دعونا نتفاءل بحذر بعودة المهندس هانى أبو ريدة لقيادة اتحاد كرة القدم بعد غياب خمس سنوات عندما خرج من الباب الخلفى الجبلاية على إثر خسارة المنتخب الوطنى من نظيره الجنوب أفريقى وتوديعه للبطولة الأفريقية للأمم التى أقيمت على ملعبنا ووسط جماهيرنا وسط صدمة هى الأولى فى تاريخ الكرة المصرية والتى يخرج فيها المنتخب من هذا الدور.
نجاح أبو ريدة بالتزكية يؤكد قدرته الفائقة فى ترويض الساحة الرياضية بعد أن توارت بعض الكفاءات سواء لرفضها العمل فى مثل هذه الأجواء أو عدم قبولها مناصب ترى أنها لا تليق بها مثل المهندس محمود طاهر الذى رفض منصب نائب رئيس الاتحاد بعد أن كان يفكر فى بداية الأمر المنافسة على منصب الرئيس.
عموما دعونا نقول أننا «ولاد» اليوم لنبدأ صفحة جديدة من تاريخ الكرة المصرية بكل همومها وشجونها وننتظر العمل الجاد الذى تغلفه الشفافية بعيدا عن المحسوبية والصداقات لأن الكرة المصرية مقبلة على تحديات كثيرة لا تحتمل سقوطها مرة أخرى فى بئر التراجع.
فالاتحاد الجديد يتولى المسئولية فى ظل نجاح المنتخب الوطنى بالتأهل لنهائيات أمم أفريقيا والتى تستضيفها المغرب نهاية العام القادم وهى البطولة التى أصبحت لاتقل أهمية عن بطولتى أوروبا وأمريكا الجنوبية لما تضمه منتخبات القارة من لاعبين يقدمون الشيئ الكثير فى الدوريات الأوروبية ناهيك عما تعيشه الكرة المغربية من توهج منذ حصول منتخبها على المركز الرابع لكأس العالم الماضيةوبالتالى سيكون موقف منتخبنا صعبا إذا لم تهيأ له كل الأجواء للمنافسة على اللقب الأفريقى الذى يتشرف باعتلائنا له منذ تأسيس الاتحاد القارى عام 1957
وحتى لا يفسر البعض موقفنا بشكل خاطئ فإننى أقول ..لست ضد هانى أبو ريدة أو غيره بل أدعى أننى ليس لدى أى خصومة شخصية مع أى أحد فى المجال الرياضى لكنى ضد أى عمل لا يقوم على العلم والمصداقية والشفافية مهما كان القائم عليه لأن مصرنا الحبيبة تستحق منا أن نبذل كل غال ونفيس بعيدا عن المصالح الشخصية وأيضا يكون لديها فكر متطور يواكب التطور السريع الذى تشهده الكرة فى العالم أجمع بما فيه قارتنا السمراء.
كما أتمنى أن يصب الاتحاد الجديد جل أولوياته على تصحيح الأوضاع بلجانه المختلفة خاصة لجان المسابقات والحكام والانضباط لعلنا نرى فى السنوات القليلة القادمة انتظام جدول الدورى لخمس سنوات قادمة على أقل تقدير وفق عدالة صريحة بين جميع الأندية.
كما أتمنى أن ينجح الإتحاد الجديد فى خلق تكافؤ الفرص بين الجميع بعيدا عن سطوة الأندية الكبار والتى أضعفت الإتحاد كثيرا خلال العقدين الآخرين !!
أتصور أننا لم نطلب الشيئ الكثير بل نسعى لتحقيق كل ما يتماشى مع الجمهورية الجديدة والتطور الكبير الذى تعيشه مصر فى ظل التحديات الكثيرة والتى تحيط بنا من كل جانب .
والله من وراء القصد.