فى مقالى السابق تكلمت عن التحديات التى تحاك فى الكواليس و الغرف المظلمة من أجل الوطن العربى و لعل ما نمر به الآن خير شاهد ودليل على ان الامر خطير والتحديات جسيمة..ولكن أمام هذه الأحداث التى لا يستطيع ان يعرف احد إلى اين تنتهى لابد ان ننتبه وننظر بعمق شديد الى ما آلت إليه ظروف من حولنا سنجد ان هناك عاملاً مشتركاً أدى إلى هذا الوضع المؤلم الذى يعيش فيه بعض الاشقاء وهو التنازع والاختلاف وانقسام وحدة الصف الداخلي.
ان التنازع الداخلى هو السبب الرئيسى والاساسى فى تخاذل وفشل وذهاب قوة هذه الدول وأصبحت لقمةً سائغة فى أفواه الأعداء.
وعلينا ان ننظر ونعود الى التاريخ ليخبرنا ويقول لنا ان أعتى الإمبراطوريات واقوى الدول انهزمت وانهارت ووقعت وتذوق أهلها المرار بسبب الانقسامات والنزاعات الداخلية والفتن.. ويخبرنا التاريخ ايضًا ان هناك دول كانت تمر بظروف صعبة ولكن بوحدة الصف والتكاتف والتلاحم فيما بينها استطاعت ان تهزم أعتى الجيوش وينكسر على صلابة وسخرة الوحدة بين أهلها أقوى الاعداء والتاريخ المصرى به الكثير من هذه المشاهد مثل عين جالوت وحطين.
إذن تحقيق النصر واستتباب الأمن والاستقرار والنهوض أو عكس ذلك هو امر بأيدينا نحن اولاً وليس بأيدى غيرنا وأن أى مؤامرات خارجية سوف تكسر وتفسد وتفشل تنقلب على أصحابها «لا اقصد هنا احداً باسمه» بمدى وحدة الصف الداخلى والترابط فيما بيننا.. أن التفكك أول عوامل الهدم للبنيان الحضارى مهما بلغت قوته وصلابته، وإن وحدة الصف الداخلى هى صمام أمان الاوطان وعلينا ان نهتم الآن برفع الوعى من أجل وأد الفتن التى تحاول قوى الشر زرعها.. ويظهر هنا دور الإعلام المسموع والمرئى جلياً كمؤثر فى توحيد الصفوف وتماسكها، وهو ما يعنى دوره الكبير فى تحقيق تكاتف الشعب حول حب الوطن وسيادة الدولة وحماية مقدساتها، بالإضافة إلى توجيه الشباب وتوعيتهم فى هذا الخصوص بعدم الانسياق وراء الشائعات التى تُثير الفتن والقلاقل، وعدم الاستماع إلى الأبواق التى تروج للأكاذيب و تحاول إيجاد حاله من الإحباط والتشاؤم.
كما ان للمؤسسات التعليمية دور مهم فى ان تزرع فى الابناء أهمية وحدة الصف والتلاحم فى الأزمات والتحديات للحفاظ على الأرض والعرض والمال والشرف.. أقول ذلك وانا على يقين ان هناك ثوابت لدى المصريين لم تكتب على الأوراق ولكنها حفرت فى الصدور ونقشت فى العقول تورث عبر الأجيال وتجرى فى «جينات» المصريين أن فى الأزمات والشدائد تعرف الرجال ويقف الجميع صفاً واحداً كالبنيان المرصوص.. وخط الدفاع الأول هو العلم والعمل والتكاتف والتلاحم الجاد والوقفة الصادقة ونبذ كل مظاهر التفرقة ونكون جميعًا يداً واحدة لرفعة شأن الوطن والحفاظ على أرضنا ومالنا وشرفنا.. حفظ الله مصر وأهلها.