منطقة الشلالات تصلح للرياضة المائية و الأنشطة الترفيهية والسياحية
«بحيرات وادى الريان» إحدى أهم مصادر الثروة السمكية بالمحافظة، بعد بحيرة قارون لكنها تفوقت عليها من حيث الكم و النوع، وتقع فى الجزء الجنوبى الغربى للمحافظة، على بعد 25 كيلو متراً جنوب المدينة، وتُعد من أهم مصادر مياه الرى ومصايد الأسماك بالمحافظة، وهى عبارة عن بحيرتين متصلتين بواسطة قناة تمتد مساحة البحيرة العُليا إلى 50.9 كم2، والسفلى إلى 62 كم2، وتكون منطقة الاتصال بين البحيرتين من مستنقع به مياه ضحلة دائمة، ونباتات مائية، ويصل أقصى عمق للبحيرة العليا إلى 25 مترًا وهى مُحاطة بنباتات كثيفة، بينما يصل أقصى عمق للبحيرة السفلى إلى 33 مترًا، لكنها تتغير من وقت لآخر حيث تغمر المياه مساحات إضافية باستمرار فى الجزء الجنوبى الغربى، وتمتاز البحيرة السفلى عن العليا بخاصية الشفافية حيث تقل النباتات المتواجدة فى قناة الاتصال من المواد المُعلقة، وبالتالى تزداد شفافية البحيرة.
قال المهندس عبدالعليم أمين مدير عام منطقة وادى النيل السابق بالفيوم، ان اليوم الأول لافتتاح موسم الصيد فى بحيرات وادى الريان هذا العام بعد غلق الصيد لمدة شهرين وصل 7 أطنان من أسماك العائلة البورية بمختلف انواعها، التى تشتهر بها بحيرات وادى الريان بالإضافة إلى «أسماك البلطى – قشر بياض – المبروك الفضى – مبروك الحشائش -أسماك البياض»، مشيرا إلى ان مسطحات بحيرات وادى الريان تنتج كميات كبيرة من الأسماك ولم تتأثر بطفيل «الايزوبودا» لانها مياه عذبة وبيئة خصبة لنمو الأسماك بمختلف انواعها والطفيل ينمو ويتكاثر فى المياه المالحة، كما أن جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية يولى وادى الريان اهتماما خاصا، لمكاناتها الكبيرة بين مختلف البحيرات المصرية.
وأشار عادل امين رئيس جمعية الصيادين أن نوعيات المياه تحسنت، وتنتج حاليا بشكل « ربانى « ببحيرات الريان وقارون البساريا وليس لها زريعة و اليوم الواحد انتاج 2 طن، ويوجد ببحيرة قارون 605 مركب مرخصة كل مركب يعمل عليها 9 أفراد بعدد صيادين 1600، وبوادى الريان 220 مركبا يعمل عليها، 400 صياد.
من جانب اوضح المهندس أيمن محمد المنصورى مدير عام منطقة وادى النيل للثروة السمكية الأسبق بالفيوم، إن هناك خطة ينفذها جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، فى بحيرات وادى الريان فى إطار اهتمامات الجهاز بتنمية البحيرات بالفيوم، منها الدفع بكميات واعداد كبيرة من زريعة اسماك البلطى من مفرخات الجهاز بالإضافة إلى وحدات زريعة من أسماك من العائلة البورية، و أسماك المبروك بمختلف أنواعه « العادي- الفضى القشر ـ الحشائش « الأمر الذى ادى إلى كثافة الإنتاج السمكى المتنوع ببحيرات وادى الريان ، لافتا إلى أن هذه الأنواع من الأسماك من انتاج مسطحات وادى الريان تباع بمنافذ مشروع تسويق الثروة السمكية بالمحافظة، حيث يشرف على المشروع مجلس إدارة برئاسة السكرتير المساعد وهناك خطة من الجهاز لدعم أسعار الأسماك المنتجة من بحيرات الفيوم، والتى تباع بمنافذ المشروع بمدينة الفيوم بمنطقة البارودية، كما تباع بأسواق المنيب والعبور.
يقول أحمد عبدالعال مدير منطقة اثار الفيوم الاسبق إن أول من فكّر فى الاستفادة من مياه وادى الريان هو محمد على باشا. وأن العمل بدأ فى مشروع وادى الريان فى أكتوبر 1968 بعد أن زادت خطورة ارتفاع منسوب المياه فى بحيرة قارون، وهددت المياه بالفعل المنشآت التى شيدت حولها، وأصبح مشروع وادى الريان والتفكير فى أن يكون خزاناً لمياه الصرف الزراعى بالمحافظة، مطلباً مهماً وقد انتهى العمل فى هذا المشروع فى يناير 1973 ليستقبل أول مرة مياه الصرف الزراعى.
أضاف انه نتج عن هذا المشروع تكوين بحيرتين تبلغ مساحة الأولى 35 ألف فدان والثانية 25 ألف فدان بينهما شلال تكوّن نتيجة فرق الارتفاع بينهما ونتيجة لاستمرار الصرف فإن مساحة هذه المسطحات المائية أو البحيرات المائية فى ازدياد مستمر ونتج عن هذا المشروع تحول الفيوم لأول مرة من الصرف الداخلى إلى الصرف الخارجى، وتحول وادى الريان من منخفض جاف تحت مستوى سطح البحر إلى بحيرات صناعية داخلية، وإن ظل سطحها تحت مستوى سطح البحر، ونتج عن ذلك أيضا حدوث تغيرات جوهرية فى النظام البيئى بها سواء من حيوانات أو نباتات أو طيور، علاوة على أن هذه المنطقة بعد أن كانت جزءا من الصحراء أصبحت مكانا يرتاده صيادو السمك.
حيث إن أهم أنواع الأسماك التى تعيش فى منخفضات بحيرات وادى الريان، من العائلة البورى والبلطى البياض وقشر البياض والمبروك والقاروص، وتوجد خمسة مراكز لتجميع الأسماك على مسطحات الريان منها ثلاثة مراكز على المنخفض الأول، ومركزان على المنخفض الثالث. ويصل موسم الصيد بمسطحات الريان إلى 200 يوم تقريباً.. وفى السياق نفسه قال سيد الشورة مدير منطقة الفيوم الأثرية السابق، إن المحافظة نجحت فى تفعيل دور الجمعيات و توعية الصيادين بأهمية منع الصيد فى فترة الغلق، واستخدام طرق الصيد الحديثة، للحفاظ على الثروة السمكية بالبحيرتين، كونهما مصدراً مهماً للدخل للصيادين، وأضاف أنه يوجد 5 مراكز لتجميع الأسماك على مسطحات الريان منها 3 على المنخفض الأول، و2 على المنخفض الثالث، ويمنع الصيد بمسطحات الريان مرتين خلال العام بالتبادل بين المسطحين، حيث وجد أن هذه هى أنسب مواعيد لمنع الصيد بمسطحات الريان طبقا للمعايير العلمية والاجتماعية، ويصل موسم الصيد إلى 200 يوم تقريباً بالسنة.
وان التقارير اشارت إلى ارتفاع معدلات نمو يرقات الجمبرى التى تم إنزالها ببحيرة قارون خلال الفترة الماضية، والتى شهدت تطوراً إيجابياً نظراً للتحسن الملحوظ فى خصائص المياه بالبحيرة، فى إطار إعادة التوازن البيئى لها، بالإضافة إلى تشكيل فريق عمل لإحكام السيطرة على البحيرة خلال فترة الغلق، و عدم المخالفة والالتزام بالمواعيد المقررة للسماح بالصيد بها، ووضع خطة بآليات محكمة ونظام عمل مشترك لإنزال زريعة الأسماك بالبحيرة خلال المرحلة القادمة، حقق نتائج جيدة.
كما ان منطقة الشلالات وتتمثل فى المنطقة الواصلة بين البحيرتين وتقع بوادى القصيميات ويصل فرق المنسوب بين البحيرتين عشرين مترا وهى عبارة عن ثلاثة شلالات طبيعية ينساب فيها الماء على ارتفاع أكثر من بين غابات من نبات البردى، وهى منطقة ذات جمال رائع ومناظر وتصلح لرياضة صيد الأسماك مع عدم الإضرار بالتوازن البيئى بالمنطقة وتصلح أيضاً للرياضات البحرية مثل رياضة الغوص، إلى جانب الأنشطة الترفيهية والسياحية مثل ركوب الخيل والجمال وملاعب الجولف بمنطقة الشلالات والغطاء النباتى وبعض التراكيب الجيولوجية، وهذه المنطقة تعد من المقومات الطبيعية المهمة للسياحة الايكولوجية حيث إنها لا تبعد عن طريق المساهمة سوى مسافة 1000 متر فقط.