أطلقت وزارة البترول والثروة المعدنية، اليوم بالشراكة مع الإتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الأعمار والتنمية برنامج بناء القدرات البشرية والتدريب في مجال تحسين كفاءة استخدام الطاقة، إذ يستهدف البرنامج الممول بمنحة من الإتحاد، تعزيز القدرة الفنية للمتدربين من شركات قطاع البترول المصرية في مجال تحسين كفاءة استخدام الطاقة بالمشروعات البترولية، ويشمل ذلك تدريباً نظريا وعملياً علي اجراء المراجعات الفنية الهادفة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة بالمشروعات وتنفيذ دراسات تطبيقية، علاوة علي تطبيق نظم إدارة الطاقة، ودراسة آليات التمويل في هذا المجال.
وتم إطلاق البرنامج خلال ورشة عمل موسعة امس بحضور قيادات قطاع البترول ومسؤولي الاتحاد الاوروبي بالقاهرة والبنك الأوروبي لإعادة الأعمار والتنمية وشركة Proger الإيطالية استشاري البرنامج، وادارها الدكتور أحمد البلتاجي رئيس قطاع المناخ والطاقة بمفوضية الاتحاد الاوروبي بالقاهرة.
وألقي الجيولوجى علاء البطل وكيل أول الوزارة للسلامة والبيئة وكفاءة الطاقة والمناخ الكلمة الافتتاحية، مؤكداً اهمية الشراكة الاستراتيجية بين قطاع البترول والإتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الأعمار فى تحسين كفاءة استخدام الطاقة بما يؤكد مدى الإلتزام المشترك لدفع جهود كفاءة الطاقة والإستدامة.
وأضاف أن كفاءة استخدام الطاقة تعد أحد أهم دعائم أنشطة وزارة البترول والثروة المعدنية وتعتبر أفضل سبل خفض تكاليف العمليات والإنبعاثات، موجهاً الشكر للإتحاد الأوروبى على دعمه المستمر لقطاع البترول المصرى وخاصة فى بناء القدرات البشرية والذى يعد حجر الأساس لكفاءة استخدام الطاقة فى القطاع.
واستعرض الجيولوجي علاء البطل اهم أوجه التعاون المنفذة في إطار الشراكة بين الوزارة والاتحاد الأوروبي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، مشيراً إلي تمويل البنك الأوروبى لمشروعين كبيرين بهدف تحسين كفاءة استخدام الطاقة فى شركة السويس لتكرير البترول وتطبيق منظومة استرجاع حرارة النفايات باستخدام تكنولوجيا ORC لأول مرة فى مصر بمحطات الضغط بدهشور، كما تم تنفيذ برنامج تدريبى مكثف لما يقرب من ٢٨٠ متدرب تخلله عدة ورش عمل لمديرى إدارات كفاءة الطاقة بشركات القطاع، بالإضافة إلى مبادرة الدعم الفنى “برنامج بناء القدرات فى مجال طاقة حرارة الأرض فى مصر” والتى شهدت مشاركة ٢٤ متخصصاً من قطاع البترول وحصولهم على أول دبلومة لمجال طاقة حرارة الأرض فى مصر.
وأعرب عن تقديره للتعاون المستمر والبناء مع الإتحاد الأوروبى وكافة الشركاء للإستثمار فى الكفاءات والذي ينعكس بالتبعية علي الاستثمار فى مستقبل مستدام لمصر والشعب المصرى، موجهاً رسالة تشجيع للمشاركين فى البرنامج التدريبى للاستفادة القصوى من هذه الفرصة للتعلم.
وقال لورينزو فينجوت هارينجتون رئيس فريق التحول الأخضر والمستدام بوفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة خلال كلمته: ” أن شراكة الاتحاد الأوروبي ومصر في مجال الطاقة ترتكز علي عدة أسس من أجل مستقبل مزدهر للطاقة، حيث نتعاون مع مصر لوضع رؤية حكومية تشتمل علي الخطوات المطلوبة لدعم استثمارات القطاع الخاص في مجال الطاقة، وندعم وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية لتنفيذ الاستراتيجية المصرية للطاقة المستدامة حتي عام 2040 ودعم جهودها في مجال التحول الطاقي وكفاءة استخدام الطاقة، وذلك بالاستفادة من الخطوات الكبيرة التي قطعتها أوروبا في هذه المجالات لوضع التشريعات وسياسات الاستثمار وتعظيم القيمة من مشروعات كفاءة استخدام الطاقة، حيث نعمل بشكل مشترك علي تعميق ثقافة تحسين كفاءة استخدام الطاقة بالتعاون مع مصر”.
مؤكدا أهمية توفير الاستثمارات لتنفيذ المشروعات اللازمة لذلك وهو ما يعمل عليه الاتحاد الاوروبي من خلال اطلاق برامج التمويل لهذه الاستثمارات في مجال أصبح اليوم ضرورة اساسية لا غني عنها لإقتصادات الدول ولمستقبل طاقة آمن ومستدام من حيث أهميته في دفع التحول الاخضر وخفض الانبعاثات، ودعم دور الاقتصادات الوطنية في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، ومن ثم توجيه قيمة الوفر في الطاقة إلي مشروعات هامة للتنمية.