بعد الانتهاء من الأطر القانونية والإجرائية لتنصيب السيد الرئيس لولاية رئاسية جديدة يجب علينا أن نتخطى سريعا تلك الأجواء الاحتفالية ونعاود المسير لاستكمال المسيرة أسوة بالرئيس ، وهنا وجب التنويه والتذكير أن الرئيس لم يتوقف لحظة واحدة عن العمل حتى فى وقت الانتخابات ، لقد تابعنا تحركات الرئيس ومقابلاته التى لم تتوقف فالرجل لا يعرف إلا العمل ،ويجب علينا جميعا الانتباه الى مشروعنا الوطنى الذى لا يجب ان يغيب لحظة واحدة عن أعيننا جميعا ، الناس لا حديث لها إلا عن التغييرات الوزارية المرتقبة هذا الحديث تخطى حدود الاهتمام بالشأن العام ووصل إلى مراحل فى تقديرى تحتاج إلى دراسة معمقة ، الناس لم تعد تتحدث فيما كانت تتحدث فيه وعنه خلال الشهور الماضية ، توارت قضايا فلسطين والدولار والأسعار خلف هذه الكتل الكثيفة من الشائعات التى تدور فى كل المستويات عن التغيير الوزارى ، لا تكاد تقابل أحدا إلا ويكون السؤال الأول والأخير حول التغيير ، من يرحل ؟ ومن يأتى ؟ من يبقى ؟ والغريب أن البعض يتحدث وكأنه رئيس جمهورية حينما يتبنى فكرة « الينبغيات « وتجده يطرح أسماء لا علاقة تربطها بواقعنا المعاش ولا ظروفنا الحالية ، تحدث معى احدهم ودون مبالغة او مزاح قال لى يجب ان يعود الدكتور كمال الجنزورى ! فهو قادر على ضبط الأداء الاقتصادى ودفع حركة الصناعة والزراعة إلى الأمام ، وقال آخر يجب أن نستعين بالدكتور عزيز صدقى من أجل ملف الصناعة وإعادة تشييد قلاعنا الصناعية ! وقال آخرون يكمن الحل فى أحد هذه الأسماء يوسف بطرس غالى او رشيد محمد رشيد أو محمود محيى الدين أو أشرف العربى او محمد العريان ! بينما تبنى البعض فكرة بقاء الدكتور مدبولى مع تغيير التشكيلة الحكومية ، واتجه البعض إلى ترشيح أعضاء من الحكومة الحالية لتولى رئاستها ، الشاهد أن الناس اهتمت بالأسماء ولم تسأل عن البرامج او الخطط او السياسات ، الناس اهتمت بالشكل وتغاضت عن الموضوع ، الناس لديها حالة شغف بالتغيير من أجل التغيير ، البعض يبحث عن مستقبل جديد لحكومة جديدة وافكار جديدة دون مناقشة هذه الأفكار ، والبعض ينشد التغيير مللا من الحكومة الحالية التى ارتبط وجودها بحزم من الأزمات لا دخل لها فيها ، والبعض يطالب بتغيير الحكومة لأنها فشلت من وجهة نظره فى تحقيق الرفاهية الاقتصادية ، والبعض ينشد التغيير ويتوق اليه على أساس احتمالية الاستعانة به كعبده مشتاق ، والجماهير لها أمزجة مختلفة ومتباينة لكنها تنتظر التغيير ، إذا ناقشت احدهم بالمنطق تجده يوافقك الرأى لكنه يصر على انك تعرف ولا تريد ان تتحدث ، يبدو أن الناس أصابتهم حالة يمكن أن أطلق عليها « متلازمة التغيير « والمتلازمة لمن لا يعرف هى مجموعة من العلامات والاختلالات والأعراض المرتبطة مع بعضها والمتعلقة غالبًا بمرض أو اضطراب معين والتى يمكن التعرف عليها والتى تميل إلى الحدوث معًا، المتلازمة هى فى الحقيقة مجموعة من السمات أو العلامات المميزة التى تعمل معًا، فهل تتفقون معى؟