منذ أكثر من ست سنوات كان اللقاء الأول لى مع المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان وقتها كان رئيساً لجهاز الشروق وكنا فى جولة بصحبة الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان آنذاك لتفقد مشروعات المدينة وتسليم عدد من وحدات الإسكان الاجتماعى لمستحقيها .
لم تكن هذه هى الزيارة الأولى لمدينة الشروق ولا الأولى لمشروعات الإسكان الاجتماعى فى مدن هيئة المجتمعات العمرانية لألحظ الفارق الكبير الذى طرأ على المدينة بعد تولى الرجل رئاسة الجهاز كذلك الفرق بين مستوى جودة التنفيذ والتشطيب فى المشروعات المنفذة فى المدينة مقارنة بغيرها من المدن أضف إلى ذلك حالة النظافة والتشجير وتراك الدراجات الذى أحال المدينة لقطعة من أوروبا .
وقتها أيضاً تلاحظ لى حجم التأمين الجيد فى الشوارع بعد مجموعة من الحوادث كانت المدينة قد شهدتها فى أوقات سابقة حتى تم تعيين العقيد شريف فؤاد مأموراً لقسم الشروق ليدفعنى التشابه بين الاسمين بجانب تشابه الأداء لكتابة مقال بعنوان « الشريفان فى الشروق « رصدت من خلاله كيف جددت المدينة شبابها مع اثنين من القيادات الشابة وتخلصت من الإهمال والفوضى .
هذا الأداء الذى رأيته بعينى منذ سنوات وهو ما استمر فى كل المواقع التى قادها المهندس شريف الشربينى فيما بعد طبع بداخلى حالة من التفاؤل مع الإعلان عن توليه حقيبة وزارة الإسكان وهو ما ترجمه الرجل بنشاط ملحوظ شهد عدة جولات ومجموعة من اللقاءات مع العديد من الأطراف لصياغة تصورات أفضل تعزز خطوات الوزارة فى التنمية العمرانية .
مثل هذه اللقاءات أتمنى أن تمتد للصحفيين المسئولين عن متابعة نشاط الوزارة والذين يعيشون منذ فترة حالة غريبة لا أجد لها مبرراً فرغم دورهم الحيوى فى رصد حالة التنمية فى مدينتى المنصورة والعلمين الجديدتين من خلال ما قاموا به من جولات فى المشاريع التى تشهدها المدينتان على مدار عدة سنوات غابوا عن الافتتاح الرسمى وهو ما لا يحدث مع الصحفيين فى باقى الوزارات حيث تتم دعوتهم للأحداث الرئيسة التى تخص وزاراتهم .
هذه الحالة امتدت مع انتقال الحكومة بكامل وزاراتها وهيئاتها إلى الحى الحكومى حيث تمت دعوة الصحفيين إلى مؤتمرات ولقاءات داخل كافة الوزارات مع الوزراء والمسئولين بها فى حين تجاهلت وزارة الإسكان دعوة من كانوا أداة الدولة فى نقل كافة التفاصيل المتعلقة بالعاصمة الإدارية للمواطن من خلال ما قاموا به من جولات مصورة .
أدرك جيداً أن المهندس شريف الشربينى يؤمن بدور الصحافة وأهميتها وأنها مرآة أى مسئول فى نقل الحقيقة مجردة ليخطو خطوات قادرة على الإصلاح فعلى سبيل المثال منذ أيام كانت زيارته لأحد مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص بالقاهرة الجديدة وهو ما كنت أتمنى أن يمتد إلى مشروع جنة مصر فى ذات المدينة والذى رغم كونه أيقونة مشروعات الوزارة السكنية إلا أن مستوى التنفيذ وعدم توافر الخدمات أمر يجب التوقف عنده ومحاسبة المسئولين عنه ومثل هذه الأمور لن تصل لمسامع الوزير إلا من خلال صحفى يقدر قيمة المشروعات التى أطلقتها الدولة وأهمية تنفيذها بشكل يلبى احتياجات سكانها ومن هنا أبعث برسالتى للمهندس شريف الشربينى لا تجعل علاقتك بالصحافة قاصرة على بيان غير قادر على تجسيد ملحمة التنمية العمرانية التى تشهدها الدولة المصرية وتلعب وزارة الإسكان الدور المحورى فيها .