«إياكم ونفاق العوام» فهو بمثابة خيانة أنيقة للوطن والمواطنين، فعندما يخرج السياسى أو المسئول بتصريحات معسولة أمام الجماهير تكون أقرب إلى «كريمات الترطيب» أو «المسكنات المخدرة» فهو يغتال الحقيقة ويحجبها عن الناس ظناً منه أن ذلك براعة سياسية، يظن كذلك هذا المسئول أن تأجيل مواجهة الأزمات وترحيل المشاكل إلى الأمام مهارة إدارية تحتاج ساسة ومروجين، لكن هذا المسئول لا يعلم أنه يضرب بسلوكياته هذه كل عناصر النجاح والإصلاح فى مقتل، لقد خدَّر المواطن وخلق حالة من الاسترخاء الوهمى والرضا الكاذب، هنا نجد المواطن ينتظر ما لا يأتى ولا يشمر عن ساعديه ليشارك فى معركة البناء ومواجهة التحديات الجسام، هذه التصريحات التى يمكن أن تندرج تحت مسمى «الطبطبة» فى غير موضعها، كانت هذه السلوكيات تمثل نمط عمل الحكومات والوزراء على مدار عقود وعقود إلى أن جاء الرئيس السيسى وطلب من الوزراء جميعا أن يقولوا للناس الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، وطالب الرئيس الوزراء بأن ينزلوا إلى الشارع ويكلموا الناس بلغة بسيطة وصادقة ومفهومة، فالناس فى مصر يحبون بلادهم ولديهم استعداد لتقديم كل التضحيات شريطة أن تشركهم فى الأمر، كانت الحكومة وأعضاؤها يسيرون وفق الطرق الكلاسيكية العتيقة داخل دهاليز البيروقراطية المصرية، الرئيس خاض حرباً شاملة على القبح السياسى العتيق الذى كانت أهم ملامحه «تخدير الناس بمساحيق الأكاذيب المريحة» الرئيس حاول خلق حالة سريعة من المصارحة والمكاشفة داخل المجتمع ودعا الجميع لاتباع دعوته، ومازال يفعل ويدعو الجميع إلى الخروج من شرنقة الفهلوة والنفاق والانتهازية، من هنا انتهز هذه الأجواء – أجواء التغيير – وأدعو أعضاء الحكومة إلى اتباع دعوة الرئيس بالمصارحة والمكاشفة والفهم والوعى ومواجهة المشكلات والأزمات بشجاعة وجراءة ودون اللجوء إلى أنصاف الحلول وأنصاف المبادرات، كفانا خجلا فى التعامل مع الأمور المصيرية، وهنا أقول كما يقولون «لست غبياً حتى أتعلم من أخطائى عليّ أن أتعلم من أخطاء الآخرين» فلتتعلم الحكومة الجديدة أن المستقبل لن يقبل الضعفاء ولا يعرف أنصاف الحلول ولا أنصاف الرجال، وداعاً الحكومة الخجولة.