرة.
> ما خطة وزارة التعليم الفلسطينة فى اليوم التالى لتوقف العداون..؟
>> التعليم هو الأمل والمستقبل لكل أبناء فلسطين والاحتلال لا يريد أن يرى الفلسطينى المتعلم ولكننا صامدون ومتمسكون بحق أطفال فى التعلم والحياة ورغم حجم الدمار والألم على فقد الاحبة والاهل، فنحن لدينا خطة سنطبقها فور توقف العدوان حيث قمنا بمسح تقريبى لحجم الدمار داخل قطاع غزة ومن هنا فقد وضعنا مخططا لافتتاح مراكز تعليمية لاستيعاب الطلاب بمختلف المراحل وكل محافظة بغزة بها خطة عن حجم الدمار واحتياجاتها
فنحن فى غزة لدينا 720 ألف طالب يدرسون تحت القصف و88 ألفا فى التعليم الجامعى إضافة الى 23 ألف طالب خرجوا من قطاع غــزة وأغلبهــم يقيـــــم فى مصـــــر وتقــريبا لـــدينا 10 آلاف طالب يدرسون فى الجامعات المصرية وقد انقطعت بهم السبل عن ذويهم .
وهناك تعاون كبيرومشترك بيننا وبين وزارتى التربية والتعليم المصرية ووزارة التربية والتعليم العالى ولدينا خطط مشتركة نحن مثلا نحاول معادلة تخصصاتنا.
> ماذا عن تدريب المعلمين الفلسطنيين فى ظل العدوان..؟
>> نحن ندرب المعلمين من خلال بعض البرامج المتخصصة التى تشرف عليها وزارة التعليم لكى نضمن أن يكونوا مؤهلين خاصة المعلمين فى الصفوف الاولى الذين يجب أن يتصفوا بقدرات خاصة تجعلهم قادرين على التعامل مع تلك الفئة العمرية وتشجع التلاميذ وتحفزهم على التعلم.