أطلقت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، واللواء دكتور خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، حملة توعية بيئية واسعة النطاق من منطقة السوق القديم بمدينة شرم الشيخ ضمن أنشطة مشروع “جرين شرم” بهدف تفعيل المشاركة المجتمعية في جهود تحويل المدينة إلى نموذج عالمي للسياحة الخضراء، وهي الجهود التي بدأت مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27.

وشهد إطلاق الحملة حضورًا أليساندرو فراكستي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والنائب جيفارا الجافي ممثلاً عن قطاع السياحة، والدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، والمهندس محمد عليوة، مدير مشروع “جرين شرم”، وعدد من الإعلاميين.
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن شعار “شرم خضراء بناسها” يعكس جوهر الحملة، مشددة على أن الهدف المشترك للجميع هو تحقيق تحول أخضر عادل وحقيقي يخدم المواطن في حياته اليومية، ويضمن جودة الهواء والمياه واستدامة الموارد الطبيعية، وأوضحت أن الحملة تهدف إلى نشر الوعي البيئي وكيفية تحقيق استدامة الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى التعريف بأهداف وإنجازات مشروع “جرين شرم”.

يُنفذ مشروع “جرين شرم” بالشراكة بين وزارة البيئة المصرية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومحافظة جنوب سيناء، والمجتمع المحلي، وبدعم من مرفق البيئة العالمي (GEF). ويسعى المشروع إلى ترسيخ مكانة شرم الشيخ كنموذج عالمي للسياحة الخضراء عبر تبني تقنيات وممارسات تقلل الانبعاثات الكربونية، وتعزز الإدارة الذكية للمخلفات، وتحمي الموارد البيئية الفريدة بالمنطقة.
أشارت وزيرة البيئة إلى أن إعلان شرم الشيخ مدينة خضراء لم يكن مجرد شعار، بل واقعًا تجسد من خلال جهود متعددة الأطراف ، وأكدت على أهمية الشراكة الحقيقية بين القطاع الخاص، المجتمع المدني، والقطاع السياحي، مستشهدة بافتتاح قرية الغرقانة وتطوير نمط حياة السكان المحليين الذين يمثلون جوهر الحماية والصون داخل محمية نبق.
وقد نوهت إلى أن الفنادق والمنشآت السياحية في المدينة بدأت بالفعل في التحول نحو استخدام الطاقة الشمسية وتبني مفهوم السياحة المستدامة، مع التركيز على محاور مثل تدوير المخلفات، النقل المستدام، والطاقة الجديدة والمتجددة.
وشددت فؤاد على أن الإنسان هو أساس أي تحول أخضر عادل، وأن الشباب يلعبون دورًا محوريًا في جهود التوعية البيئية. وأثنت على جهود مشروع “جرين شرم” بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مشيرة إلى أن وجود الممثل المقيم للبرنامج في الفعاليات دليل واضح على قوة الشراكة.
تتضمن حملة رفع الوعي البيئي مجموعة من الأنشطة الميدانية والتفاعلية المتنوعة، منها حملات نظافة مكثفة داخل مدينة شرم الشيخ و حملات توعية موجهة للمواطنين والسياح واستغلال منصات التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل البيئية بالتعاون مع المؤثرين الرقميين للوصول إلى فئات أوسع بطريقة مبتكرة وجذابة.
وكذلك تدشين ثلاث أكشاك توعوية منتشرة في مناطق مختلفة بالمدينة، ستعمل لمدة ستة أشهر لتقديم معلومات بيئية مبسطة للمواطنين والسياح، والترويج لمفاهيم السياحة المستدامة، وإبراز الجهود المصرية في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
من جانبه، أكد اللواء دكتور خالد فودة أن تعزيز المشاركة المجتمعية ورفع الوعي البيئي يمثلان ركيزة أساسية لتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء مستدامة. وأوضح أن إشراك المواطنين، وخاصة الشباب، يُرسخ الشعور بالمسؤولية الجماعية ويعزز من فاعلية المبادرات التنموية.
وأضاف المحافظ أن اختيار منطقة السوق القديم لإطلاق الحملة يحمل دلالة رمزية ومجتمعية كبيرة، فهو من أبرز المعالم التراثية والسياحية في شرم الشيخ، ويجذب آلاف الزوار يوميًا، ويمثل نقطة التقاء رئيسية بين السكان المحليين والسياح. هذا الموقع الحيوي يجعله مثاليًا لنقل الرسائل البيئية بشكل مباشر وفعال، وترسيخ مفاهيم الاستدامة في قلب الحياة اليومية للمقيمين والزوار على حد سواء.
تؤكد هذه الحملة على التزام مصر بتحقيق التنمية المستدامة والتحول الأخضر، مع التركيز على الدور المحوري للمجتمع في تحقيق هذه الأهداف الطموحة.