وسط توعد إسرائيل بالرد على حزب الله اللبنانى بعد ان سقط صاروخ على ملعب كرة قدم فى بلدة مجدل شمس بالجولان المحتل وسقوط ضحايا من المدنيين 12 طفلاً و40 مصاباً ونفى من حزب الله مسئوليته عن الحادثة تلوح نذر التصعيد بين الجانبين وبدلا من الاستمرار فى الرد حسب قواعد الاشتباك المتعارف عليها تتطور الأمور إلى تصعيد كافة الجبهات وربطها بالمفاوضات التى تتم فى روما حاليا لوقف الحرب على غزة.
يقول محمد الرز محلل سياسى لبنانى ان الوضع فى المنطقة خطير ويحتاج الى التهدئة وعدم التصعيد وهوالأمر الذى حذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة ووجه رسالته خلال كلمته فى القمة العربية فى البحرين بأننا نحتاج إلى التعاون من أجل أن لا تنزلق المنطقة فى حرب على مستوى المنطقة بالكامل وأنه واهمٌ من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح أو تحقيق الأهداف وأشار الرز إلى أهمية التذكير بهذا التحذير وخاصة وأن العديد من الأطراف الدولية تبحث عن مصالحها الشخصية من أجل توطين مراكز نفوذها على حساب شعوب المنطقة.. أوضح ان هذا الهجوم على بلدة مجدل شمس التاريخية تأتى وسط تطورات كثيرة منها ان رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهوفى الولايات المتحدة وانه قطع زيارته بسبب هذه العملية وبعد ان اتضح له أنه لن يصل الى كل ما يريده خاصة الخطة الإسرائيلية التى عرضها أمام العالم فى الكونجرس الأمريكى بشأن غزة ما بعد الحرب من صور صفقة القرن التى عرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث ان نتنياهو يريد فتح حرب موسعة على شركاء إيران فى المنطقة وتشكيل الحلف بمباركة امريكية يعطيه القوة والقرار على تنفيذ مخططه ولكنه من الواضح لم يحصل على الموافقة وانه تم تأجيلها بعد الانتخابات الامريكية ولذا أراد التصعيد .
قال الرز انه توجد تعقيدات فى الجولان السورى لأنها منطقة حساسة ولأن عمليات القصف منذ بداية الحرب تتم حسب قواعد الاشتباك ولا تستهدف مدنيين على الجانب الاسرائيلى وانما تستهدف أماكن عسكرية اسرائيلية مضيفا ان ردود الفعل الاسرائيلية ليست واضحة فهناك من يطالب بفتح جبهة موسعة على لبنان والقضاء على حزب الله ومنها من يطالب بشن ضربات موجعة ومحدودة اوانه لن تكون هناك ردود الان والتحضير لضربة كبرى .
وصف الكاتب والصحفى اللبنانى فادى عكوم خريطة التصعيد فى الجولان السورى بأنها منطقة مختلفة عن الجنوب اللبنانى لأن الحرس الثورى الايرانى يتواجد فيها وكذلك حزب الله ويعد منطقة نفوذ لهما ولذا فهى منطقة حساسة جدا والعلاقة بينهم والدروز متوترة وهناك احداث منطقة السويداء وانتشار تهريب المخدرات والتعديات وتهريب السلاح والدفع بوجود طابور ثالث يقوم بإشعال هذه المنطقة مشيرا الى ان اى انفلات أمنى فى الجولان المحتل تقع المسئولية فيه على حزب الله لذا تطالب روسيا بتأمين منطقة الجولان وتسعى لذلك خاصة وان التجاوزات تمتد من سوريا وحتى الحدود الاردنية ولكن اسرائيل ترفض وروسيا تحاول ان تحافظ على مصالحها فى سوريا وتحقق مكاسب على الأرض.
قال ان حزب الله واسرائيل طالما حافظا على قواعد الاشتباك منذ بداية الحرب ولان ملعب الكرة الضحايا كانوا من الدروز السوريين يطرح السؤال نفسه من من مصلحته تأجيج الوضع ؟ ولذا فإن هناك سيناريوهات كثيرة خاصة وان الجولان منطقة نفوذ حزب الله وكل هذا لما تتمتع به المنطقة من منافع اقتصادية وخيرات طبيعية محط الأنظار ودائما ملف لبنان وسوريا يعد ملفاً واحداً ومجدل شمس اعادة طرح الملف السورى وهو ملف حساس جدا لكافة الأطراف.