يظل إدراك الرئيس عبدالفتاح السيسى لعبقرية مصر وموقعها الإستراتيجى إلى جانب إخلاصه الشديد وقدرته الفائقة على العمل والمثابرة والإنجاز، من أهم العوامل التى حافظت على مصر وساهمت فى بناء الثقة بينه وبين والشعب.. وفى لقاء الرئيس بطلاب الأكاديمية العسكرية قبل أيام، تتكشف جوانب جديدة فى شخصية الرئيس لا تقتصر على امتلاكه للعلم والمعرفة والمعلومات الغزيرة التى تساعده على توضيح الأمور، وإنما هذه الأبعاد الإنسانية التى يتمتع بها الرئيس وتجعله قريباً من الناس وأنه واحد منهم، فقط هو يتولى مسئولية قيادة وطن والحفاظ على أمنه ومقدساته.
فى الأكاديمية العسكرية وفى طابور الصباح بميدان التدريب، تحدث الرئيس لطلاب الأكاديمية بروح القائد الأعلى للقوات المسلحة المدرك تماما لأهمية التأهيل فى المراحل الأولى للدراسات العسكرية، قال للطلاب: لا بد من الاستفادة من الدراسة فى تحصيل العلم والمعرفة والتحلى بالوعى لتكونوا قادرين على تنفيذ مهمة الحفاظ على الوطن ومكتسباته، والتى اعتبرها الرئيس «أشرف مهمة يمكن لأى إنسان أن يتولاها لا سيما وأن لها قيمة كبيرة جدا عند الله سبحانه وتعالي».
وفى لقاء» الفطور» تحدث الرئيس مع طلاب الأكاديمية باعتباره رئيس الجمهورية والمسئول الأول عن تحقيق الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل، ومن ثم فقد حرص على إطلاع الطلاب على كل التطورات التى تحدث على الصعيدين الإقليمى والدولي، كذلك التطورات على الحدود المصرية والتى تتطلب أعلى درجات الوعى والاستعداد، ذكر الرئيس أن القوات المسلحة «الساهرة» تقوم بدورها على أكمل وجه فى تحقيق أمن الوطن واستقراره، وقال «اطمئنوا الأمور تسير بخير الحمد لله فنحن نواجه ظروفا قاسية منذ أربع سنوات اعتبارا من من أزمة كورونا والحرب الروسية- الأوكرانية، وحرب غزة والظروف الصعبة التى تمر بها حدودنا المختلفة، لكن الله- عز وجل- يوفقنا وسيوفقنا أكثر كلما نبذل جهدا ونصبر ونعمل».
هذه بعض المحطات السريعة للقاء الرئيس السيسى بطلاب الأكاديمية العسكرية، غير أن هناك بعض الملاحظات التى تتطلب أن نتوقف عندها لتتفهم الأجيال الجديدة مسئولية القيادة، وليعرف الجميع أن الرئيس لا يبخل بجهد لأجل بناء هذا الوطن.
> أولى هذه الملاحظات هى أن الرئيس ذهب إلى الأكاديمية العسكرية قبل الفجر، والتقى هناك بالطلاب وأدى معهم صلاة الفجر، ثم تناول معهم طعام الفطور وتحدث فى كل كبيرة وصغيرة تتعلق بمصر وأمنها واستقرارها، ليتوجه بعد ذلك إلى القصر الرئاسى ليمارس عمله المعتاد ولقاءاته المهمة فى يوم عمل شاق، هو فى الحقيقة يشبه كل أيام عمله منذ تولى مهام رئاسة الجمهورية عام 2014 وحتى الآن.
> الملاحظة الثانية: هى أن الرئيس السيسى فى حديثه للطلاب تناول العديد من الموضوعات وانتقل من موضوع لآخر فى تسلسل باهر وسلاسة واضحة، فقد أشار لانهيار الاحتياطى النقدى الإستراتيجى بعد أحداث يناير 2011، وتبنى الدولة بعد عام 2014 لإصلاحات اقتصادية ساهمت فى ارتفاع الاحتياطى النقدى بما يؤمن احتياجات الدولة المصرية.
> الملاحظة الثالثة : تحدث الرئيس عن تطوير قطاعات الكهرباء والمياه والبنية التحتية، شاملا حديثه بالأمور الفنية والأرقام، مما يؤكد إلمام الرئيس بأدق التفاصيل فى المشروعات التى تم تنفيذها، والأسباب التى جعلت الدولة تهتم بتطويرالقطاعات الخدمية، والصرف عليها آلاف المليارات من الجنيهات.
> الملاحظة الرابعة: وتتعلق بحديثه عن تطوير قطاع الطرق والمواصلات، وقوله: «إنه لولا مشروعات الطرق التى تم تنفيذها لكانت مصر جراج كبير»، فهذه العبارة فى حد ذاتها تبين لماذا سارعت الدولة بإنهاء التكدس والزحام رغم التكلفة العالية لعمليات التطوير، والتى بلغت نحو تريليونى جنيه.
> الملاحظة الخامسة: وهى خاصة بالزيادة السكانية وقد تطرق إليها الرئيس عبر عدة مراحل بداية من عهد محمد على فى القرن التاسع عشر ومرورا بالعهود التالية، مرفقا ذلك بمساحة الأرض الزراعية ونصيب المواطن المصرى منها، هذا النصيب تدهور فى السنوات الأخيرة بدرجة كبيرة نتيجة الزيادات السكانية إلى جانب تراجع الاهتمام بالرقعة الزراعية، مما تتطلب سرعة استصلاح نحو 4.5 مليون فدان لسد الفجوة الحاصلة وتحقيق الأمن الغذائي، وهو ما سنشعر به خلال الأعوام القادمة.
هكذا تحدث الرئيس فى لقائه مع طلاب الأكاديمية العسكرية عن جهود الحفاظ على أمن واستقرار مصر وعن طموحاته فى بناء الدولة العصرية الحديثة، فيما بقى سؤال أخير وهو: هل استوعب المواطنون أسباب الحرب الإعلامية المشبوهة التى تشنها جماعة الإخوان الإرهابية ضد مصر، وهل أدرك الناس لماذا سقطت دول مجاورة وبقيت مصر قوية وعظيمة وشامخة؟.. أعتقد أن الإجابة «نعم».