أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى أن مصر تؤكد مجدداً موقفها الداعم لسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه وسلامة شعبه الشقيق.
موضحاً خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده وزير الخارجية والهجرة مع نظيره اللبنانى عبد الله بوحبيب فى ختام مباحثاتهما بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة التنسيق والتشاور المستمر والمكثف بين مصر ولبنان فى مختلف القضايا الاقليمية والعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها.
مؤكداً أن الزيارة تأتى فى وقت شديد الأهمية والحساسية فى ظل التصعيد الجارى فى المنطقة وظرف إقليمى بالغ التعقيد والخطورة، ناتج عن الحرب الشعواء التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة وما يحمله ذلك من مخاطر للتصعيد وامتداد هذا الصراع لما هو أبعد من ذلك.
أشار عبدالعاطى إلى أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان فى مختلف المجالات، والتشاور السياسى والعلاقات الاقتصادية والتجارية.. مشيراً إلى أنه أعاد خلال اللقاء التأكيد على مواقف مصر خلال اتصالاتها المكثفة والمستمرة مع الأطراف من دعمها الكامل لبنان قيادة وحكومة وشعباً.
قال وزير الخارجية إنه استعرض ونظيره اللبنانى كافة الجهود والاتصالات التى تجريها مصر مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للعمل على احتواء التصعيد الحالي.. مشيرًا إلى أنه تواصل مع وزير الخارجية الأمريكى أكثر من ثلاث مرات فى غضون أسابيع محدودة جداً، ومع القائم بأعمال وزير خارجية إيران، ووزير خارجية روسيا، ووزير خارجية الصين، وهناك اتصالات مع رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي.. مؤكداً استمرار الاتصالات المكثفة للعمل على وقف التصعيد وعدم انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية.
أضاف د. عبدالعاطى أن مصر لن تألو جهداً عن الاستمرار فى مساعيها الدبلوماسية لتجنب لبنان هذا التصعيد.. مؤكداً ما سبق وأوضحته مصر أن السبيل الوحيد لوقف التصعيد فى المنطقة هو التوصل إلى وقف فورى لاطلاق النار فى قطاع غزة ووقف هذه الحرب العدوانية الظالمة على أهالى القطاع والنفاذ المستمر وغير المشروط لكافة أشكال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع.
أوضح د. عبدالعاطى أنه استعرض مع نظيره اللبنانى جهود الوساطة للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن والأسرى ووقف الحرب على قطاع غزة، والتعاون مع قطر والشركاء فى الولايات المتحدة والعرب والدوليين للعمل على التوصل إلى هذه الهدنة بما يؤدى إلى وقف فورى وكامل لإطلاق النار وسنستمر فى العمل والتنسيق مع الشركاء العرب والإقليميين والدوليين للدفع نحو حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطنى الفلسطينى واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
قال الوزير إنه تم التشديد خلال النقاش المتبادل ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته مكرراً الطلب والدعوة للأمم المتحدة والقوى الدولية بذل كافة الجهود وممارسة كافة أشكال الضغط لتغليب لغة الحوار والمفاوضات والابتعاد عن الخيارات العسكرية وسياسة العنف التى لن تؤدى إلا إلى العنف المضاد والتى أثبتت عدم جدواها ولن تؤدى إلا إلى المزيد من عدم الاستقرار فى الفوضى فى المنطقة والعالم، معلناً دعم مصر كافة الجهود الدولية الهادفة إلى التوصل إلى التهدئة فى جنوب لبنان.. وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 والخاص بلبنان والتنفيذ الفورى لهذا القرار بشكل كامل وغير مجتزأ ودون إدخال أى تعديلات عليه من جانب كافة الأطراف المعنية سواء كانت لبنان أو الاطراف الاخري.
شدد عبدالعاطى أهمية قيام الجانب الإسرائيلى والأطراف المعنية بإظهار الجدية المطلوبة للتوصل إلى ترتيبات للتهدئة تراعى المصالح اللبنانية وتحافظ على سيادة الدولة اللبنانية وتقطع الطريق أمام أى احتمالات لتجدد الصراع فى المنطقة.. لافتا إلى أنه اتفق ونظيره اللبنانى على ضرورة استمرار الدعم لوكالة الأونروا فى أداء مهامها الإنسانية فى تقديم الغوث والدعم لكل اللاجئين الفلسطينيين سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية أو سوريا أو لبنان أو الأردن.
من جانبه أكد وزير الخارجية اللبنانى عبدالله بوحبيب أن لبنان يثمن جهود مصر لوقف التصعيد ونأمل فى دعمها للبنان فى المرحلة المقبلة فى مواجهة المخطط الإسرائيلى للتصعيد، مشيداً بالدعم المصرى ومساندة لبنان فى ظل التطورات الراهنة والخطيرة.
مؤكدا أن لبنان لا يمكن أن ينسى دعم مصر عقب العدوان الاسرائيلى عام 2006 وانفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى الجهود التى تبذلها مصر فى إطار اللجنة الخماسية والاستحقاق الرئاسي، ونثق تاريخياً فى جهودها التى تهدف لدعم سيادة لبنان واستقراره.
مشيراً إلى أن التصعيد الإسرائيلى الاخير يقوض الاتصالات والجهود التى تبذلها مصر للتهدئة ويضرب بعرض الحائط مبادرة بايدن وقرارات مجلس الأمن، معلناً أن الخطوة الأولى لوقف التصعيد هى وقف الحرب على قطاع غزة لتجنيب المنطقة حرباً إقليمية.
مضيفاً أن لبنان يأمل أن تستمر مصر فى لعب دورها القيادى والتاريخى عربياً وصولاً لرؤية عادلة وشاملة لحل الصراع.. مؤكداً تأييد بلاده موقف مصر الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين فى قطاع غزة لسيناء أو أى دولة أخرى لأنها خطوة تسبق تهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن وتصفية القضية الفلسطينية.
أبدى وزير الخارحية قلق مصر على استقرار وأمن لبنان الذى هو جزء لا يتجزاء من أمن واستقرار المنطقة العربية والعالم العربي، معلناً استمرار التواجد المصرى وخفض التصعيد حتى تجنيب لبنان ويلات أى تصعيد غير مرغوب فيه.
من جانبه، أشار د. عبدالعاطى إلى أن هناك خلية أزمة مصرية تتابع الموقف وفق سيناريوهات للحفاظ على أرواحهم، لكن الآن نتابع الأمور، ونحرص أولاً على أمن واستقرار لبنان، وأمن واستقرار الرعايا المصريين، الذين يوجدون بين أشقائهم فى لبنان.. موضحاً أن مصر لديها إجراءات وتصورات لكافة السيناريوهات إذا حدث تصعيد للحفاظ على أرواح المصريين المتواجدين على الأرضى اللبنانية».
ورداً على سؤال لـ»الجمهورية» حول الاتصالات الهاتفية بين الخارجية المصرية والأمريكية حول تطورات أزمة قطاع غزة وتداعياتها الإقليمية.. قال الدكتور بدر عبدالعاطى إن لدينا علاقات ممتدة مع الولايات المتحدة لها طابع إستراتيجي.. والولايات المتحدة قوة عظمى ومصر قوة إقليمية رئيسية فمن الطبيعى أن يكون هناك تشاور وتنسيق مشترك وهناك توافق بالتاكيد على أهمية التحرك الفورى لوقف التصعيد واحتواء أى تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار فى المنطقة وهناك نقاط اتفاق بالتأكيد حول أهمية وحيوية والطابع الفورى للتوصل إلى صفقة تضمن الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلى هناك والتوصل إلى صفقة تضمن إطلاق سراح الرهائن وايضا الأسرى الفلسطينيين.
مشيراً إلى أن هناك نقاط اتفاق، ونتحرك سوياً لتحقيق هذا الهدف المشترك لخفض التصعيد ووقف الحرب فى قطاع غزة وهو ما تشاركت فيه مع وزير الخارجية الأمريكي، معلناً أن المشكلة الرئيسية تكمن فى الحرب على غزة.. وهناك تحرك من الولايات المتحدة والرئيس بايدن شخصياً بالتأكيد على أهمية وقف إطلاق النار والتوصل إلى صفقة فى أسرع وقت ممكن.