والكوليرا فى السودان.. وأوباما فى أمريكا
وبالأمس كتبت عن التحديات التى تواجه الدولة المصرية من جراء وجود ملايين اللاجئين على الأراضى المصرية بكل ما يشكله ذلك من ضغوطات اقتصادية وأمنية وتأثيرات وانعكاسات على الأمن القومى المصري.. ودعوت فى هذا المكان إلى احترام الدولة التى لم تتعامل مع هذا الملف على أنه قضية لاجئين وإنما من منطلق تعاطف إنسانى مع أشقاء أتوا إلى مصر بحثًا عن الحق فى الحياة والأمن والأمان.
وقلت ومازلت أؤكد على أن من لا يحترم قوانين الدولة المصرية عليه أن يتركنا فى سلام آمنين ويرحل عنا.. ومن لا ترضيه أوضاعنا وحياتنا فليعد من حيث أتى أو ليغادرنا إلى حيث الحياة فى الجنة الموعودة التى يبحث عنها.
وتلقيت العديد من الاتصالات والرسائل على «الواتس آب» تبدى وتتحدث عن ظاهرة سلبية لتواجد وتمركز بعض الجاليات العربية فى أماكن بعينها بكل ما يمثله ذلك من مشاكل وأعباء على قاطنى هذه الأحياء.
ولأن الحديث فى هذه القضية يأخذ أبعادًا عديدة سلبية وايجابية ولأن هناك من يعشقون تضخيم الأحداث الفردية وتحويلها إلى اتجاه عام فإننى أرفض أى محاولات للإساءة لأى وافد لأرض مصر العظيمة وأرفض تمامًا حديث التعميم.. فالبلد الكبير المضياف مصر لم ولن تبخل يومًا على كل من يلجأ إليها فى الظروف الصعبة.. ومصر التى تحتضن كل هذه الملايين لا تبحث ولا تنتظر شكرًا أو إشادة أو تقديرًا من أحد.. فعلنا ما فعلنا لأن هذا هو قدرنا وهذا هو دورنا.. وهذا هو معدن الإنسانية الكامن فى أعناقنا.. فلم نزايد بقضية اللاجئين والوافدين والنازحين ولم نطلب الثمن.. ولم نبحث عن المقابل.. الإنسانية لا تباع ولا تشتري.. والذين مددنا إليهم أيدينا.. وفتحنا لهم قلوبنا وبيوتنا عليهم أن يكونوا على نفس مستوى الدولة التى أكرمت وفادتهم.. هذا هو كل ما نطلبه.. وكل ما نبحث عنه.
> > >
ونأسف ونتألم للتقارير الواردة من السودان الشقيق عن انتشار الكوليرا فى بعض مناطق السودان.. والسلطات الصحية هناك تتحدث عن 354 حالة اصابة بالكوليرا وسط تفاقم المأساة جراء السيول والأمطار.
ما يحدث فى السودان من تفشى الأمراض وخطر المجاعة.. والموت المنتظر لأى سبب فى أى مكان بسبب الحرب الأهلية التى لا يبدو ملامح نهاية قريبة لها هو أمر غير مفهوم وغير مقبول.. وغير مهضوم..!! السودان عليه أن يستلهم ويستعيد قدرات الكبار من أبناء السودان لكى تستقر الأوضاع فى توافق وطنى من منطلقات داخلية.. السودان يملك الحل لأزماته وفى انتظار شجاعة القرار.
> > >
وبدأ دونالد ترامب فى الولايات المتحدة الأمريكية يستشعر الخطر ويدرك أن الطريق إلى البيت الأبيض مرة ثانية لن يكون سهلاً كما كان الحال عليه عندما كان جو بايدن هو منافسه فى الانتخابات الرئاسية.
وترامب يتحدث فى ذلك عن مخاوفه من الرجل الذى يحكم أمريكا من الخفاء والذى يدير البيت الأبيض.. يتحدث فى ذلك عن باراك أوباما الرئيس السابق للولايات المتحدة والذى كان كما يقول وراء الانقلاب على بايدن واجباره على الانسحاب من السباق الرئاسي..!
وترامب الذى يهاجم بشدة كاميلا هاريس المرشح البديل لبايدن أصبح أكثر قلقًا بعد استطلاعات الرأى التى تشير إلى تقدمها فى الاستطلاعات فى العديد من الولايات..!! طريق ترامب لم يعد مفروشًا بالورود.. وهاريس ليست خصمًا سهلاً.. وسوف نشهد معركة انتخابية نارية.. وإن كان ترامب لن يستسلم بسهولة ودون مقاومة أيضا.
> > >
ونعود لأمورنا وحواراتنا الداخلية وكل التقدير لدار الافتاء المصرية التى حذرت من عقوق الوالدين وقالت إن النبى عليه الصلاة والسلام جعل عقوق الوالدين مانعًا من دخول الجنة وأشارت إلى حديث عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث لا ينظر الله عزوجل إليهم يوم القيامة، العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه، والمدمن على الخمر والمنان بما أعطي».
وما قالته دار الافتاء هو دعوة لنا جميعًا لمراجعة أنفسنا.. ماذا قدمنا لوالدين.. ماذا فعلنا لإسعادهما.. وماذا سنفعل لتكريمهما فى حياتهما.. الاب والأم لا يعوضان.. فلتكن أيامهما فى حياتنا مصدرًا للسعادة كما كانا دائمًا مصدرًا لكل خير.
> > >
ودائمًا.. دائمًا النادى الأهلى هو مصدر السعادة.. والتصنيف العالمى للأندية الصادر عن الاتحاد الدولى للتاريخ والاحصاء وضع النادى الأهلى فى المركز 81 عالميًا خلف ليفربول الإنجليزي.. والأول عربيًا وافريقيًا.. الأهلى ليس مجرد ناد وبطولات.. الأهلى منظومة رياضية عالمية على أرض مصرية.
> > >
ولا مانع أن نضحك ونبتسم.. واضحك مع سكران كتب على فيسبوك يقول: «بالامس كنت معزومًا على جلسة عشاء وشراب وبعدما سهرنا وسكرنا كنت صاحيًا وكنت اقدر أسوق سيارتى لكن من باب الاحتياط وبتصرف عقلانى أخذت تاكسى لأن المهم هو سلامتى وسلامة من فى الطريق».
والبوست حصد أكثر من خمسة آلاف لايك و83 تعليقًا.. ولكن أحلى تعليق كان من أحد أصدقائه الذين كانوا معه فى الجلسة يقول فيه: «تصرف عاقل وسليم وتشكر عليه، بس ممكن تقول لنا أنت أخذت التاكسى ورحت فين؟ لأن حفلة الامس كانت فى بيتك»..!!!
> > >
وأخيرًا:
> الحياة أقصر من أن تتوتر بسبب أشخاص لا يستحقون حتى أن يكونوا مشكلة فى حياتك.
> وكثيرون هم أشباه الوجوه قليلون هم أشباه المشاعر.
> والاحترام المتبادل هو أساس كل علاقة ناجحة.
> واللهم عافية لا تغادر أرواحنا ولا أجسامنا ولا أهلنا ولا من نحب.