أيام قليلة وتنتهى مهلة السفر من محطة مصر برمسيس لمحافظات الوجه القبلي.. فقد قرر وزير النقل إعطاء المسافرين مهلة ٥١ يوماً بعدها يتوقف السفر من رمسيس ويقتصر على محطة بشتيل أو محطة صعيد مصر التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أيام قليلة.
ركاب الصعيد أعربوا عن فرحتهم بالصرح الهائل الحضارى الذى يوفر كافة الخدمات مع الاحتفاظ بسعر التذاكر ثابتاً فالاستراحات فخمة والأرصفة متطورة ونظيفة ومناطق الخدمات متميزة، فضلاً عن اختصاص المحطة بخطوط الصعيد فقط مما يقلل من الزحام، مشيرين إلى أهمية توفير مواصلات خاصة بالمحطة ومحلات تبيع الوجبات بأسعار معقولة نظراً لطول مدة السفر. . بينما كشفت جولة «الجمهورية» فى محطة رمسيس استمرار الإقبال على السفر منها نظراً لأن البعض حجر التذاكر منذ أيام فضلاً عن عدم معرفته بكيفية الوصول إلى بشتيل وقد أكد العاملون أنهم يقدمون المعلومات والإرشادات لكل المسافرين ومع انتهاء المهلة سيتم تطبيق الغرامة..أما الخبراء فقد أكدوا أن القرار ببناء محطة صعيد مصر فى بشتيل جاء فى موعده تماماً فبعيداً عن الموقع الاستراتيجى للمحطة سواء من حيث طرق المواصلات أو الخدمات اللوجستية والتى ستوفر فرص عمل كبيرة للشباب فإن منطقة رمسيس لم تعد قادرة على استيعاب العدد الهائل من المسافرين يومياً والذى يصل إلى ١.١ مليون مسافر والمحطة التى تخدم اليوم ٤٠١ ملايين مصرى كانت تخدم ٤ ملايين فقط عند إنشائها عام ٦٥٨١ وهى لا تستوعب أى توسعات أخري، فضلاً عن الإرباك اليومى لحركة المرور فى قلب ميادين القاهرة.
العاملون بمحطة مصر:
السفر
من رمسيس مستمر.. والغرامة خلال أيام
العاملون بمحطة مصر برمسيس أكدوا ان الزحام لم يخف نظرا لفترة المهلة «15 يوما» بدون غرامة ولذلك فهم يتوقعون اقبالا أقل خلال أيام.
محمد عبدالهادى – موظف بالمحطة – يقول ان الاقبال على المحطة شبه طبيعى بالرغم من افتتاح محطة بشتيل والتى تخدم الركاب من الخط القبلى والصعيد والسبب فى ذلك انه يوجد فترة مهلة لركاب الصعيد للنزول فى محطة مصر بدون تطبيق الغرامة وذلك لمدة 15 يوما وبعد انتهاء فترة المهلة أتوقع أن يقل عدد الركاب فى المحطة بنسبة كبيرة.
ويرى عماد جرجس – موظف بالمحطة – المهلة شىء جيد ولصالح الركاب خاصة ان الكثير منهم قام بحجز ذهاب وعودة منذ فترة طويلة والتذكرة الموجودة معه تسمح له بالنزول فى محطة مصر فهذا حقه تماما وكذلك حتى يعلم الجميع بالقرار والالتزام به.
عبدالمنعم نصحى – موظف بالمحطة – يشير إلى أن القرار سيكون غريبا فى البداية لركاب خط الصعيد والوجه القبلى خاصة انهم تعودوا على النزول فى محطة مصر منذ سنوات طويلة ولكنه فى النهاية للصالح العام فالمحطة تشهد كثافة كبيرة من الركاب ويجب المحافظة عليها وضمانا لاستمرار تقديم الخدمة وتحسينها ومع الوقت سيكون الأمر طبيعىا ويتعود عليه الجميع.
محمود عيد – موظف بالمحطة – يقول أن تكون محطة بشتيل موقفا لركاب الوجه القبلى سيساعد فى تخفيف الضغط عن المحطة، الموضوع جديد وسيحتاج بعض الوقت للتعايش مع الأمر.
مها الصغير – موظفة بالمحطة – نقوم بإبلاغ الركاب عن التحولات الجديدة ونحاول تقديم أفضل خدمة ممكنة والجماهير تتقبل هذا التغيير.
ويشير ماجد تادرس – صيدلى – ان النقل إلى بشتيل خطوة جيدة لتخفيف الزحام عن قلب العاصمة حيث ان المحطة الجديدة تم إنشاؤها على أحدث تصميم عالمى وتتفادى كل السلبيات وأكثر تنظيما.
من جانبه يقول أحمد المهدى – طبيب – محطة مصر تعد من أهم معالم القاهرة وشهدت تطويرا كبيرا فى السنوات الأخيرة وأنا أحضر إليها كثيرا وذلك لطبيعة عملى وحبى للسفر بالقطارات عن السيارة فالمحطة بها جميع الخدمات التى يحتاج إليها المسافر مثل المطاعم والتى تقدم وجبات بأسعار جيدة مقارنة بالخارج والخدمات الالكترونية وماكينات الصراف الآلى المنتشرة فى المحطة.
الخبراء: قرار «فى وقته »
الخبراء أجمعوا على ان انشاء محطة سكك حديد صعيد مصر فى بشتيل خطوة جيدة جاءت فى الوقت المناسب فهو موقع استراتيجى من كافة النواحى وتم انشاؤها على مساحة 57 فدانا بطاقة استيعابية تقترب من 250 ألف راكب يوميا ويخفف الضغط عن محطتى «رمسيس والجيزة» على مستوى النقل والخدمات والصيانة ويقلل التكدس المرورى داخل العاصمة.
عبدالفتاح فكرى رئيس النقابة العامة للعاملين بسكك حديد مصر ومترو الأنفاق يؤكد انه حدث تاريخى بافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى محطة سكك حديد مصر «بشتيل» على مساحة 57 فدانا والمبنى الرئيسى على مساحة 31000 م2 بإجمالى مساحة بنائية 112000 م2 وملحقات المحطة من مبانى خدمية وورش صيانة وأرصفة وكذلك خطوط سكك حديدية على مساحة 164000 م2 وعمارات استثمارية على مساحة 44000 م٢ وستقدم المحطة أعلى مستوى من الخدمات للركاب لكونها محطة ذكية تبادلية عملاقة ذات طابع فرعونى وخدمات عالمية وتحتوى على شاشات ارشادية للراكب وبوابات تذاكر الكترونية وماكينات «TVM» وكاميرات مراقبة وهى محطة مكيفة الهواء فى كافة طوابقها بها خدمة «Wi-Fi» وتشمل على نظام حديث للإطفاء والإنذار ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للركاب بالمحطة 250 ألف راكب يوميا بمصر للسكك الحديدية برمسيس التى تم إنشاؤها عام 1854 وكان عدد سكان مصر وقتها 4 ملايين مواطن، بينما الآن يبلغ عدد سكان مصر أكثر من 104 ملايين نسمة، لذا كانت الحاجة لإنشاء محطة «بشتيل» لتسهيل حركة تنقل المواطنين خاصة ان مستخدمى السكك الحديدية حاليا يصل إلى 1.1 مليون راكب يومياً بالإضافة إلى وجود 10 آلاف سكك حديدية حاليا وسوف تزداد مع انشاء الخطوط الجديدة وازدواج الخطوط المفردة مقابل 400 كم سكك حديدية كانت تخدم سكك حديد مصر عام 1854 فكان لابد من التخطيط لبناء هذه المحطة خاصة ان محطة رمسيس لا تقبل التوسع حاليا ولا يوجد امكانية لزيادة عدد الأرصفة وتعانى من الازدحام الشديد.
ويضيف فكرى ان محطة «بشتيل» تحتوى على بدروم عبارة عن جراج يتسع لـ 250 سيارة و28 شباك تذاكر ودورات المياه ويضم المبنى ستة أرصفة لخدمة ركاب الوجه القبلى وأربعة أرصفة لخط المناشى وهى تشمل على ورش صيانة عربات القطارات وتضم 12 ورشة صيانة الجرارات.
ويشير الدكتور ياسر شحاتة استاذ ادارة الموارد البشرية والتنمية المستدامة إلى أن أى استراتيجية قومية تنتهجها الدولة المصرية تضيف للاقتصاد القومى قيمة مضافة ومحطة قطارات بشتيل هى أحد الروافد لصناعة تلك القيمة التى تؤثر ايجابا على الاقتصاد القومى ومن ثم النفع للمواطنين لوجستيا ومعيشيا وانشاء تلك المحطة فى هذا الموقع له جانبان الأول الجانب اللوجستى للمحطة فلا شك ان محطة قطارات بشتيل من أكبر مشروعات السكك الحديدية والتى تغير مسار حركة نقل الركاب بين القاهرة والصعيد عبر عمليات الربط بين السكك الحديدية ووسائل النقل الأخرى فى واحدة من أكبر المحطات التبادلية حيث وضعت وزارة النقل تخطيط لمنطقة محطة بشتيل لكى تكون محطة مركزية بها كافة الخدمات.
سعادة غامرة .. بالمحطة الجديدة
فى زيارة «الجمهورية» لمحطة «بشتيل» كان الفخر والإعجاب والتعبير على وجوه ركاب الصعيد فرحة بالمحطة العملاقة الذكية والتى توفر مستوى راقياً ومريحاً من السفر سواء فى شاشات الإرشادات العملاقة ومحلات التسوق والراحة فى التنقل إلا أن الإقبال لم يكن كبيراً فما زالت مهلة الـ 15 يوماً لاستعمال محطة مصر لم تنته بعد، كذلك معظم المحلات والمولات فى فترة الاستعداد لذا يعانى الركاب من عدم الحصول على وجباتهم التى ترافقهم فى سفرهم البعيد حيث يضطر البعض للوصول للمنطقة الرئيسية بإمبابة للحصول على الوجبات بسعر معقول وقد تمنى الركاب الاهتمام بخدمات كبار السن والمعاقين وتوفير وجبات بسعر معقول.
ياسين عبدالعظيم ـ عائد إلى نجع حمادى محافظة قنا ـ قمت بشراء تذكرة بمبلغ 150 جنيهاً درجة ثالثة والمحطة نقلة حضارية تواكب التطورات التى تحدث الآن بمصر ونحتاج وسائل مواصلات خاصة بالمحطة ترحمنا من استغلال أصحاب التكاتك.
محمد أحمد من دشنا وصلت إلى القاهرة ونزلت فى بشتيل وأعجبت بالتنظيم الجيد داخل المحطة عكس الزحام الموجود بمحطة مصر برمسيس وكانت التذكرة بـ 58 جنيهاً كما هى دون زيادة ونرجو من المسئولين عدم رفع سعر التذاكرة حتى تناسب محدودى الدخل.
حسين محمد يرى أن محطة بشتيل الجديدة تعتبر من أكبر مشروعات السكك الحديدية والتى أدت إلى تغيير مسار حركة المسافرين بين القاهرة والصعيد فقد وصل من مدينة إدفو إلى القاهرة بقيمة 105 جنيه للتذكرة ويطالب بربط المحطة بوسائل النقل الأخرى.
يشير صالح رضوان قادماً من أسوان إلى القاهرة إلى أن المحطة تم إنشاؤها على الطراز الذى يعبر عن حضارة مصر على مساحة شاسعة متوافر بها كافة الخدمات من مطاعم وكافيهات وعند تشغيلها ستوفر الكثير من الخدمات للمسافرين.
ويرى محمد سمير من قنا أن المحطة الجديدة ستوفر الكثير من فرص العمل وفتح أبواب الرزق لأعداد كبيرة من الشباب ونتمنى تقديم خدمات أكبر لذوى الهمم وكبار السن.
مصطفى خليفة من قنا يتمنى المحافظة على مستوى النظافة والخدمات المقدمة للمسافرين فقد انبهر من التجهيزات الموجودة بالمحطة من جراجات ومول تجارى كبير يضم العديد من المحلات التى توفر كافة الاحتياجات للمسافرين داخل المحطة.
على مسعد من القاهرة متجهاً إلى أسيوط يقول: أتمنى أن تظل المحطة على نفس الواجهة الحضارية المتميزة من الداخل ومن الخارج وتشديد الرقابة لمنع تواجد الباعة الجائلين لعدم تشويه المظهر الحضارى.
سيد الشحات من أسوان يرى أن إنشاء المحطة بمحافظة الجيزة قرار صائب فهى بوابة لمحافظات الصعيد وكذلك ربطها بمترو الأنفاق الذى يعد من أسرع المواصلات التى توفر الجهد والوقت.
سامح محمود ـ مهندس ـ يرى أن إنشاء المحطة الجديدة ببشتيل يخفف الضغط على محطة مصر برمسيس ويحقق السيولة المرورية بقلب العاصمة.
يقول عبدالله كامل من سوهاج بالرغم من أن إنشاء تلك المحطة العملاقة كلف أموالاً كثيرة إلا أن الدولة لم تقم برفع أسعار التذاكر وما زالت بنفس الأسعار القديمة دون أى زيادة.
إسلام محروس ـ من محافظة أسيوط ـ: علمت من أخى الذى سافر قبلى أن المطاعم داخل المحطة لم تعمل حتى الآن فقمت بتجهيز بعض المأكولات لطول مسافة السفر وأتمنى أن تعمل المطاعم فى أسرع وقت لتقديم وجبات للمسافرين بأسعار مناسبة.