لا شك أن خير ما يكسبه الإنسان خلال فترة حياته هى سيرته الطيبة الحسنة لأنها الشئ الوحيد الذى يظل حياً بعد وفاته، لتصبح الذكرى العطرة التى يكتسبها نتيجة أعماله النافعة مع الجميع من حوله مثل قضاء حوائج الناس والكرم والجود والأدب والتواضع وغيرها من الصفات الحميدة التى تدل على المعدن الأصيل ويحضرنى من هؤلاء أصحاب الذكرى العطرة التى أثرت وفاتهم فينا جميعاً وظهر هذا فى مشاهد حزن مهيبة هزت السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى منهم الحاج محمود العربى «الملياردير الفقير» وآخر مصابنا فى العالم الجليل الدكتور هانى الناظر الرئيس الأسبق للمركز القومى للبحوث.
اشتهر الراحل بالعمل الإنسانى ولقب بالعديد من الأسماء التى تدل على حسن أخلاقه أبرزها «الطبيب الإنسان» لإسهامه فى أعمال الخير منها الاستشارات الطبية المجانية لغير القادرين فيما يتعلق بالأمراض الجلدية وأنا شخصياً تعاملت معه وهو بالفعل كان إنساناً نقياً يتمنى الخير للجميع وكان غنياً ولكنه بسيط وكان عالماً فى مجاله ولكنه متواضع ولم يبخل على مرضاه حتى فى مرضه الخبيث، وكان أول من ابتكر فكرة إنشأء مركز «الطريق إلى نوبل» الذى ضم النوابغ من الشباب العلماء القادمين من البعثات، وكان أيضاً دءوباً فى عمله وقدم أفكاراً متميزة فى إدارة العمل البحثى ونأمل أن تنتشر مثل هذه النماذج الطيبة التى تعمل لصالح المجتمع.
هنيئاً لكل شخص «تاجر مع الله» وعرف أن الحياة كلها إلى زوال وأن الأعمال الصالحة والسيرة الطيبة تظل ملتصقة بذكر اسم صاحبها أينما ذكر فى أى وقت وفى أى مكان فلنحرص جميعاً على الاستمرار فى أعمالنا الإنسانية لعلها تكون المنجية يوم لا ينفع مال ولا بنون.