مكاسب الكرة المصرية من فوز بيراميدز بدورى أبطال أفريقيا عديدة ومتنوعة، ولا يخفى على متابعى ومتتبعى الرياضة عامة ما سيخلفه ذلك من تأثير على خريطة المنافسة محليا وقاريا.. فالفريق الوليد الصاعد، تعملق وجلس على الكرسى الكبير فى أفريقيا، وصار يزاحم عمالقة الشمال والجنوب والأدغال.. وحجز مقعدا فى كأس العالم، وصوب نظراته نحو كم هائل من الألقاب والمزايا المالية المباشرة وغير المباشرة.
فى الخارج، لم تعد ترشيحات الفوز والمنافسة على دورى الأبطال مقصورة على الأهلى صاحب المكانة الرفيعة فى جدول أبطال القارة، بل صار اسم بيراميدز فى الصورة، يذكره كل متابع عند حصر المرشحين أو قائمة المبشرين بالمنافسة وبلوغ كأس الأميرة.. ناهيك عن تذكر الأندية المصرية الواردة فى السجل الذهبى ابتداء من الإسماعيلى ومرورا بالزمالك ووصولا إلى صاحب نصيب الأسد وهو الأهلى ثم صاحب التتويج الأخير وهو بيراميدز.
محليا، تصاعدت وتزايدت الرغبة فى المنافسة وإحراج الكبار بشكل غير مسبوق، وصار لديك أكثر من فريق يتطلع لمواجهة الأهلى والزمالك وبيراميدز وتحقيق نتائج إيجابية أمامها، بل والتغلب عليها تكتيكيا فى الملعب، وانتزاع عبارات الإشادة والمدح من أفواه النقاد والمحللين والمعلقين، وهى ظاهرة لم تكن لتتوفر أو تخرج للنور لولا زوال الفوارق الفنية والمادية بين الفرق بشكل كبير فى المواسم الماضية، استنادا إلى تطبيق أسس الاحتراف وظواهره وعناصره على أرض الواقع.
سار المصرى مثلا على درب عمالقة الكرة المصرية، فراح يغير مدربيه سعيا وراء الوصول لمدرب قادر على دخول المربع الذهبى للدورى وما تتبعه من نتائج منها المشاركة فى الكونفيدرالية الأفريقية، ونفس الأمر فى البنك الأهلى الذى راهن على جهازه الفنى ولاعبيه وحقق نتائج هى الأفضل فى الموسم الحالي، ونجح فى إحراج الكبار أكثر من مرة، وهناك سيراميكا بطل كأس الرابطة وأحد الساعين وراء مزاحمة الفرق الكبرى وانتزاع الآهات من جماهيرها.
دعونا نعترف أن حالة من الحراك والمنافسة الحقيقية صارت أمرا واقعا فى الكرة المصرية، وأن حصول بيراميدز على البطولة الأقوى فى القارة على مستوى الأندية سيتيح المزيد من هذه الظواهر الإيجابية، ويدفعنا للتعلق بما يفوق ذلك أكثر وأكثر.. وربما نجد فى الموسم المقبل مثلا عددا أكبر من الفرق تتطلع للمنافسة وانتزاع أى نوع من البطولات المحلية، كخطوة نحو المشاركة فى بطولات قارية مقبلة والسعى وراء المنافسة بها.