>> يستحق اللبنانيون أن يعيشوا فى سلام ووفاق.. وأن يشعروا بالعدل والاسقرار وأن تكتمل مؤسساتهم.. وأن يتخلصوا من كل الفاسدين الذين أدخلوا البلد فى متاهات الحروب والطائفية.. ودمروا الأخضر واليابس تحت اقدام الميليشيات وأحرقوا بيروت والمرفأ.. وتركوا الجنوب نهباً للاحتلال.
كانت لبنان واحة للديمقراطية والحرية.. ولا يوجد عربى من المحيط إلى الخليج إلا وعشق هذا البلد.. حتى قامت الحرب الأهلية عام 1975.. وطوال نصف قرن لم يعرف الشعب اللبنانى الأمن والأمان.. وانقسم إلى أحزاب وطوائف.. وتدخلت القوى العظمى والاقليمية والعربية.. واصبح لبنان ساحة لتصفية الخلافات الدولية والشرق أوسطية.. وعاش البلد بلا رئيس لسنوات وتكرر الأمر.. وظل بلا حكومة لفترات حتى انهار الاقتصاد وتم تدمير البنية التحتية وتدهورت الليرة.. وسادت الفوضى لدرجة أن أحزاباً أصبحت أقوى من الدولة!!
أخيراً.. اصبح جوزيف عون رئيساً للبنان ونواف سلام رئيساً للحكومة.. الأول كان قائداً للجيش والثانى رئيساً لمحكمة العدل الدولية.. وكلاهما له مواقفه وسمعته محليا وعالميا ومن الوجوه التى لم يرتبط اسمها بالفساد.. بل على العكس يحظيان بالاحترام مما يعيد الأمل فى مستقبل لبنان.. وان كان الرهان الكبير على تماسك الشعب ووحدته ونبذه للطائفية والمحاصصة التى اضاعت البلد!!
لا يمتلك الرجلان عصا سحرية.. ولن تكون الامور وردية.. فلبنان يحتاج إلى اعادة بناء تبدأ بفرض سلطة الدولة على كل شيء وأن يقتصر حمل السلاح على الجيش.. مما يعنى تفكيك الميليشيات التابعة لجميع الطوائف والاحزاب.. والسير على طريق إنعاش الاقتصاد والخروج من عنق الزجاجة وهذا يستدعى تضافر كل الجهود مع مساندة القوى الدولية والاقليمية.. وقد تكون زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لبيروت غداً بداية لتقديم دعم أوروبى ودولى للبنان.. ولكن الاهم ان تلعب الجامعة العربية دوراً فى اعادة بناء لبنان وخروجه من ازمته الاقتصادية الطاحنة ليعود هذا البلد واحة للديمقراطية والحرية ويعود ابناء الشعب يرددون اغانيهم الوطنية «لبنان يا قطعة سما» لوديع الصافي.. و«بحبك يا لبنان» رائعة فيروز.. و«تعلى وتتعمر يا دار» لصباح.. وتعود «الطيور المهاجرة» إلى بلدهم وعاصمتهم وهم يغنون «بيروت يا ست الدنيا» رائعة نزار قبانى التى شدت بها ماجدة الرومى من الحان جمال سلامة.
>> عبدالجليل.. فارس الكلمة النبيل
>> بعد صراع مع المرض.. رحل زميلنا العزيز الكاتب الصحفى الاستاذ محمد عبدالجليل نائب رئيس تحرير الجمهورية.. واحد اشهر المحررين البرلمانيين وصاحب التحقيقات الصحفية المتميزة على مدار الربع قرن الاخير.
ظهرت موهبة الاستاذ عبدالجليل الصحفية مبكراً عندما كان يرسل بمساهمات تنشرها له الجمهورية منذ أن كان طالباً بقسم الصحافة بكلية الآداب ثم بعد تخرجه عمل مراسلاً للجريدة فى محافظة البحيرة وتعرفت عليه من خلال ما كان يرسله لباب «حديث المدينة» فى منتصف التسعينيات.. وعندما انتقل للعمل بالجريدة فى القاهرة توطدت صداقتنا وكان جديراً بحب واحترام جميع من يعملون فى مؤسسة دار التحرير.. رحم الله الزميل العزيز الاستاذ محمد عبدالجليل الذى تميز بالخلق الرفيع والمهنية المتميزة والصبر على الشدائد والرضا بقضاء الله.. وألهم أولاده واسرته وكل محبيه الصبر على فراقه.
>> حرائق لوس أنجلوس.. وتغير المناخ!!
>> لوس انجلوس واحدة من أغنى مدن العالم.. يسكنها المليارديرات من رجال الاعمال والفنانين ونجوم هوليوود.. فجأة تحولت مدينتهم إلى جحيم وحاصرتهم نيران الحرائق.. فأصبحوا لاجئين ونزحوا بالآلاف ليعيش بعضهم مشرداً فى خيام ينتظر المعونات من الغذاء والدواء والملابس!!
التهمت النيران 12 ألف مبنى من فيلات وقصور وأحياء الاغنياء.. ولم تفلح جهود أكثر من 14 الف رجل اطفاء فى اخماد حرائق الغابات التى زادت من حدتها سرعة الرياح وبدت المدينة بعد اسبوع وكأنها مهجورة يسكنها الاشباح او كأنها احدى احياء مدينة غزة التى دمرتها غارات جيش الاحتلال الاسرائيلي!!
أظهرت شدة الحرائق ضعف استعدادات إدارة الاطفاء ونقص امكانياتها.. والطريف انهم استعانوا بعدة مئات من المساجين كمتطوعين لاخماد الحرائق بعد ارتفاع عدد الضحايا من الموتى والمصابين ووصول الخسائر لأكثر من 120 مليار دولار مما جعل البعض يصف الكارثة بأنها اشبه بقنبلة نووية القيت على المدينة.
أمريكا رغم كل التقدم العلمى والتكنولوجى إلا أنها عجزت عن التصدى لغضب الطبيعة.. والغريب ا ن هناك من بين الامريكيين من يؤمن بأن ما حدث فى لوس انجلوس هو عقاب من الله لانها مدينة لا تعترف بالله.. وهناك من قال إن الحرائق زادت اشتعالا ولم تستجب لمحاولات الاطفاء لان مسئولة بجهاز الاطفاء «مثلية».. فقد اتضح ان الهوس الدينى والتطرف عند بعض الامريكان اقوى مما يعتقد الناس وان اليمين المتطرف قادم!
رغم ان كاليفورنيا الولاية التى تقع بها مدينة لوس انجلوس تعتبر درة تاج الديمقراطيين وتمنحهم اصواتها دائما.. إلا أن على ترامب الجمهورى أن يعيد بناءها ويتحمل مسئولية اعادة اهلها.. ولكن السؤال المهم هل تقنع هذه الكارثة الطبيعية دونالد ترامب بتغيير افكاره بشأن قضية المناخ واتخاذ خطوات جادة للحفاظ على البيئة وعدم التفكير مرة اخرى فى الانسحاب من الاتفاقيات الدولية المعنية بالتغير المناخي؟!
>> بلينكن يتطهر قبل الرحيل
>> كلما رحل مسئول أمريكى كبير أو قارب على ترك منصبه تجده يرتدى ثوب الشجاعة وينتقد إسرائيل.. وكأنه يريد أن يتطهر من ذنب تأييد بلاده السافر واللامحدود لكل ما تفعله دولة الاحتلال من قتل وتشريد للفلسطينيين ومصادرة اراضيهم وبناء المستوطنات عليها!!
تخيلوا انتونى بلينكن وزير خارجية أمريكا «اليهودي» قبل أيام من ترك منصبه يقول «على الإسرائيليين التخلى عن الاسطورة القائلة بأنهم قادرون على ضم الاراضى بحكم الأمر الواقع.. وعليهم ان يقبلوا بمسار محدد زمنياً ومشروط لبناء دولة فلسطينية».. فأين كان طوال 4 سنوات قضاها فى إدارة الرئيس جو بايدن.. وأين كان حينما شن بنيامين نتنياهو حرب إبادة ضد اهالى غزة وقتل واصاب اكثر من 150 الف فلسطينى وشرد اكثر من 2 مليون بعد هدم منازلهم وتسويتها بالأرض؟! بلينكن اعلن ايضا أنه سلم إدارة الرئيس ترامب خطة لما بعد الحرب فى غزة للاسترشاد.. مع انه يعلم ان ترامب لديه رؤية مختلفة تماماً!!
بالتأكيد سنرى خلال السنوات القادمة عالماً مختلفاً.. وشرق اوسط جديداً فى ظل رئاسة دونالد ترامب سيتم تنصيبه رسميا بعد 4 أيام.. فهو قبل وصوله إلى البيت الابيض هدد بتحويل المنطقة إلى جحيم إذا لم يتم الافراج عن الرهائن الاسرائيليين لدى حماس والفصائل الفلسطينية.. وطالب بضم كندا وقناة بنما وجزيرة جرينلاند إلى الولايات المتحدة.. فماذا ينتظر العالم خلال ولايته لو اكتملت.. وهل يمكن فى وجوده ان يتحقق حلم اقامة دولة فلسطينية؟!