إعادة إعمار غزة وفقًا للرؤية المصرية
مازال العالم يندد ويشجب الفظائع الإسرائيلية.. ومازالت العربدة الإسرائيلية مستمرة مما يؤكد حالة اللامبالاة التى يعيشها المجتمع الدولى وترسخ مبدأ إزدواجية المعايير فى أذهان وأفكار ورؤى كل من يقف فى ظهر دولة الإحتلال فى الوقت الذى يجب فيه أن يكون هناك موقف جماعى سواء دولياً أو عربياً قوياً عن مجرد التنديد فى مواجهة هذا التصعيد على غزة التى يواجه سكانها موقفا إنسانيا يندى له الجبين.. حصار قوى قاسى عنيف بعيد كل البعد عن التعامل الإنسانى على الرغم من الدعوات الدولية والوعود الأمريكية لتسهيل إدخال المساعدات ولكن من الواضح أنها جزء من تمثيلية قذرة يعرف كلا منهم دوره فيها.. يتم وضع العراقيل أمام دخول هذه المساعدات الإنسانية فى الوقت الذى تدخل إسرائيل المشاة والمدرعات والأسلحة الفتاكة الى القطاع.
ومع ذلك يزداد الموقف المصرى إصراراً وقوة وصلابة فى دعم القضية الفلسطينية والذى تعلنه مصر بلا مواربة ولا إستحياء فى كل وقت.. وفى مختلف المناسبات والمحافل الدولية مؤكدة موافقها الثابتة والراسخة بكل إصرار وبقوة رافضة سياسة العقاب والحصار الجماعى الذى تنتهجه دولة الإحتلال الإسرائيلى فى غزة سواء فى جسامة العدوان وقتل المدنيين أو بمنع دخول المساعدات الإنسانية وتعليقها.. أو قطع التيار الكهربائى والمياه ومنع الوقود لتنفيذ سياسة التجويع والتعطيش وتصعيب الأمور الحياتية والمعيشية لخلق واقع مضطرب لأكثر من 2 مليون فلسطينى فى قطاع غزة من الشح الكبير للموارد الغذائية والأدوية والأزمة الخانقة من المياة لمحاولة دفعهم دفعا إلى التهجير القسرى إلى دول الجوار نتيجة هذه الإنتهاكات الإسرائيلية لكافة القوانين والأعراف الإنسانية.. ولابد من تكثيف جهود المجتمع الدولى وتكاملها وتناغمها وتنسيقها مع الجهود والرؤى المصرية لدعم ركائز الأمن والاستقرار وجهود التنمية فى منطقة الشرق الأوسط ولن يتأتى ذلك إلا ببذل وتكثيف الجهود لعلاج التحديات الأمنية حلا جذريا ولن يكون ذلك إلا بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا.
يمتلك الرئيس عبدالفتاح السيسى عزيمة لاتلين وإرادة حديدية ورؤية واضحة لحل أزمات منطقة الشرق الأوسط ووحدة الصف العربى الذى أصابته الشروخ والتصدعات نتيجة بعض التصرفات التى يقوم بها البعض.. ويجب أن يتم التحرك بشكل جماعى عربيًا فى إطار الحفاظ على أمن أوطاننا وصون حقوقنا ومقدرات شعوبنا بعد أن عانت المنطقة ومازالت من الصراعات والنزاعات والإنقسامات الداخلية المشتتة لجهود التنمية ولا تضيف لحياة الشعوب إلا المعاناة والتخلف عن ركب التطور والحياة الرغدة والمستفيد الوحيد من كل هذه الإرهاصات هو العدو الذى يتربص بنا ويبذل جهودا كبيرة وأموالا كثيرة لبعثرة جهودنا وتشتيت أهدافنا الساعية للإستقرار والتنمية.
لابد من تعبئة الجهود العربية والدولية لإعادة إعمار غزة وفقا للرؤية المصرية وجعلها صالحة للحياة.. والحيلولة دون تهجير أهلها حفاظا على أرضهم وحقوقهم ومقدراتهم ومستقبل أولادهم وحقن دمائهم.. وصولا لتسوية عادلة وفقا للمرجعيات الدولية تأسيسا على مبدأ حل الدولتين والإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية..