من المعلوم أن هناك أسلحة دراما شاملة سواء تمثلت فى مسلسلات أم أفلام أم برامج أم إعلانات؛ وهناك نوع من أنواع الدراما تجسد الواقع بطريقة يظن البعض ان بعض الأعمال الدرامية تشوه المجتمع ولكن فى الحقيقة هى تعمل على إلقاء الضوء على بعض مشاكل المجتمع والظواهر المستحدثة لمحاولة معالجتها وايجاد حل لها؛ فمسلسل وتر حساس ألقى الضوء على العديد من الظواهر والمشاكل المجتمعية مثل مشاكل الزواج والطلاق وما ينتجه عنه؛ فالاختيار الخاطيء يكلف صاحبه الكثير ولا سيما أن نتج عن هذا الزواج أطفال هنا تقع الكارثة الكبري! فالبعض يتعامل مع الزواج على أنه مجرد تجربة ان لم يجد الراحة فأسهل طريق هو الطلاق! من الممكن ان يحدث ذلك أن لم يكن هناك أطفال ولكن الأمر يختلف أن كان هناك أطفال! فحتما سيستخدم أحد الطرفين الأطفال كسلاح! فبعض الزوجات للأسف يعتقدن أنهن يستطعن ربط ازواجهن بالأطفال؛ ولكن لا يعلمن أنهن يربطن أنفسهن قبل أزواجهن بالأطفال؛ فالأطفال ربط فى حالة أن كان هناك حب بين الطرفين فبكل تأكيد يصبح الأطفال رابطاً قوياً للطرفين ولكن فى حالة أن لم يكن هناك حب وترابط بين الطرفين فالأفضل التأنى فى الإنجاب؛ فعندما تعجز الزوجة عن ربط الزوج بحبه لها تحاول ربطه بالإنجاب وعندما تعجز عن احتواء زوجها وقربها منه وعدم زواجه من أخرى تبدأ بالضغط عليه بالأطفال وتصبح الحياة بينهما كساحة حرب ونزاع لا يفوز فيها أى طرف من الأطراف! وأول من يتأثر بتلك الحرب الأطفال فيتم استخدامهم كسلاح لعرقلة حياة الطرف الآخر! فتبدأ الزوجة بالضغط على الزوج بالأطفال وعندما يشرع فى البدء فى حياة جديدة تبدأ بتعكير صفو حياته وكما أظهر المسلسل ويتأثر الطفل سلبيا ويصبح مع الوقت غير سوى نفسياً وبعض الزوجات تبدأ بشحن الطفل بالمشاعر السلبية تجاه أبيه وعلى جانب آخر عندما تشرع الزوجة فى البدء فى حياة جديدة يبدأ الزوج أيضاً بالضغط عليها بالأطفال وتهديدها بسحب الأطفال منها ويدفع أيضاً الأطفال الثمن فيصبح أمامنا أطفال معقدون غير أسوياء بسبب أنانية الأب والأم؛ فمتى يؤهل الراجل والمرأة لكيفية التعامل مع أمور الزواج والطلاق وتعلم ثقافة الزواج والطلاق؛ فالله سبحانه وتعالى اختصر مسألة الزواج «امساك بمعروف» واختصر مسألة الطلاق «تسريح باحسان» فلماذا لا يعى الأزواج ذلك؟! فكما كان الزواج بتلاقى الإرادتين والقبول من الطرفين؛ يكون الطلاق كذلك عند رغبة أى من الطرفين فى عدم اكمال الطريق وتلاقى الإرادتين أو إرادة واحدة فى ذلك ان يتم الطلاق باحسان بدون ان يتحول الأمر الى ساحة معركة الكل يشرع أسلحته فى وجه الآخر للفوز فيها ولا عبرة بأن الأطفال هم من يخسرون فى تلك المعركة! أتمنى ألا يكتفى المسلسل بعرض مشكلة باتت ظاهرة فى المجتمع وأصبح الزواج أشبه بالتجربة وأصبح الطلاق شيئاً هيناً كالزواج ولا يعلم أى من الطرفين ان الله سبحانه وتعالى وصفه بالميثاق الغليظ؛ فأتمنى أن يلقى الضوء على ان يتعلم الجميع ثقافة الطلاق باحسان؛ فإن لم يحدث الطلاق بالود والاتفاق فلا يسعه المحاكم وكل الأطراف ستخسر وأولهم الأطفال!