قررت الولايات المتحدة منح أوكرانيا معدات للحماية من الهجمات النووية والكيميائية، ضمن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة نصف مليار دولار،تحسبا لاحتمال استخدام موسكو أسلحة دمار شامل فى نزاعها مع الغرب، بعدما اعلنت تعديل عقيدتها النووية بما يسمح بتنفيذ ضربات «وقائية».
وقال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، فى بيان، إن «الولايات المتحدة ستقدم شحنة كبيرة أخرى من المعدات والأسلحة لشركائنا الأوكرانيين الذين هم بحاجة ماسة إليها، أثناء الدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات المستمرة من روسيا».
وأضاف أن واشنطن وأكثر من 50 دولة ستبقى متحدة لضمان امتلاك كييف الوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها ضد روسيا.
من جانبه انتقد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، استخدام أوكرانيا للصواريخ الأمريكية فى شن هجمات داخل العمق الروسى، ووصفه بـ»القرار الأحمق»، لافتاً إلى أن لديه خطة جيدة للمساعدة فى إنهاء الحرب الأوكرانية.
يذكر ان ترامب دائما ما ينتقد المساعدات العسكرية التى تقدمها أمريكا لاوكرانيا لمساعدتها فى الحرب ضد روسيا.
وقال ترامب فى مقابلة مع مجلة «تايم» الأمريكية، تزامناً مع اختياره «شخصية العام»: «ما يحدث جنون. أعارض بشدة إطلاق صواريخ تقطع مئات الأميال داخل روسيا، لماذا نفعل ذلك؟ نحن فقط نصعّد هذه الحرب ونجعلها أسوأ، لا يجب السماح بذلك».
وأشار ترامب ألى أن الحدث الأخطر فى الوقت الحالى، هو «حين قرر الرئيس الأوكرانى، بموافقة من الرئيس الأمريكى جو بايدن، البدء بإطلاق الصواريخ فى العمق الروسى»، معتبراً أن هذا تصعيد كبير.
وكان بايدن قد رفع الشهر الماضى الحظر الأمريكى على استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى فى ضرب العمق الروسى، كجزء من محاولاته لتعزيز قدرة كييف على التصدى للقوات الروسية.
وأكد ترامب، الذى سيتولى منصبه فى 20 يناير القادم، أنه يسعى إلى إنهاء سريع للحرب المستمرة منذ قرابة ثلاث سنوات، مشيرا الى انه لديه خطة جيدة جداً للمساعدة، لكن إذا كشفها الآن ستصبح خطة عديمة الفائدة تقريباً.
وفى السياق نفسه شدد ترامب على أنه سيستخدم الدعم الأمريكى لأوكرانيا كورقة ضغط ضد روسيا للتفاوض على إنهاء الحرب. وذلك رغم أنه شكك منذ فترة طويلة فى استمرار تقديم المساعدات لأوكرانيا فى صراعها ضد الغزو الروسى.
وتأتى تصريحات ترامب فى وقت تستعد فيه أوكرانيا وحلفاؤها لتغير محتمل فى السياسة الأمريكية تجاه الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.
فى المقابل قال أندريه يرماك، أقرب مستشار للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، إن كييف ليست مستعدة لبدء محادثات مع روسيا، لأنها ليست فى الوضع الذى تتطلع إليه فيما يتعلق بالأسلحة والضمانات الأمنية.
ميدانيا شنت روسيا هجوما جويا واسع النطاق على أوكرانيا باستخدام العشرات من المسيرات وصواريخ كروز. وصرح وزير الطاقة الأوكرانى هيرمان هالوشينكو عبر صفحته على موقع «فيسبوك» بأن الجيش الروسى استهدف شبكات الطاقة الأوكرانية، مشيرا الى أن نظام الطاقة فى أوكرانيا بأكملها يأتى تحت التهديد.
وأعلن سلاح الجوى الأوكرانى أن العشرات من المسيرات الروسية أطلقت على البلاد أمس، أعقبتها رشقات من صواريخ كروز، وأضاف أن روسيا أطلقت أيضا صواريخ باليستية من طراز كينجال على مناطق فى غرب أوكرانيا.
يأتى ذلك فيما قالت القيادة العسكرية فى أوكرانيا، إن هناك قتالا «عنيفا للغاية» يجرى فى محيط مدينة باكروفسك شرقى أوكرانيا، التى تعد نقطة استراتيجية، وذلك بعد هجوم روسى استمر شهورا، مع تقديرات تشير إلى أن القوات الروسية أصبحت على بعد بضعة كيلومترات من المدينة.
وأفادت الأركان العامة الأوكرانية فى تقرير ميدانى، بأن القوات الأوكرانية تصدت لحوالى 40 محاولة روسية لاقتحام الدفاعات حول باكروفسك خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وتواجه الدفاعات الأوكرانية فى دونيتسك ضغوطا كبيرة منذ بداية هذا العام، تحت هجوم روسى شرس للاستيلاء على منطقة دونباس، فى شرقى أوكرانيا، بالكامل.
وتحاول القوات الروسية تجاوز دفاعات أوكرانيا بأعداد ضخمة من الجنود وقنابل انزلاقية قوية تدمر التحصينات.
وتعتبر باكروفسك، التى كان عدد سكانها نحو 60 ألفا قبل العملية العسكرية الروسية فى فبراير 2022، واحدة من أهم القلاع الدفاعية لأوكرانيا ومركزا لوجستيا رئيسيا فى منطقة دونيتسك. وسيهدد الاستيلاء عليها قدرات أوكرانيا الدفاعية وطرق الإمداد، وسيقرب روسيا من هدفها المعلن وهو الاستيلاء على كامل منطقة دونيتسك.
إلى ذلك طالب وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيجا الغرب بضرورة تزويد أوكرانيا على نحو عاجل بـ 20 نظام دفاع جوى، وذلك على خلفية الضربات الروسية المكثفة التى استهدفت البلاد أمس.