ومجلس إدارة «متعصب».. وحرائق «مجهولة».. وليلة حب
تعالوا.. تعالوا نغوص فى أعماق شعب مصر.. تعالوا نتحدث عن واقعة بسيطة مصورة وتتداول على مواقع التواصل الاجتماعى لمجموعة من الناس فى أحد شوارعنا وهم يقومون بأياديهم برفع سيارة من الطريق لحمايتها من التعرض لتلفيات.
والحكاية أنه وفى أحد الشوارع الضيقة فإن شاحنة ضخمة حاولت المرور بين السيارات التى كانت «مركونة» على جانبى الطريق.. واعترضت محاولتها للمرور بسلام وجود سيارة كانت تقف على مسافة بعيدة نسبياً عن الرصيف وكان مرور الشاحنة كفيلاً بالاحتكاك بها وربما تحطيمها!!
وبدون أن يظهر صاحب السيارة وبدون دعوة من أحد فقد التف عدة أشخاص حول السيارة وحاولوا دفعها بعيداً وعندما فشلوا انضم إليهم عدد آخر أتى متطوعاً بدون نداء وجميعهم شارك فى حمل السيارة وإبعادها عن مجرى سير الشاحنة.. وانصرفوا دون انتظار لكلمات شكر أو تقدير من أحد ودون أن يعلم صاحب السيارة أن هناك من أنقذ سيارته وهو غائب عنها..!
والواقعة البسيطة تحكى وتعكس حكاية شعب مصر.. حكاية الشخصية المصرية فى حب الخير وفى الشهامة والجدعنة، حكاية حرصنا على بعضنا البعض.. حكاية السلام الاجتماعى الذى هو طريق الأمن والاستقرار والأمان لنا جميعاً.. حكاية مجتمع لا يعرف الحقد الطبقى ولا الصراع بين الطبقات.. حكاية ابن البلد الذى هو أصل هذا البلد ومصدر قوتها.
> > >
وأكتب عن حوار بالغ الدقة يتردد حول حرية التعبير وتداول المعلومات والمصارحة والشفافية كأساس لمعالجة قضايانا ولمشاركة شعبية أوسع فى صناعة القرار وذلك فى ضوء استضافة الإعلامى أحمد موسى لعدد من الشخصيات السياسية التى تحدثت بوضوح كامل فى المشهد السياسى الداخلي.
وأكتب فى ذلك وأنا أكتب فى هذه الصحيفة – صحيفة الشعب لمدة تقترب من الخمسين عاماً – أكتب معبراً عن كل ما يجول بخاطري.. أكتب حريصاً على دقة الكلمة وصدق المعلومة.. أكتب مؤمناً بأن الكلمة هى جهاد فى سبيل الحق.. وأكتب واضعاً أمامى دائماً مصلحة بلادى التى تعلو فوق أى مصلحة، وأكتب حريصاً على سمعة الناس وعلى حياتهم الخاصة.. وأكتب لله وللوطن ومن أجل كل قارئ يحترم ما أكتب ويحرص على قراءته.
وأقول إن حرية التعبير لا تعنى حرية الفوضي.. أو حرية الجهل.. أو حرية الانفلات بلا ضوابط.. فحرية التعبير لا يمكن أن تكون دون معلومات صحيحة ودون خبرة وإطلاع.. وحرية التعبير تعنى احترام الآخرين وأن تكون هناك حدود واضحة ما بين النقد والتجريح.. وحرية التعبير هى مسئولية يحاسب عليها صاحبها.. وحرية التعبير تعود بنا إلى الأيام الخوالى فى الصحافة المصرية العريقة عندما كانت الصحف لا تسمح بكتابة المقال أو العامود الصحفى إلا للذين أمضوا فى المهنة زمناً طويلاً واكتسبوا خبرات واسعة تمنحهم المقدرة على إبداء الرأى والتعليق السليم فى إطار من المهنية والاحترافية والمصلحة الوطنية أيضاً.. حرية التعبير وإبداء الرأى ليست ترفاً.. إنها مسئولية ورسالة.
> > >
ومادمنا نتحدث عن حرية التعبير وإبداء الرأى فى مختلف القضايا.. ومادمنا نتحدث عن المسئولية المجتمعية فإننا نسوق مثالاً للفوضى فى حرية التعبير، وللفوضى فى الإدارة.. وللفوضى فى القيادة.. فمجلس إدارة أحد الأندية الشعبية خرج علينا ببيان قبل يومين وفيه يهدد ويتوعد باتخاذ إجراءات حاسمة ضد التحكيم الرياضى فى كرة القدم.. ويوجه اتهاماً بأن منظومة التحكيم تعمل لمساندة نادٍ آخر.. ويندد ويشجب قرارات التحكيم فى مباراة لفريقه لم يكن للتحكيم أى دور فى نتيجتها..!
وإذا كان مجلس الإدارة «المحترم» قد هاجم التحكيم بكل قسوة فإن المجلس وقف عاجزاً أمام الهتافات الجماعية لمشجعى فريقه وهى الهتافات التى قد تعرض النادى لعقوبات لأنها كانت بمثابة نوع من السباب والتحرش اللفظى ضد لاعبين من فريق آخر فى خروج على النص يستدعى المساءلة والإدانة.
وهذا السلوك الذى نتحدث عنه هو الفوضى التى نحذر منها.. هو تضارب واختلاط المفاهيم.. هو الخطر الذى يؤدى إلى الاحتقان والشحن وضياع كل معالم الطريق.
> > >
وما كل هذه الحرائق التى لا تتوقف هنا وهناك.. ففى كل يوم نسمع أخباراً عن حريق فى مكان ما.. وفى كل يوم نتساءل.. هل هى حرائق بفعل فاعل أم أنها حرائق إهمال..!! وفى الحالتين هناك ظاهرة.. وظاهرة مقلقة ولا إجابات ولا تفسير.. ومازالت الحقيقة غائبة.
> > >
والناس تتساءل.. هل سيتركنا إخواننا من السوريين ويعودون إلى بلادهم؟!
ونقول وهذا رأينا.. إن الجالية السورية أضافت إلينا الكثير ولم تكن عبئاً علينا، وإخواننا من سوريا أتونا وأصبحوا جزءاً من النسيج الاجتماعى المصرى بكل هدوء وسلاسة.. واندمجوا فينا ومعنا ولم يكونوا يوماً غرباء فى مصر.. عاملناهم بود ومحبة فتعايشوا وعاشوا معنا وارتبطوا بنا وارتبطنا بهم ولم يسيئوا إلينا.. ولم نسء إليهم.. ويعز علينا أن يغادرونا حتى وإن كنا نتمنى لهم العودة للأقارب للأهل وللوطن.. والمهم أن يكون الوطن آمناً مستقراً يحقق لهم ما أتوا إلى مصر من أجله.. يحقق لهم الحق فى الحياة فى أمن وأمان.
> > >
ونعيش الحياة.. ونعيش الذكريات.. ونحلق بالروح فى عالم آخر.. وما أروع إعادة اكتشاف روائع أم كلثوم.. وما أجمل ما كتب فى الحب وشدت به أسطورة الحب والغناء.. وفى أغنيتها «ليلة حب» كانت الكلمات تنساب متسللة بين الأعماق لتذكرنا بأن الحياة هى رحلة حب مليئة بالأمل «يا اللى عمرك ما خلقت ميعاد فى عمرك، الليلة دى غبت ليه حيرنى أمرك، آخرك إيه عني، مستحيل الدنيا عنى تأخرك، بالأمل مستني، سهران تجيينى يا حياتى وأسهرك، تعالي، تعالي، تعالي، تعالي، شوق العمر كله نعيشه من القلب الليلة دي، تعالى تعالى تعالى تعالى حب العمر كله نخلصه حب الليلة دي، ما تخليش أشواقنا ليكم، ماتخليش فرقتنا لبكرة، كإنى أول ليلة، ليلة للحب الليل دي».
والله.. يا ست.. يا اللى مليت بالحب حياتي.. أهدى حياتى إليك.
> > >
>> وأخيراً:
> إنها مسئوليتى أن أجعل أيامى سعيدة والإنسان ليس ملزماً أن يظهر لك
> الضغط الذى يمر فيه من أجل أن تدعه لشأنه
> وأجمل شيء فى الحياة.. قلب تحكى له ما تشاء
> ولا تجبر أحداً عليك.. ولا تجبر نفسك على أحد.
> وإلهى اجعلنا أسعد حالاً وأهدأ بالا.