أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، أن تقديم خدمات سهلة وميسرة للمواطن المصرى هو محور استراتيجية مصر الرقمية.
استعرض طلعت – فى كلمته خلال افتتاح مراكز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية بطريق العين السخنة، بحضور الرئيس – استراتيجية مصر الرقمية بمختلف أهدافها ومحاورها.
قال وزير الاتصالات «إن الاستراتيجية لها 3 أهداف رئيسية وهي: تقديم خدمات حكومية سهلة وميسرة للمواطن المصري، ومساندة شبابنا للمنافسة بفعالية واقتدار فى سوق العمل المحلى والعالمي، وتشجيع ريادة الأعمال وتحفيز الابتكار، وأنه من خلال هذه الأهداف الثلاثة انبثقت محاور للعمل وهى التحول الرقمى وبناء القدرات الرقمية ودعم الابتكار الرقمي».
أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، أن التحول الرقمى يعنى ميكنة كافة أعمال الدولة وإجراءاتها للتمكن من تقديمها بشكل ميسر ومحوكم فى هذا الوقت للمواطنين.
قال إنه فى عام 2020 اكتمل بناء البنية المعلوماتية المصرية، فقد ربطت كل قواعد بيانات الحكومة المصرية وأكثر من 100 قاعدة بيانات ربطت بالكامل وجرى تكاملها.. وفى عام 2022 أطلق الرئيس السيسى منصة مصر الرقمية، حيث كان يوجد بها 130 خدمة حكومية مختلفة، وأصبحت اليوم عليها 170 خدمة يسجل عليها أكثر من 8 ملايين مواطن تقدموا بـ 45 مليون طلب بالتعاون مع الوزارات والجهات مقدمة هذه الخدمات.
أشار إلى أن المحور الثانى فى استراتيجية مصر الرقمية هو بناء القدرات الرقمية وإعداد كوادر مدربة على كافة أطياف الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليستطيعوا الحصول على وظيفة فى ظل الاقتصاد المعرفي.
أضاف وزير الاتصالات «لقد بدأنا بتصميم وإطلاق مجموعة واسعة ومتنوعة من مبادرات التدريب التى تستهدف كافة أطياف المجتمع المصرى من مبادرات تستهدف النشء بدءا من طلاب الصف الرابع الابتدائي، ومبادرات براعم مصر الرقمية وأشبال مصر الرقمية للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وبدأنا بإنشاء مدارس للتكنولوجيا التطبيقية، وأصبح لدينا 12 مدرسة حاليا فى كل محافظة ونسعى لاستكمالها فى الفترة القادمة؛ ليصبح لدينا 27 مدرسة فى كل محافظة، كما أسسنا جامعة مصر المعلوماتية التى تعتبر أول جامعة متخصصة فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى افريقيا، بالإضافة أيضا لطلبة الجامعات والخريجين بمختلف خلفياتهم الأكاديمية والعلمية والعملية» .
أوضح طلعت أن هناك مجموعة واسعة من مبادرات التدريب منها مبادرة «رواد مصر الرقمية» ومبادرة «بٌناة مصر الرقمية» و «خلال الفترة من عام 2018 وحتى العام الحالي، تمكنت وزارة الاتصالات من مضاعفة عدد المتدربين كل سنة 100 ضعف من 4 آلاف متدرب فى عام 2018 إلى 400 ألف متدرب فى العام الحالي، كما ضاعفنا الموازنة فى ذلك الوقت 34 مرة من 50 مليون جنيه إلى 1.7 مليار جنيه».
قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، إن المحور الثالث فى استراتيجية مصر الرقمية يستهدف تحفيز الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال، حيث توفر لدى الحكومة فى عام 2016 ثلاث حاضنات، وبدأنا فى مشروع مراكز «إبداع مصر الرقمية»، وفى عام 2022 افتتح الرئيس السيسى 8 مراكز فى عام 2022، وبنهاية عام 2023 أصبح لدينا 20 مركزا من مراكز إبداع مصر الرقمية بواقع مركز فى كل محافظة.. لافتا إلى أنه من المتوقع هذا العام افتتاح 8 مراكز جديدة؛ ليكتمل حلم بناء مراكز إبداع مصر الرقمية.
أضاف طلعت – «أنه خلال الفترة من عام 2022 وحتى نهاية عام 2023 افتتحنا 8 مراكز جديدة، حيث احتضنت هذه المراكز 400 شركة فى مختلف أنحاء الجمهورية لتدريب رواد الأعمال لأصحاب هذه الشركات» .. وتابع «لم نكن لنحقق أى تقدم فى المحاور الثلاثة دون أن نعتنى بالقاعدة التى تبنى عليها ممكنات العمل وهى البنية التحتية الرقمية».
أشار إلى أن وزارة الاتصالات بدأت العمل على 3 عناصر رئيسية فى البنية التحتية الرقمية، فى مقدمتها الإنترنت الثابت، وبدأت منذ عام 2018 فى تنفيذ مشروع لرفع كفاءة الإنترنت الثابت بتكلفة استثمارية قدرها 2.5 مليار دولار، ونجحت بالفعل فى مضاعفة متوسط سرعة الإنترنت الثابت إلى 11 مرة حاليا.
أوضح وزير الاتصالات أن مصر تحتل منذ عام 2022 المركز الأول بأفريقيا فى متوسط سرعة الإنترنت الثابت، بالإضافة إلى مضاعفة عدد أبراج شبكات الهاتف المحمول وإتاحة أطياف ترددية للشركات العاملة بأكثر من 2 مليار دولار.
قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن العنصر الثالث هو مراكز البيانات العملاقة والحوسبة السحابية، حيث وضعت الوزارة خطة لميكنة أعمالها وتقديمها بشكل رقمي، لإقامة مركز بيانات داخل أحد مقراتها، تقتنى فيه مجموعة من أجهزة الحاسب ومعدات تخزين وحفظ البيانات والتطبيقات اللازمة لميكنة هذه الأعمال، والتى عليها أن تتكبد كلفة إنشاء هذا المركز ومصاريف تشغيله وصيانته وتنميته.
أضاف طلعت – «إن صناعة تكنولوجيا المعلومات تتجه الآن إلى مراكز بيانات عملاقة والتى تعد على مستوى تقنى عالى وبمواصفات عالمية بالغة الكفاءة وجاهزة لاستقبال عدد ضخم من الحواسب، وأجهزة تخزين البيانات والتطبيقات؛ ما يشجع الشركات العالمية المتخصصة فى السحب الحوسبية على الاستثمار».
أشار إلى أن «السحب الحوسبية» ببساطة هى مجموعة من أجهزة الحاسب لحفظ وتخزين البيانات وتطبيقات ترتبط ببعضها البعض وتتاح لعدد ضخم من المؤسسات والمستخدمين فى وقت متزامن، لافتا إلى أن الشركات التى تستثمر فى السحب الحوسبية لا يمكن أن تبدأ فى الاستثمار ما لم يكن لدى الدولة التى يستثمر فيها مراكز بيانات عملاقة قادرة على استضافة هذه السحب الحوسبية، مؤكدا أن الحكومة تعتمد على مراكز البيانات وما بها من سحب حوسبية فى حفظ بياناتها وتطبيقاتها.
قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن من ضمن الأهداف الرئيسية لاستراتيجية مصر الرقمية، أنه كان يوجد فى الماضى منظومة حفظ كل جهة لمراكز بياناتها وكان لديها اختيار ما بين اثنين وهما أن تبدأ بأجهزة أكثر من احتياجاتها تحسبا لتوسع مستقبلي؛ مما يكبدها تكلفة استثمارية فى البداية ويمكن فى الوقت الذى تحتاج فيه لهذه الموارد الحوسبية تكون ظهرت أجهزة أحدث منها وأقل تكلفة، والبديل الثانى هو أن تبدأ بما تحتاجه فقط وحين تحتاج إلى توسع تضطر إلى البدء فى عملية الشراء والاستيراد والتركيب والاختبار أيضا وهذا يعطلها ويعيقها لكن مع وجود السحب الحوسبية أصبح هناك موارد ضخمة متعددة».