>> كنا دائما نحث على التفاؤل.. وكنا على قناعة بأن الأزمة الاقتصادية ستصل إلى ذروتها ثم تأتى انفراجة.. وكانت كل التوقعات تشير إلى أنها أزمة ستطول.. وصدرت تقارير اقتصادية ومالية عالمية تنقلنا من تصنيف إلى تصنيف وتضيف أبعادا سلبية للأزمة.. وكانت ثقتنا كبيرة فى الخروج من عنق الزجاجة لأننا كنا نتابع ونراقب ونعلم ان هناك جهودا صادقة على أعلى المستويات تعمل وتدبر وتبحث عن طرق وعن حلول وعن فرص استثمارية تعيد وتفتح أبواب الأمل والخير لجميع أطرافها.
واليوم نتحدث بمزيد من التفاؤل بعد الاتفاق الذى تم حول المشروع الاستثمارى الكبير فى رأس الحكمة وعن التدفقات المالية المصاحبة للمشروع والتى ستصل خلال شهرين بحوالى ٢٢ مليار دولار تعيد التوازن إلى السوق المصرفية وتؤدى إلى استقرار سعر الصرف واستقرار أسعار السلع والخدمات وتقضى على السوق السوداء للعملة وتعيد الأوضاع إلى طبيعتها خاصة ان هناك أخبارا أخرى حول دخول المملكة العربية السعودية باستثمارات ضخمة فى مشروعات جديدة فى منطقة رأس جميلة فى شرم الشيخ.
ان المؤسسات المصرفية العالمية طوال اليومين الماضيين تتحدث عما حدث وتقول ان ما سيدخل الخزانة المصرية كان أكبر من كل التوقعات العالمية وان الاتفاق القريب لمصر مع صندوق النقد الدولى سيكون عاملا آخر فى زيادة حجم ومساحة الطمأنينة فى الاقتصاد المصرى للخروج من أزمة كانت مستحكمة.
وإذا كنا سنخرج من الأزمة فإننا يجب أن نعمل على عدم تكرارها والطريق يبدأ وينتهى عند زيادة حجم صادراتنا وتقليل حجم وارداتنا وهذا يستدعى ثورة تشريعية لتنمية الصادرات.. فمن يصدر على سبيل المثال عشرة فى المائة من انتاجه يتم اعفاؤه بعشرة فى المائة من الضرائب ومن يتمكن من ادخال صناعة جديدة أو توطين صناعة كنا نستورد انتاجها فيجب أن تكون له معاملة خاصة جدا مثل الاعفاء الضريبى لمدة عشر سنوات، فإذا نجح فى توطين الصناعة وبدأ بالتصدير وتوقف الاستيراد فإلى جانب الاعفاء الضريبى يتم الاعفاء من ثمن الأرض والضريبة العقارية.
وحين نتحدث عن الهدف من تعديل التشريعات فإننا نتحدث عن مشروع قومى ضخم لزيادة حجم صادراتنا.. يجب أن نصل إلى رقم المائة مليار دولار سنويا من الصادرات المصرية.. ونعم نستطيع ذلك ونملك كل المقومات.
>>>
ونتحدث عن قضية القضايا عن الحرب الدائرة فى غزة وعن آمالنا التى كانت معقودة على محكمة العدل الدولية لكى تبلور المحكمة إلزاما عالميا قانونيا يوقف الحرب ويحاكم الذين ارتكبوا هذه الجرائم ضد الإنسانية.
وما يحدث الآن هو التفاف على أوامر وقرارات المحكمة الدولية فإسرائيل سوف ترسل اليوم مذكرة رد على أوامر المحكمة وفيها سوف تستجيب لقراراتها المتعلقة بتعهدات بعدم تنفيذ الإبادة الجماعية لسكان غزة وبتحسين الأوضاع الإنسانية وبتقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الغذائية.
وإسرائيل فى مذكرتها لن تجادل فى هذه القضايا التى ستمنحها منفذا وبابا للهروب من أية مسئولية جنائية.. فإسرائيل كانت تخشى من أن تقوم المحكمة بإصدار قرارات تدعو لاعتقال المسئولين الاسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية وهو ما لم يحدث.. وهو ما يعنى أيضاً ان قرارات محكمة العدل الدولية وأوامرها فى حق اسرائيل كانت نوعا من الترضية للجميع.. ولم تكن نوعا من العدالة الكاملة.
>>>
ونعود لقضايا وحوارات الداخل والناس تتحدث عن حادث غامض على طريق السويس.. حادث لم تعرف كل تفاصيله بعد وهو يتعلق بالفتاة التى ألقت بنفسها خارج سيارة «أوبر» على طريق السويس بعد ما قيل عن معاكسة السائق لها وخوفه من أن يقوم بالتحرش بها أو اختطافها.
والحادث مازال غامضا لأن الفتاة فى غيبوبة ولم تتحدث عن تفاصيل ما حدث بعد ولأن الرواية المتداولة منسوبة لشاهد عيان قال ان الفتاة هى من أخبرته عند سقوطها بسبب إلقاء نفسها خارج السيارة ثم دخلت فى غيبوبة.. والسائق الذى تم إلقاء القبض عليه والذى لم يتوقف عند إلقاء الفتاة لنفسها خارج السيطرة تبين ان له سوابق جنائية ورغم ذلك وافقت الشركة على أن يعمل ضمن منظومتها.
والحادث سوف تتكشف كل أبعاده عندما تستعيد الفتاة ادراكها ووعيها ولكنه يثير المخاوف والرعب لدى الأسر التى تلجأ إلى هذا النوع من شركات السيارات لانتقالات أبنائها إلى الدراسة أو العمل فى كل ساعات النهار والليل.. والحادث يفتح الباب حول نوعية سائقى هذه السيارات الذين كانوا فى بداية تطبيقها فى مصر نموذجا للانضباط والالتزام وتغير الحال فجأة فتحول بعضهم إلى نموذج آخر من سائقى الميكروباصات بعدم الالتزام أو الاحترام المناسب للعميل..! والشركة تتحمل المسئولية وسمعة الشركة فى هذا الحادث على المحك.. والناس تريد أن تطمئن.
>>>
وتوفى الرجل داخل منزله.. واتصل أحد الأبناء برقم الشركة من الشركات الجديدة التى بدأت تتخصص فى دفن الموتى.. وجاءت سيارة حديثة فخمة لنقل الموتى وبداخلها مجموعة من الشباب بزى خاص «يونيفورم» ومعهم أحد المشايخ.. ودخلوا المنزل وقام أحدهم باستخراج شهادة الدفن من مكتب الصحة والآخرون قاموا بتغسيل المتوفى وتجهيزه للدفن.. والإجراءات كانت سريعة ووضعوا الميت فى السيارة وانطلقوا به إلى المدافن وخلفهم عدة سيارات من أقارب المتوفى.. وحمل شباب الشركة النعش بأنفسهم وأدخلوا المتوفى إلى المقبرة ووقف الشيخ الذى أتوا به يدعو للميت لعدة دقائق.. وانتهى كل شىء فى وقت لا يذكر.. ولم نحمل نعشا ولم نتمكن من السير خلفه ولم نتأمل ونتعمق فى جلال الحدث.. كنا فى أحداث ومواقف معدة سلفاً.. والعزاء أيضاً كان سريعاً.. وحتى فى الموت الدنيا اتغيرت!! كان معانا من دقائق وغادرنا وراح وأصبح ذكرى للمرحوم..!
>>>
ويمضى بنا العمر على رصيف الانتظار، منا من ينتظر فرجاً ومنا من ينتظر شقاء ومنا من ينتظر غائباً ومنا من ينتظر سعادة وتمضى بنا الحياة فى انتظار أشياء قد تأتى أو لا تأتى وتبقى الثقة بالله هى الركيزة الوحيدة التى نتكئ عليها فى مقاعد الانتظار.
>>>
>> وأخيراً:
أحدهم يخلق الأعذار ليبتعد
والآخر يخلق الوهم ليبقى.
>>>
وبعض الأوجاع ضريبة
لاهتمامك المفرط.
>>>
وكل ما تزرعه من خير سيتبعك أثره.
>>>
ويقول سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه
جهل المرء بعيوبه من أكبر ذنوبه.