فى الأسبوع الماضى تناولت الخسائر الجسيمة التى تسببها للسياحة المصرية والاقتصاد المصرى.. طائفة الجمالة والخيالة فى الأهرامات.. وكذلك الخرتيه فى الهرم.. وفى كل مكان سياحى يغشاه السائح.. واشرت إلى ان كل من يقع فى خديعة هؤلاء يقسم انه لن يأتى إلى مصر مرة أخرى.. فنخسر هذا السائح.. ونخسر زياراته التى كان يمكن ان تتكرر.. ثم يتحول هو إلى مركز للدعاية ضد مصر.. ناصحا كل اصدقائه ومعارفه بعدم زيارة مصر.. نتيجة الوقوع فى حبائل الجمالة والخيالة والخرتيه.. ونضيف إلى هؤلاء كل من يتعامل مع السياح على انه «صيدة» وقعت فى يديه وعليه ان يستحلبها إلى اخر ما فى جيبها.
قد تلقيت تعليقات كثيرة.. معظمها من العاملين فى السياحة وكلهم يؤيد ما كتبته.. وبعضهم يشير إلى ان بعض شركات السياحة تشارك فى هذه الخديعة حين تعتمد على عمولاتها من محلات البازارات وغيرها فى تحقيق مكسب كبير.. وهى فى كثير من الاحيان تضرب الأسعار والأسواق الخارجية.. معتمدة على تعويض فارق السعر من عمولاتها من البازارات والرحلات الاختيارية وغيرها.
كما انى شاهدت فقرة من حديث رجل أعمال يتحدث عن السياحة وعن مصر كدولة ليست بترولية.. ولكنها تملك ما هو اثمن من البترول الذى سينضب يوماً ما.
هو أثارها التى لا مثيل لها فى العالم وشواطئها على اهم بحرين.. وصحرائها.
وجوها وطبيعتها.. وهو يتعجب كيف لا يكون لنا من هذا كله عشرات الملايين من السياح.. وعندما يأتى ذكر منطقة الأهرامات يتساءل كيف يمكن ترك هذه المنطقة نهبا للخيالة والجمالة.. واساءتهم البالغة للسياحة المصرية.. والانطباعات السيئة التى تترسب فى ذهن السائح زائر الهرم الذى يقع فى براثنهم.. ثم يسأل اين الخيال فى إدارة هيئة الآثار لمنطقة الأهرامات.. ألا يمكن ان يعهد بهذا إلى شركة عالمية مثل والت ديزنى تأتى لتحول المنطقة كلها حول الأهرامات إلى قرية مصرية قديمة مليئه بالمناطق التى تحاكى مختلف انشطة الحياة فى زمن قدماء المصريين.. وتحتوى على الملاهى والمسارح والمطاعم.. وتقدم فيها أوبرا عايدة كل ليلة.. وتكون منطقة اشبه بمنطقة كرنفالات.
لا شك أن الرجل محق فى معظم ما ذكره.. وعلى قدر معلوماتى عن المنطقة المحيطة بالمتحف المصرى الكبير انها ستشمل هذا.. ولكن ما نتطلع اليه هو منطقة الأهرام نفسها.. لابد ان تكون منطقة الأهرامات وما حولها تابعة لجهة تتولى إدارتها والإشراف عليها.. وأنا اقترح هنا ان تكون هناك هيئة خاصة بها.. تتولى اعادة تخطيطها.. وتطهرها من كل ما يسئ إلى مصر بدلاً من ان تبقى كما هى طاردة للملايين.. وتحولها إلى كنز حقيقى يدر علينا الملايين.. ويجلب الينا الملايين.. وحتى لا تخسر مصر بسبها الملايين من الدخل ومن السياح.
لا أظن ان هذا كله قد غاب عن القيادة السياسية والقيادات التنفيذية.. ولهذا علينا ان نتفاءل بأن نرى هذا كله وأكثر يتحقق مع قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير.. لكى نتخلص من كل ما يشوب هذه المنطقة.. ويجعلها تتحول مع المتحف الكبير إلى أكبر وأهم منطقة سياحية وأثرية فى العالم كله.
>>>
القاهرة تستقبل خطاً جديداً
عشنا مرحلة كانت فيها بعض الخطوط الجوية تنسحب من القاهرة.. وتوقف رحلاتها إليها.. الحمد لله كل هذا انتهى تماما.. وأصبحت كل الخطوط تزيد من عدد رحلاتها من والى القاهرة.. دليل ثقة فى هذا المقصد السياحى الهام.. ونحن نعيش الآن مرحلة أخرى يتزايد فيها إقبال شركات الطيران الجديدة على القاهرة.. وكان آخرها شركة طيران تركية A JET .. التابعة للخطوط التركية.. وتماثل شركة إير كايرو التابعة لمصر للطيران.. وسوف يكون لها ٥ رحلات أسبوعياً..ما يهمنى ان اشير إليه ما أعلنه الرئيس التنفيذى لها انه فى اكتوبر القادم سيضيف خمس رحلات إلى الغردقة وخمس رحلات إلى شرم الشيخ.. وهذان الخطان هما بكل تأكيد خطان سياحيان.. سيجلبان حركة سياحية تركية.. ولن يكتفى بالسياح الأتراك.. بل سيأتى بسياح إلى مصر من الدول الآسيوية الناطقة بالتركية وعلى رأسها كازاخستان واذربيجان.. وهذه إضافة مهمة وكبيرة إلى حركتنا السياحية.
روى لى المسئول عن هذه الخطوط فى مصر كيف اسهمت المسلسلات التركية التى اذيعت فى أمريكا اللاتينية خاصة الارجنتين والبرازيل فى نقل حركة سياحية من البلدين إلى تركيا لرؤية المواقع التى جرت فيها احداث هذه المسلسلات.. وقد سألتهما إذا كان يمكن نقل هذه الحركة الوافدة من أمريكا اللاتينة إلى مصر.. ليأتى السائح منها ليزور تركيا ثم يزور مصر.. فكانت الإجابة ان هذا فى التخطيط المستقبلى.. ويضاف إليه نقل سياح من جنسيات مختلفة ممن يزورن تركيا لزيارة مصر أيضاً.
المسلسلات التركية التى عرضت أجمل الأماكن فى تركيا.. أثرت تأثيراً بالغاً فى زيادة الحركة السياحية إلى تركيا.. وأصبحت نموذجاً لتأثير الدراما التليفزيونية التى تصور فى أماكن سياحية على زيادة الحركة السياحية.. وهو كلام يثير الحسرة على مسلسلاتنا التى كانت تقدم صوراً مشوهة عن مصر.. تجعلنا نقول كلنا هذه ليست مصر.. ولذلك فنحن نتطلع إلى مسلسلات تصور فى أجمل مناطقنا السياحية تنقل جمال آثارنا وجمال طبيعتنا إلى كل البلاد التى تشهد هذه المسلسلات.. الشركة المتحدة تحاول اصلاح ما افسدته دراما سنوات طويلة وتقدم الآن مسلسلات هادفة وفيها مصر الحلوة وصورتها التى تستحقها ،واعتقد ان هده المسلسلات مع تصديرها للخارج ستلعب دوراً مهماً لتجد مردودا مماثلاً لما فعلته المسلسلات التركية لبلادها.