نعم بدأ العد التنازلى فى سباق الزمن الذى فرض على قطاعى السياحة والطيران.. وان كنت سأواصل الحديث عن التحديات التى تواجه قطاع السياحة واترك الحديث عن التحديات التى تواجه قطاع الطيران لوقت لاحق..لعدة اسباب اولها ان التحديات التى تواجه قطاع السياحة اكبر واكثرتعقيدا..فصناعة السياحة هى صناعة الامل كما يطلق عليها..لاسباب كثيرة..فى مقدمتهاانها قاطرة لاكثر من 70 صناعة وخدمة..وثانى الانها صناعة كثيفة العمالة وتوفر فرص عمل كثيرة..وثالث الاسباب مساهمتها فى توفير العملة الصعبة..
والتحديات التى تواجه صناعة السياحة خلال السنوات القادمة وصولا الى عام 2028 كثيرة جدا..وملفاتها متعددة..وكل ملف يحتاج الى حلول جذرية وسريعة تساعد فى تحقيق حلم الوصول الى 30 مليون سائح وايرادات 30 مليار دولار فى 2028وتأتى الطاقة الفندقية فى مقدمة هذه الملفات..ولابد ان يصل عدد الغرف الفندقية الى 500الف غرفة بدلا من حوالى 225 الف غرفة حاليا..وهذا الملف يتطلب تضافر جهود عدة جهات فى مقدمتها وزارة السياحة والاثار ووزارة الاسكان..وهيئة التنمية السياحية..والمحافظات السياحية..مع توفير التمويل اللازم من خلال تشجيع المستثمرين السياحيين وغير السياحيين..لضخ استثمارات جديدة من الداخل او الخارج لبناء فنادق جديدة..من خلال تيسيرات تساهم فى جذب هذه الاستثمارات..وأمامنا نموذج نجاح الدولة فى طرح مشروع رأس الحكمة..وخلال سنوات قليلة ستتغير المنطقة وتصبح واحدة من اجمل مناطق الجذب السياحى المطلة على البحر المتوسط..وستكون منتجعا سياحيا مصريا جديدا.
واعتقد ان الفترة القادمة ستشهد بدايةطرح مدينة سفنكس للاستثمار..وهى المدينة التى من الممكن ان تغير وجه منطقة الاهرامات تماما..مع انشاء العديد من الفنادق بها،والتى يمكن ان تستوعب الاعداد المتوقعة من السائحين خاصة بعد الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير..وما سيحققه من رواج للسياحة الثقافية..
اننا فعلا نسابق الزمن لتحقيق حلم كبير بأستقبال 30 مليون سائح عام 2028والقائمون على القطاع بداية من وزارةالسياحة مرورا بالاتحاد والغرف السياحية المختلفة..عليهم دور كبير فى تحقيق التنمية المطلوبة ليس فى الطاقة الفندقية فقط..بل فى مختلف نواحى القطاع..وفى مقدمتها التنمية البشرية التى يمكن ان تخدم هذه الاعداد السائحين..وطبق الاحصائيات منظمة السياحة العالمية فأن كل مليون سائح يوفر 200 الف فرصة عمل جزءكبير منهم فى قطاع السياحة..وهو ما يعنى اننا فى حاجة الى تأهيل وتدريب عشرات الألوف من الشباب من الجنسين يمكن ان يلتحقوا بسوق العمل فى القطاع السياحى مع كل زيادة فى اعداد السائحين..وهومايشير الى اننا نحتاج الى خطط عاجلة للتدريب والتأهيل فى مختلف التخصصات..
وايضا لابد ان نشير الى قطاع النقل السياحي..وعمليات الاحلال والتجديد الذى يحتاج اليه..مع ارتفاع اسعار كافةالمركبات السياحية بداية من الاتوبيسات وصولا لسيارات الليموزين..وهنا تشير الدراسة سبق وقدمتها غرفة شركات السياحة..طالبت من خلالها السماح بأستيراد اتوبيسات موديلات سنتين سابقتين..على ان يتم فحص هذه الاتوبيسات من جانب وزارة السياحة للتأكد من صلاحيتها..وهو قرار من الممكن ان يساهم فى تنفيذ خطة الاحلال والتجديد..وتوفيرالمزيد من العملة الصعبة..
ان صناعة السياحة كما اشرت يطلق عليه صناعة الامل لما يمكن ان تحققه من فوائد كبرى للاقتصاد القومي..فهى تشكل نسبة 11.3 ٪ من الناتج القومي..وتوفر حوالى 19 ٪ من اجمالى العملة الصعبة التى تدخل البلاد..وتشكل القوة العاملة فى القطاع حوالى 12.6 ٪ من اجمالى قوة العمل بمصر..ومن المؤكد اذا نجحنا فى تحقيق حلمنا بالوصول الى 30 مليون سائح وايرادات 30مليار دولار عام 2028 فإن كل هذه الارقام ستتضاعف..ومن هنا يجب على الجميع مساندة هذا القطاع ودعمه حتى يتحقق الحلم..وتحيا مصر .