> هناك إحساس حقيقى بالسعادة فى واشنطن لانتخاب الأمريكى روبرت فرانسيس بريفوست.. ليكون البابا ليون الرابع عشر.. بابا الفاتيكان فى روما.. بعدها بـ 24 ساعة نشرت نيويورك تايمز الأمريكية مقالاً بعنوان «ترامب لم يعد أهم مواطن أمريكي».
> قال ديفيد فرينسن فى مقاله.. إن ترامب ربما يكون هو أقوى مواطن فى العالم.. بحكم سلطة الرئيس الأمريكي.. وبحكم قوة الولايات المتحدة. لكن القوة والنفوذ مجرد مقياس من مقاييس الأهمية.. بعد أن أصبح الأمريكى ليون الرابع عشر هوبابا الفاتيكان فى روما.
المفاجأة
> لكن انتخاب البابا الأمريكى فى الفاتيكان.. ليس المفاجأة الوحيدة فى أسبوع مفاجآت ترامب الكبري.. هناك مفاجأة أخرى حدثت فى جنيف بسويسرا.. حيث اتفقت أمريكا والصين على تعليق العمل بالرسوم الجمركية العالية لمدة 09 يوماً.
> أعلن وزير الخزانة الأمريكى خفض الرسوم الجمركية على صادرات الصين لأمريكا من 145٪ إلى 03٪ فقط.
وسارعت صحيفة الجارديان البريطانية إلى التأكيد أن ترامب قد يدعى أن الهدنة المؤقتة فى الحرب التجارية بين أمريكا والصين إنجازاً وانتصاراً جديداً.. لكن أسواق المال فى نيويورك وحول العالم قامت بالقراءة الصحيحة لما حدث.. وقال المراقبون لقد تم ضبط ترامب وهو فى حالة استسلام.
> ومن سويسرا.. أعلنت أمريكا والصين أنه لا مجال للانفصال والطلاق الاقتصادى بين أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم.
من جانبها قررت الصين خفض الرسوم على الصادرات الأمريكية إليها من 125 ٪ إلى 10 ٪ فقط.
بدء الانهيار
> قالوا لاشك فى أن ما حدث هو انسحاب أمريكى من الحرب التجارية مع الصين.. انسحاب حتى لو اعتبره البعض تكتيكياً.
هل اضطر ترامب للاستسلام تحت ضغط شركات تجارة التجزئة الكبرى فى الولايات المتحدة وأرفف السوبر ماركت الخالية من البضائع ولعب الأطفال مع اقتراب الأعياد!! وقالت «لوموند الفرنسية» إن اتفاق أمريكا والصين فى سويسرا هو بكل تأكيد انتصار كبير لبكين.
> وذكر خبير النقود مارك شوارتز إن قوة الدولار الأمريكى اهتزت بعنف.. بسبب سياسات وقرارات ترامب.. لكن انهيار الدولار لن يحدث غداً.. لكنه قادم.
العالم يتجه نحو عصر حرب العمليات الكبري.. الدولار الأمريكى واليورو الأوروبى واليوان الصينى والعملات الرقمية وبذلك ينتهى عصر انفراد الدولار بالهيمنة النقدية فى العالم.. الدولار تراجع.. وسوف يتراجع.
الثقة
> ترامب فى الخليج لعقد صفقات بعدة مليارات من الدولارات فى مجالات الطيران المدنى والطاقة الذرية والذكاء الاصطناعى وصفقات السلاح.. واستثمارات من صناديق السيادة الخليجية فى الولايات المتحدة.
> إن المملكة السعودية أصبحت أحد أعمدة الاستمرار والاستقرار فى الشرق الأوسط.. وعودة ترامب للرياض تأكيد جديد للثقة الإستراتيجية بين السعودية وأمريكا.. وسياسة المصالح تجمع الطرفين.. والنموذج السعودى للتنمية ناجحاً خاصة رؤية محمد بن سلمان 2030.
> السعودية تؤيد المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا وهى ترفض أى حرب مدمرة فى الشرق الأوسط. لكن هناك آفاقاً واسعة للتعاون بين الجانبين فى مجالات المعادن النادرة حيث تملك السعودية ثروة هائلة منها تزيد على 5.2 تريليون دولار.
> جولة ترامب الخليجية تأتى فى لحظة فارقة بالنسبة للشرق الأوسط والعالم. وقال الإنجليزى سايمون تزدال إن ترامب يتصور أنه يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.. مع أن دول الخليج بثرواتها الكبري.. هى التى سوف تتمكن فى النهاية ومعها «مصر ـ السيسى» من فرض إملاءاتها على السياسة الخارجية الأمريكية فى المنطقة.
ترامب يزور الرياض وأبوظبى والدوحة.. ومنطقة الشرق الأوسط تعانى من حروب إسرائيل التى لا تتوقف ضد الشعب الفلسطينى فى غزة وضد سوريا ولبنان.
> الزيارة أو الجولة تستغرق أربعة أيام تاريخية.. فقد تعهد ترامب بأشياء عظيمة.. لكنه اشترك مع بنيامين نتنياهو فى صنع الفوضى الإقليمية واستمرار جرائم الإبادة والحرب ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.
> فى الوقت الراهن.. نجد دونالد ترامب يعتمد على قادة الخليج العربى أكثر من اعتماده على أوروبا. هو يعتمد عليهم فعلاً كشركاء لأمريكا.
النكبة الثانية
> الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة يواجه الأخطار الواسعة للنكبة الثانية بعد نكبة قيام إسرائيل فى 1948.
هو يجرى وراء الصفقات والاستثمارات.. لكن الدعم الذى ينتظره ترامب من قادة وزعماء الخليج له ثمن.. لابد أن يدفعه ترامب كما يقول تيزدال فى الجارديان.
لا يمكن أن تنتهى الحروب والجرائم الإسرائيلية بدون ضغوط أمريكية حقيقية على نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل تفتح الأبواب أمام قيام دولة فلسطينية.. ولو منزوعة السلاح.
> السعودية أدانت جرائم الحرب الإسرائيلية فى غزة وقالت إنها جرائم إبادة. لن يتمكن ترامب من الخروج من دائرة الحصار فى الخليج.. ولا يمكنه تجاهل الضغوط الهائلة التى سوف يتعرض لها لوقف الحرب ووقف النار فى غزة وإنهاء الحصار وعودة المساعدات الإنسانية.
> هناك توتر فى العلاقات بين أمريكا وإسرائيل حالياً وحتى الآن يرفض ترامب زيارة إسرائيل ولقاء نتنياهو.
مصر والخليج
> دول الخليج العربى ليست وحدها فى موازين القوة الإقليمية.. لأنه هناك أيضاً مصر بقيادة الرئيس السيسي.. وهذه من حقائق الواقع الجيوإستراتيجى لهذا القرن. الحقائق الاقتصادية تفرض نفسها بقوة ولكن هناك قوة مضافة لهذه الحقائق الاقتصادية لا يمكن تجاهلها.. هى حقائق القوة العربية لدول الخليج ومصر. حتى لو لم تشارك مصر.. إلا أن الشراكة مع دول الخليج قوية وقائمة.
> وقالت الجارديان إن ترامب لو كان شجاعاً بما يكفى لقام بزيارة غزة ليرى بنفسه جرائم الحرب وإراقة دماء الأبرياء.. التى قامت بها إسرائيل.
الواقع فى غزة يحتاج إلى رجل دولة نبيل.. لكننا فى عصر الصفقات.. وفن صناعة الصفقات.