فى وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة بتجديد الخطاب الدينى ومواجهة الأفكار الظلامية التى تعصف بالمجتمعات الإسلامية، يبرز اسم الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف المصرى وأحد أبرز علماء الأزهر، كأحد الشخصيات المؤثرة فى هذا المجال، لما يمتلكه من رؤى عميقة وأفكار مبشرة حول كيفية تقديم الإسلام بصورته الحقيقية التى تنبذ التطرف وتؤسس للتسامح والاعتدال، وهو ما يجعلنا نشعر بالطمأنينة كلما استمعنا إليه، متفائلين بمستقبل الدعوة الإسلامية فى مصر.
فى كلمته منذ أيام وبدعوة من الدكتور سامى الشريف أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية وبالتعاون مع مؤسسة «أخبار اليوم» احتفالاً بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم استمعت لكلمة الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف الذى دعا إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى ليواكب العصر ويواجه الأفكار الظلامية التى تتسلل إلى عقول الشباب، يطرح الأزهرى مفهومًا جديدًا يهدف إلى إعادة فهم النصوص الدينية بما يتناسب مع متغيرات العصر، مع الالتزام بالثوابت الشرعية، حيث يرى الأزهرى أن التجديد ليس خيانة للأصول، بل هو واجب لحماية المجتمع من الفهم الضيق والمتشدد للدين.
أحد أهم عناصر القوة فى طرح الدكتور الأزهرى هو قدرته على تقديم الإسلام بصورته الحقيقية والوسطية التى تعكس رحابة هذا الدين وعالميته، ولا يكتفى الأزهرى بالدعوة إلى الاعتدال فقط، بل يقدم حلاً عملياً من خلال تدريب الدعاة والأئمة على كيفية تقديم خطاب دينى معتدل يرفض العنف ويشجع على الحوار.. هذه الرؤية تسهم فى تكوين جيل جديد من الدعاة الذين يحملون الفكر المستنير لمواجهة التطرف بكل أشكاله.
فى ظل الاضطرابات التى تشهدها المنطقة، يبقى الدكتور أسامة الأزهرى صوتًا هادئًا يدعو إلى الوحدة والتعايش، ويستفيد من مكانته كوزير للأوقاف لقيادة مبادرات تساهم فى نشر القيم الإسلامية السمحة وتعزيز الانفتاح الفكري.. كما يعمل على إعادة هيكلة مؤسسات الدعوة الدينية لتكون قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة، وتقديم الإسلام فى صورة حضارية تعزز من دور الدين فى بناء المجتمعات.
الرؤية التى يقدمها الأزهرى لا تقتصر على التنظير، بل تشمل سياسات عملية لتفعيل التجديد. فقد سعى منذ فترة إلى تحديث المناهج الدينية وتدريب الدعاة على أساليب جديدة فى الحوار والخطاب.. يؤمن الأزهرى أن التعليم الدينى هو الأساس فى مواجهة الأفكار الظلامية، وأنه كلما تم تحديث هذا التعليم وتطويره بما يناسب متطلبات العصر، كانت الأمة أقوى فى مواجهة التطرف الفكري.
فى النهاية، يمثل الدكتور أسامة الأزهرى أملاً كبيراً لتجديد الخطاب الدينى فى مصر والمنطقة، حيث إنه يبعث برسالة واضحة، أن الإسلام دين يجمع ولا يفرق، يعزز من قيم التسامح، ويدعو إلى التعايش فى سلام.. كلما استمعنا إلى أفكاره المستنيرة، شعرنا بأن الدعوة فى مصر تسير نحو مستقبل مشرق، حيث يتم القضاء على الأفكار الظلامية، ويتم تعزيز مكانة الدين كعنصر بناء وتقدم للمجتمع.