خيم القلق على العالم مع توقعات اتساع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط فى ضوء التهديدات الأخيرة بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس.
دعا وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن «جميع الأطراف» فى الشرق الأوسط إلى وقف الأعمال التصعيدية والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وقال بلينكن لصحفيين فى منغوليا إن الشرق الأوسط يسير على طريق يؤدى إلى «المزيد من الصراعات والمزيد من العنف والمزيد من المعاناة والمزيد من انعدام الأمن، ولابد من كسر هذه الحلقة».
أضاف أن ذلك «يبدأ بوقف إطلاق النار الذى نعمل عليه، ومن أجل تحقيقه، يجب أولاً على جميع الأطراف التحدث والتوقف عن القيام بأعمال تصعيدية.
مثلما فعل فى سنغافورة، لم يعلق بلينكن بشكل مباشر على مقتل هنية، ورفض تقديم تكهنات حول تبعات ذلك على فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار فى غزة تجرى مفاوضات بشأنه بوساطة الولايات المتحدة لكنه صرح: «أعتقد أن هذا ليس أمراً قابلاً للتحقيق فحسب بل يجب تحقيقه».
كذلك شدد على أنه من الضرورى أن «تتخذ جميع الأطراف الخيارات الصحيحة فى الأيام المقبلة، لأن هذه الخيارات ستحدث الفرق بين البقاء على مسار العنف وانعدام الأمن والمعاناة، أو الذهاب نحو شيء مختلف تماماً وأفضل بكثير لجميع الأطراف المعنية.
فى الوقت نفسه، أعلنت الولايات المتحدة أنها تمتلك 12 سفينة حربية فى الشرق الأوسط، الذى تتصاعد فيه التوترات عقب اغتيال هنية فى طهران، والقائد العسكرى لدى حزب الله فؤاد شكر فى بيروت.
أفاد مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» لصحيفة «واشنطن بوست»، بتمركز مدمرات أمريكية فى منطقة الخليج وشرق البحر المتوسط، بما فى ذلك حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت»، وفرق الهجوم البرمائي، وأكثر من 4 آلاف جندى من مشاة البحرية والبحارة.
ووفقا للتقرير الذى نشرته الصحيفة، أعادت الولايات المتحدة توجيه عدد من السفن الحربية المتمركزة فى البحر الأحمر، التى تشن عمليات ضد الحوثيين فى اليمن، إلى الخليج والبحر المتوسط، فى ظل تصاعد التوترات بالمنطقة.
كان مجلس الأمن قد عقد جلسة طارئة عقب اغتيال هنية فى غارة بالعاصمة الايرانية طهران، حيث دعت ممثلة فلسطين المجلس للتحرك من أجل «وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية». وقالت السفيرة الفلسطينية فداء عبدالهادي، نائبة المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، إن القيادة الفلسطينية «تدين بأشد العبارات اغتيال رئيس الوزراء الفلسطينى السابق، ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية».
من جهته، قال نائب المندوبة الأمريكية فى جلسة مجلس الأمن روبرت وودإن «لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحماس»، محملاً حزب الله «مسئولية الهجوم على بلدة مجدل شمس» فى الجولان المحتل. واعتبر أن «حزب الله ليست الجماعة الوحيدة التى تدعمها ايران فى المنطقة، إذ أن الحوثيين ينتهكون القانون الدولى بشن هجمات على السفن»، ودعا إيران إلى «الامتثال لقرارات مجلس الأمن».
قال الدبلوماسى الأمريكى إن «الولايات المتحدة لم تعلم، ولم تكن طرفاً» فى اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية فى العاصمة الإيرانية طهران. واستبعد وود أن تكون الحرب الواسعة «وشيكة»، ولكنه اعتبر أن «أعمال إيران وأعوانها فى المنطقة يقربوننا من حرب أوسع».
يأتى هذا بينما، أدان نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميترى بوليانسكى بشدة اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية. وقال خلال الاجتماع الطارئ للمجلس: «تم تنفيذ هذا الهجوم الاستفزازى فى الوقت الذى كان فيه زعيم حماس فى إيران بدعوات رسمية للمشاركة فى حفل تنصيب الرئيس المنتخب لجمهورية إيران».
أضاف: «مقتل هنية هو هجوم استفزازى يهدف إلى جر إيران إلى مواجهة إقليمية». مضيفا أنه «كان ينبغى على من يقفون وراء هذا الاغتيال السياسى أن يدركوا مدى خطورة العواقب على المنطقة بأكملها».
كما قال مندوب الصين بمجلس الأمن فو كونج، إن بكين تعارض وتدين بشدة اغتيال إسماعيل هنية فى طهران، معتبراً أن هذا الاغتيال «محاولة لتدمير جهود السلام»، كما أنه «ينتهك سيادة الدول». وأشار الدبلوماسى الصينى إلى «الكارثة الإنسانية فى غزة».