الهوية والوعى.. مسئولية تشاركية
ناقش مجلس الشيوخ فى جلسته العامة أمس طلبى مناقشة عامة، الأول بشأن استيضاح سياسة الحكومة، بشأن البرامج الثقافية وآثارها على الشباب وتطوير قصور الثقافة.
قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إن الوزارة تعمل من أجل تقديم أكبر قدر من الخدمات للشعب المصري، وهناك إجراءات طوال الوقت للنهوض بمستوى الخدمات الثقافية المقدمة للجمهور.
أوضح هنو، خلال كلمته فى الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس المجلس،أن هناك مشكلة فى ميزانية قصور الثقافة، ولكن يتم العمل وفقاًً للموارد المتاحة، ولكل منطقة طبيعتها الخاصة فى جرعات الثقافة، ولهذا تعميم آلية وخطة العمل بشأن قصور الثقافة أمر غير صحي، وهذا يعود إلى أن لكل منطقة طبيعتها الخاصة التى من خلالها تقديم جرعة ثقافية معينة وفقاً للعديد من الاعتبارات، مؤكداً أن وزارة الثقافة أول وزارة تعمل فعاليات فى الجامع والكنيسة.
أضاف «هنو»: أن «قصور الثقافة عملية تطوير كامل فى الأيديولوجية والفكر والرسالة المفترض أن تتجدد كل 3 أو 5 سنين، مخرجات جديدة أو أهداف تستطيع من خلالها تأثير على المتلقي، وهذا لم يحدث من الهيئة العامة لقصور الثقافة، والقدرة التأثيرية لها كمؤسسة ومحافظات مختلفة داخل مصر، وبالتالى قدرتها على التكيف مع الظروف الموجودة حولها، أصبحت غير مواكبة، ناهيك عن المتغير المادى الذى لم تتغير بنسبة كبيرة لمواجهة التحديات، محتاجة قدرة تواكب الشارع المصرى بكل طموحاته، وتعطى المتلقى الخدمات المناسبة».
أوضح أن خلال عام 2024، تم تحقيق 93 ألف نشاط ثقافى وفنى المستهدف منها 4 ملايين مواطن وهذا: «نشاط كبير أن توصل ذلك لعدد كبير من الناس، المنتج الثقافى والفعاليات الموجودة لكن لم تكن على درجة الجاذبية المأمولة.
مشيرا إلى أن هناك حاجة لتحديث القوانين.
أكد الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والآثار والسياحة والإعلام بمجلس الشيوخ، أهمية قضية الوعى باعتبارها الضمانة الأهم فى الحفاظ على استقرار الدولة، حيث لم تعد وجاهة اجتماعية بل إحدى قضايا الأمن القومى الذى يجب الحفاظ عليها.
قال محمود القط، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن وزارة الثقافة هى وزارة الهوية والوعى وإن كان لها اسم آخر فيجب أن يكون اسمها وزارة تنمية الهوية والوعى للمجتمع المصري، وأن وزارة الثقافة هى المسئولة عن محور رئيسى فى المجتمع وهى السلام والسلم الاجتماعى لهذا المجتمع، ولا يمكن أن ننكر أن المجتمع المصرى تعرض خلال الفترة الأخيرة لهجمات شرسة وهجمات فكرية وهوية مصرية، فنحن هذه الأيام تحديداً يتعرض لهجمات أكثر شراسة من قبلها.
قالت النائبة هالة كمال إن الحرف اليدوية فى مصر ثروة قومية وهوية وطنية تحتاج لمزيد من الدعم، فالصناعات اليدوية ثروات فنية يهددها الاهمال وهروب المحترفين، لافتة إلى أنها عنوان للهوية وقاطرة للتنمية، وأن الحرف اليدوية هى ثروة سياحية فهى تعتبر من كنوز مصر وثروة قومية يجب الحفاظ عليها من الاندثار.
ذكرت النائبة دينا هلالى أن القصور الثقافية، تلعب دورا أصيلا فى معركة الوعى التى أطلقتها الدولة المصرية منذ فترة لاستعادة هويتنا وتاريخنا فى ظل هذا الانفتاح على الغرب الذى يؤثر بالتدريج على قيمنا ونظرتنا للقضايا المجتمعية.
شددت النائبة سميرة عبدالعزيز، على أهمية قصور الثقافة المنتشرة فى جميع ربوع الجمهورية وأثرها على الشباب ومساعدة الهواة على إيجاد منافذ لممارسة هوايتهم بشكل حرفي.
أكد المستشار بهاء أبوشقة وكيل أول مجلس الشيوخ، بأن الاهتمام بالثقافة هو تطبيق لنصوص الدستور الذى أكد على الاهتمام بالهوية، وإتاحة الثقافة لكل المواطنين بدون تمييز الثقافة حق لكل مواطن تكفله الدولة وتلتزم بدعمه.
شدد أبوشقة بأن دور الثقافة لابد أن تكون أداة دعم لكل الدولة وان يكون هناك تواصل مع كافة الجهات المعنية والمراكز الدينية المتخصصة هذا لان هذا هو الهدف الرئيسى من المناقشات لتفعيل حقيقى لدور هذا المجلس ولابد ان نسلط الاضواء على هذه الامور الجوهرية لما فيه مصلحة الوطن.