أكثر من أى وقت مضى.. مطلوب من «الحكومة الجديدة» ومن الشعب أيضاً.. فى هذه «المرحلة» التى تمر بها «البلاد» ويعيشها «الإقليم» ويتفاعل معها «العالم».. مطلوب فى هذه المرحلة.. «اليقظة الكاملة الشاملة» لما يحيط بمصر من «حقول ألغام» ومن تداعيات «لا حصر لها» يمكن أن تنتج من تطورات ما يجرى وما يدور على أرض «ساحات المواجهة» الإقليمية والدولية وفى المقدمة منها «الحرب الإسرائيلية»على غزة.. والاحتمالات المتزايدة لاتساع «رقعة الصراع».. الحكومة الجديدة والشعب «مطالبان» بشكل غير مسبوق.. بالتعامل مع «تحديات الأمن القومي» بطريقة غير تقليدية.. طريقة تعى ضرورات ومتطلبات «المرحلة الفارقة».. وتؤمن بالمواطن باعتباره «اللبنة الأولى» والأهم فى «جدار» الحفاظ على الأمن القومى.
«ارتباطا وثيقاً بما سبق».. يمكن القول أيضاً إنه من بين «المتطلبات الملحة» التى تفرضها ضرورات «المرحلة».. وجود تعامل غير تقليدى مع ركيزتين أساسيتين فى «البنيان الوطنى» للمجتمع.. هاتان «الركيزتان» هما المدرسة والقرية.. فالأولى تزرع «الوعى» والثانية تنبت «شرايين» الاقتصاد.. ومن هذا وذاك يزداد جدار الحفاظ على الأمن القومى تماسكاً وقوة ومقاومة لأى «صدمات مفاجئة».
إننى من أشد المؤمنين بأن «المدرسة» هى قاعدة الانطلاق الأولى لإجهاض كافة أسلحة «الحروب الناعمة» التى صارت تميز مواجهات ومعارك «العالم الجديد».. الهجمات المعلوماتية والأخبار والتقارير «الموجهة» التى تبعث بها «قوى الاستهداف» ليل نهار عبر «الفضاء التقليدى» تارة.. و»الفضاء الإليكترونى» تارة أخرى من أجل اختراق «العقل والوجدان المجتمعي» وزلزلة ثوابته.. كل هذه الهجمات والأسلحة التى تنفذ بها «قوى الاستهداف» مخططاتها وأهدافها «الاستعمارية» ضد الشعوب والأوطان والأمم.. كل هذه الهجمات يمكن إفشالها وإجهاضها فى مهدها عندما تكون «مؤسسات الوعي» ومن بين أبرزها «المدرسة» موقنة هى والعاملون بها والقائمون عليها بأهمية الدور الذى تقوم به فى بناء «حائط صد قوى» يقف فى وجه «محاولات الاستهداف» الحالية و»المستقبلية».
جميع «قوى الاستهداف» الاستعمارية «تراهن» على «المستقبل».. ظناً أو أملاً فى أن تأتى أجيال من «الشعوب المستهدفة» منزوعة الوعى والإدراك و»معرفة التاريخ».. حينئذ تكون «مهمة الاختراق» والتنفيذ «فى متناول اليد»!!.. من هنا فإن «المدرسة» ومعها كافة مراكز ومؤسسات «صياغة الوعى والإدراك» يصير الاهتمام بها من صميم أعمال أو متطلبات «اليقظة الشاملة الكاملة» للحفاظ على «الأمن القومى».
لا تقل «القرية المصرية» أهمية عن «المدرسة».. القرية أراها بالنسبة للوطن بمثابة «الخلية» لجسد الإنسان.. ما الجسد إلا مجموعة من «الخلايا».. هى الأساس.. هى وحدة البناء.. هى المنبع الذى تتدفق منه «ثوابت الأرض».. إن ضرورات ومتطلبات «المرحلة الفارقة» تستلزم العمل على وقف تمدد نموذج «القرية المستوردة» وعودة «القرية المنتجة».. ذلك أيضاً ضرورة ومتطلب من ضرورات ومتطلبات الحفاظ على «الأمن القومى».. نعم «هذه المرحلة» تستوجب من الجميع «اليقظة.. الشاملة.. الكاملة».
اسمحوا لى أن أشير «هنا» إلى ملاحظة تفرضها وتستدعيها «أسباب» عديدة.. ترتبط جميعها بثوابت وتحديات «الأمن القومى».. فبعد «ساعات قليلة» تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها العاشر.. «عام إلا شهرين».. عدد الشهداء الفلسطينيين اقترب من أربعين ألف شهيد.. المصابون والمفقودون والمشردون «مئات الآلاف».. لم يسلم شجر ولا حجر فى غزة من جحيم «حرب الإبادة» المروعة التى يشنها جيش إسرائيل.. جيش العار «قاتل الأطفال» كما أدرجته «الأمم المتحدة».. هناك «بعض الأسئلة» من الممكن أن ترسم «إجابتها» أدق «صورة» لحقيقة العالم.. العالم القديم والعالم الجديد.. أين ذهبت أحكام وقرارات ودعوات «محكمة العدل الدولية» ضد إسرائيل؟!. لماذا لم يتم اتباع «آليات التنفيذ المعتمدة».. لماذا هدأت تحركات المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه على الرغم من طلب المدعى العام للمحكمة إصدار مذكرة اعتقال ضدهما؟!.. لماذا لا تعير إسرائيل أى منظمة أو جهة دولية أى اهتمام أو احترام؟!. لماذا بدأت «تل أبيب» أولى خطوات إعادة احتلال «الضفة الغربية» وتأكيد نواياها على التصدى لأى محاولة لإقامة دولة فلسطينية؟!!.. نعم «الأهداف الاستعمارية القديمة» قد تتحور أو تتطور أو «تتشرنق».. لكنها لا تموت!!.
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.