>> سعادة غامرة تشمل المصريين جميعا.. مسلمين وأقباط بتوافق قدوم شهر رمضان المبارك أجمل وأعظم وأكرم شهور العام عند المسلمين مع الصوم الكبير عند الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.. مصادفة ربانية رائعة ربما لا تتكرر كثيرا فى التاريخ.. أن يصوم المسلمون والأقباط فى يوم واحد هو الاثنين القادم ١١ مارس الجارى فهى علامة فارقة ورسالة سلام ومحبة تهبط علينا من السماء لتظلل عنصرى الأمة ونسيجها الواحد.. فطوبى لمسلمى وأقباط مصر على هدية السماء لهم وانها لبشرى خير وعلامة نماء ورخاء وتوفيق من قبل الذات الألهية التى تبسط يدها على أبناء مصر فترعاهم وتحملهم وتسدد خطاهم وتقيهم شر تقلبات الزمن وتحديات الطبيعة.
هيا نصوم معا.. كما نصلى معا منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة عام.. كما نحارب معا وندافع معا عن الأرض والوطن والمقدسات فى كل معارك وحروب الوطن المقدسة.. كما نعيش معا تحت سقف وطن واحد.. نأكل معا ونشرب معا ونتشارك معا فى هموم الدنيا ومشاغل الحياة.. يبدأ المسلمون صيام رمضان الاثنين ويبدأ الأخوة الاقباط الصوم الكبير أيضا الاثنين.. ولكن المسلمين يصومون 30 يوما ثم يحتفلون بعيد الفطر المبارك.. بينما يواصل الأقباط صومهم الكبير لمدة ٥٥ يوما ثم يحتفلون بعيد القيامة.. ويتسم الصوم الكبير عند الاخوة المسيحيين بالنسك الشديد عكس حالة الفرح التى يعيشها الأقباط فى صوم الميلاد السابق ولذلك وضعت الكنيسة الصوم الكبير ضمن أصوام الدرجة الأولى التى يمنع خلالها تناول المأكولات البحرية والاكتفاء فقط بالمأكولات ذات الطابع النباتى وطوال أيام الصوم الكبير تنظم الكنيسة القداسات بشكل يومي.. أما الكنيسة الكاثولوكية فتبدأ الصوم الكبير كل عام بعد الأرثوذكسية بأسبوع.. تقبل الله منا ومنكم جميعا صالح الأعمال وجعل صومنا جميعا فى ميزان حسناتنا وفى رصيد أعمالنا يوم القيامة.
>> وفرحتنا بالصوم الموحد عند مسلمى وأقباط مصر تنقصها فرحة مهمة مؤجلة نتمنى حدوثها أمس قبل اليوم.. وقف الحرب الوحشية فى غزة حتى يستعيد الاشقاء فى فلسطين حياتهم المستقرة الآمنة من جديد.. وحتى يحتفلون مع مسلمى وأقباط العالم بصوم رمضان والصوم الكبير.
استمرار حرب الابادة الجماعية التى يشنها الصهاينة ضد الأطفال والنساء فى قطاع غزة.. وصمة عار فى جبين الانسانية المعاصرة.. ونقطة سوداء كبيرة فى ثوب الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة التى خرجت للحياة من أجل نشر السلام والاستقرار ومنع الحروب وسفك الدماء وحماية الأبرياء العزل فى كل مكان.. فالفلسطينيون فى غزة والضفة والأقصى مثل الأوكرانيين تماماً.. لا فرق بينهم.. ومثلما ينتفض الأوروبيون والأمريكان من أجل انقاذ الشعب الأوكرانى وتقديم كل سبل الدعم مادياً وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا ضد الغزو والروسي.. يجب ان يفعل الأوروبيون والأمريكان نفس الشيء وينتفضون أيضا لانقاذ أطفال ونساء غزة من مجازر نتنياهو وعصابته النازية فى تل أبيب.. وإلا فانهم متهمون بالتمييز العنصري.. يفرقون بين الانسان فى غزة وأخيه الانسان فى أوكرانيا.. وهذه نازية جديدة وفاشية بغيضة ما كان لها ان تلتصق بشعوب تدعى التحرر والتحضر والتقدم وتتشدق كل يوم وكل ساعة بحقوق الانسان وحرياته وعقائده وحقه فى تقرير المصير.
>> ٩ مارس سيظل يوماً خالداً فى تاريخ الوطينة المصرية.. أنه يوم الشهيد.. رمز الوفاء والتضحية.. رمز العطاء والفداء.. فى هذا اليوم من عام 1969 استشهد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس الأركان وهو يقاتل العدو فوق الجبهة المقدسة.. مات وهو يمسك بسلاحه ويشد من عزم جنوده ويلقن الأعداء الدروس تلو الدروس.. فاضت روحه الكريمة إلى خالقها وهو يقف كالأسد الجسور يدافع عن عرينه حتى آخر نفس.. يقاتل بروح الأبطال.. ويعطى المثل والقدوة لكل الأجيال القادمة فى التضحية بالغالى والنفيس دفاعاً عن تراب الوطن ووحدته.
٩ مارس 1969 يوم حاسم فى تاريخ العسكرية المصرية وكان له أثر كبير ومردود مباشر على حشد عزائم المصريين وزيادة إصرارهم على الانتقام واستعادة الأرض والحرية والكرامة.. وقادت روح ٩ مارس الجيش المصرى العظيم.. قادة وضباط وجنوب– إلى نصر أكتوبر المجيد والعبور إلى سيناء الحبيبة وتحريرها من دنس الأعداء.. وظلت النفوس تواقة لليوم الذى نستعيد فيه آخر شبر من أرض الفيروز حتى تحقق الحلم وحررنا طابا واستعدناها بقوة السلام وسلاح التفاوض وروح النصر وعزيمة الرجال الشجعان.
تحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل ان نحيا ونعيش فى وطن آمن مستقر متحد.. تحية لأسر الشهداء الذين دفعوا بأبنائهم إلى ميدان القتال دفاعاً عن تراب الوطن ومقدساته.. وتحية فخر واعزاز لأبناء الشهداء الذين فقدوا آباءهم فى ساحات الوطنية والفداء والتضحية من أجل الوطن.