ومن السيدة لسيدنا الحسين.. رمضان يروى قصة مصر
الشيخ محمد رفعت.. الصوت الملائكى الذى
لم تنسه الآذان
وبعيدًا عن السياسة.. بعيدًا عن ما تعرض له رئيس أوكرانيا من اهانات أمام العالم فى مشهد لم يحدث من قبل فى البيت الأبيض.. وبعيدًا عن مؤامرات تحاك بالمنطقة ودولها وشعوبها.. وبعيدًا عن متاعب الحياة بكل أشكالها وتبعاتها.. وبعيدًا عن الصراعات والأحقاد والسعى لامتلاك كل شيء.. بعيدًا عن أنفسنا الآمارة بالسوء.. فإننا بدأنا أيامًا مباركة تسمو فيها نفوسنا فوق دنايا الدنيا، نرفع فيها أكفنا إلى السماء عسى رمضان أن يكون شهر جبرنا وأن نجد ما نحبه تمامًا كما تمنينًا وأن تأتينا المسرات من حيث لا نحتسب.. وعسى أن تجاب دعواتنا وأن تفتح لنا أبواب الخيرات جميعًا.
وتعالوا.. تعالوا نعش أيامًا مباركة لا تعوض.. تعالوا نعش فيها كل لحظة بأمل.. برجاء.. بدعاء فالسماء تهيأت لاستقبال دعواتنا فاللهم أجعل لنا فى هذا الشهر الفضيل دعوات لا ترد وأجورًا لا تعد.
> > >
وآه يا نقشبندي.. آه يا سيد النقشبندي.. آه من صوتك فى ابتهالاتك التى تذيب حجارة القلوب.. وفى وقوفك على باب الخالق.. ومولاى إنى ببابك قد بسطت يدي، من لى أعوذ به إلاك يا سندي، أقوم بالليل والاسحار ساجدة أدعو وهمس دعائي.. أدعو وهمس دعائى بالدموع ندي، بنور وجهك إنى عائد وجل، ومن يعذ بك لن يشقى إلى الأبد، مهما لقيت من الدنيا وعارضها، فأنت لى شغل عما يرى جسدي، تحلو مرارة عيشك فى رضاك وما أطيق سخطًا على عيش من الرغد من لى سواك، ومن سواك يرى قلبى ويسمعه، كل الخلائق ظل فى يد الصمد، أدعوك يارب، أدعوك يارب فاغفر زلتى كرمًا واجعل شفيع دعائى حسن مرتقبي.
وآه يا شيخ نقشبندى حين يأتى أذان المغرب بعد ابتهالاتك بصوت قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت.. الصوت الملائكى الذى لم تنسه الآذان أو القلوب حتى الآن وإلى أن تقوم الساعة.. الشيخ محمد رفعت الذى لم يكن مجرد قاريء قرآن بل كان حامل قرآن، كان صوت رحمة يطمئن القلوب ويصدح كأنه صوت انبعث من الجنة لينير فينا وداخلنا كل مشاعر التقوى والتقرب إلى الله.
> > >
ومن على فراش المرض اكتب مع بدايات الشهر الكريم.. اكتب عن رمضان الذى ارتبط معنا وداخلنا وفى أعماقنا بالخير والمحبة والبركة.. اكتب عن الأسر المصرية فى رمضان.. وأيام كنا نعيش الفرحة.. فرحة شعب مصر التى تتبلور وتتجلى فى رمضان.. ومن السيدة زينب إلى سيدنا الحسين إلى المرسى أبوالعباس إلى سيدى إبراهيم الدسوقى إلى السيد البدوى والسيدة نفيسة والإمام الشافعي.. وكل مناطق مصر التى هى تاريخ وقصة شعب مصر.. قصة الشعب الطيب الأصيل.. قصة قلوب تعرف معنى التسامح والتكافل.. قصة شعب لم يتغير فى أعماقه.. عقودًا طويلة من الزمان وهو يحتفظ بنفس عاداته وتقاليده.. بالفانوس الذى يضيء شوارعه وحاراته.. وبأطباق الطعام التى يتم تبادلها بين الجيران.. وبالمسحراتى الذى يتحدى الزمان ويواصل جولاته ليدعو حسين ومحمد وإبراهيم إلى الاستيقاظ للسحور والصلاة وستظل مصر قصة يرويها ويعكسها ويعبر عنها شهر رمضان الذى فيه ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر.
> > >
وحين اكتب عن الشعب الطيب فى رمضان أعود بالذاكرة إلى أيام كنا فيها نراقب أعمالنا بأنفسنا ونراجع خطواتنا ونحاسب أنفسنا.. أيام كنا نرتعب إذا رأينا حذاء مقلوبًا جهة السماء ونسرع لكى نقلبه ونحن نرسل قبلة اعتذار إلى الله.. أيام كانت أرواحنا طاهرة بريئة خسرناها مع تعقيدات الدنيا ودناياها.. وتمنينا وندعو أن نستعيد معانيها وجمالها وبساطتها.
واكتب عن الشعب الطيب الذى رغم معاناته ورغم كل ما يواجهه من صعوبات الحياة فإننا نفخر ونفتخر بأننا الشعب الذى لا ينام فيه أحد بدون العشاء.. نحن الإنسانية التى تتجلى فى الأمهات والآباء الذى يبحثون عن المسكين لإطعامه والفقير لتقديم العون له.. نحن الخير الذى تحبه السماء وتبارك من يقدم عليه.
> > >
واكتب عن العائلة.. عن الأسرة فى رمضان.. عن «اللمة» فى مائدة الافطار.. عن الأحاديث الدافئة والمشاعر المتدفقة عندما تجتمع الأسرة لتحتفل بأن رمضان يعيد تفجير مخزون الصفاء والجمال داخل القلوب.. واكتب عن الاب عندما يتصدر المشهد فرحًا بأسرته التى أفنى حياته من أجلها.. وعن الأم التى ترى ثمار تعبها وتربيتها.. واكتب عن الذرية الصالحة التى هى خير من كل ثروات الدنيا.. اكتب عن كل هؤلاء فى رمضان الكريم الشهر الذى يعيدنا مرة أخرى إلى الحياة كما ينبغى أن تكون.. ومولاى انى ببابك قد بسطت يدى من لى أعوذ به إلاك يا سندي.
> > >
وأخيرًا:
عليل والكل يحسبنى المداوي.
> > >
واللى فى قلبه حنيه عاشره وأنت مطمئن.
> > >
ولا سندك لك إلا نفسك اياك ان تميل.
> > >
والقرار الذى تشعر بصعوبته تأكد أنه الصحيح.
> > >
والتقاء الارواح ببعضها ترتيب روحانى وليس كما نعتقده صدفة.
> > >
ملحوظة:
أعتذر عن عدم تمكنى من الكتابة أمس لظروف صحية طارئة واتقدم بالشكر لكل من افتقدنى وتفضل بالسؤال عني.