وماذا عن السودان !!؟.. وما بعد الوظيفة.. وقصة لاعب
وذهبت فى جولة بدول الخليج العربية، قابلت فيها مجموعات مختلفة من المثقفين والإعلاميين والسياسيين.. وكان السؤال والطلبة من الجميع واحداً.. حدثنا عن مصر.. نريد أنا نطمئن.. فمصر هى ما بقى للعرب.. وقوة واستقرار مصر أمان لكل العرب.. حدثنا عن التهديدات التى تواجه مصر.. وماذا يريدون منها ويخططون لها..
ومصر أيها الأشقاء بخير.. مصر ليست مجرد دولة.. مصر رمز ومكانة وتاريخ وحضارة.. مصر شعب وليس كأى شعب، شعب رواه النيل مزروع فيه الخير والوفاء.. شعب أصيل صابر قادر على تحمل الجوع، ولكنه لا يقبل التفريط فى الأرض والكرامة.. ومصر فى أشد وأعنف أزماتها الاقتصادية لم تغلق أبوابها أمام الأشقاء الذين أتوها هاربين وفارين من الحروب الأهلية والاعتداءات الخارجية.. ومصر دولة لم تساوم على مواقفها ولم تتاجر بأى قضية.. وقفت مع الشعب الفلسطينى وتحملت الكثير من تجار القضية ولكنها لم تساوم أو تزايد على القضية.
ومصر.. أيها الأشقاء هى الحياة.. فى كل مكان فى مصر شعب يعشق الحياة ببساطة ودون تكلف ودون حقد على أحد.. والمقاهى الشعبية هى أنديتنا الاجتماعية ووجبات الفول والكشرى تغنينا وتشبعنا ونحمد عليها الله.. نحن نعيش حالة من السلام الاجتماعى فى أنفسنا لكن نعيش الحياة على ما هى عليه.. ونحن نحاول أن نستمتع بالحياة فى أغنية «فى مباراة لكرة القدم».. وفى نكات نتبادلها وقد تصل إلى التبكيت والتنكيت والسخرية من أنفسنا أيضا. نحن شعب لا يمكن قراءة «كتالوجه» لأنه كتب بكل اللغات فى لغة واحدة.
>>>
ومصر أيها الأشقاء هى التاريخ والحضارة.. وطوف وشوف فى مصر واتعلم وشوف.. اذهب إلى الأقصر وأسوان حيث أكبر متحف فرعونى مفتوح يروى قصة الحضارة للعالم.. اذهب إلى ريف مصر وتأمل الجمال.. الأرض التى ظلت على ما هى عليه منذ آلاف السنين.. الفلاح الذى لم يتغير فى عاداته وتقاليده حتى ولو كان حاصلاً على أعلى الشهادات العلمية.. والفلاحة الصابرة أم الأولاد التى مازالت تشارك زوجها أعمال الزراعة فى الحقول.. وأذهب اذهب إلى القاهرة وتمتع بالسير فى ممشى أهل مصر بجوار النيل وسوف يحكى لك النيل الكثير والكثير عن الخير والجمال على أرض النيل.. واذهب إلى حيث كنائس مصر.. حيث التقى وتعانق الهلال مع الصليب.. المسجد بجوار الكنيسة.. والقس فى حضرة الشيخ.. والدين هو السماحة هو المحبة بعد الخير هو الله الذى إليه نبتهل ونعبد ونحمد ونشكر.
ويا أيها الأشقاء.. تعالوا إلى أرض الأهرامات.. واذهبوا إلى المدن الجديدة فى البحر الأحمر. وفى الساحل الشمالي.. وفى كل مكان على أرض مصر..
يا أيها الاشقاء.. لو حدثتكم عن مصر التى تطير وتقفز رغم كل ظروفها ومعاناتها الاقتصادية فإننى سأحدثكم عن معجزة اسمها مصر.. مصر لن تسقط أبداً.. مصر قوية بأبنائها..وشعبها..
>>>
ولكننى أشعر بالألم.. أشعر بالحزن.. وأشعر ايضا «بالقرف» عندما أجد وأشاهد واستمع إلى نداءات وشتائم من بعض ابناء الوطن الذين يقيمون خارجها والذين تفرغوا للإساءة لبلادهم والتحريض على الفوضى والانقسام.. وأشعر بالغضب من الذين يقدمون لهم المأوى والدعم والحماية.. وأشعر بالأسف للذين يرددون دون علم أو معرفة ما يقوله هؤلاء وينساقون وراءهم.. إنهم يخترعون الوقائع ويرسمون ويضعون السيناريوهات.. وكلها من نسج نفوس مريضة وعقول مغيبة.. مصر غير كل ما يتحدثون عنه رغم أنهم كانوا من أبنائها..!.
>>>
وماذا عن السودان الشقيق بعد غزة لقد حصلنا على الهدنة فى غزة لانهاء معاناة أهالينا فى القطاع وتمكينهم من العودة إلى بيوتهم ومدنهم والعودة للحياة من جديد.. ولكن الأمر يختلف كثيراً فى السودان.. فالعدو وليس غريباً.. وإنما العدو منا وفينا.. وأهل السودان يتطلعون إلى نهاية قريبة حتى يتمكنوا ايضا من العودة لبلادهم.. وكلما تحررت مدينة فى السودان واصبحت تحت ادارة القوات الحكومية خرجوا فى مظاهرات ومسيرات للغناء ورفع الأعلام والتغنى بحلم العودة وهذا ما نتمناه لهم ونتطلع إليه ايضا ونأمل فى نهاية قريبة للصراع الدائر هناك.. ولكن هل سيعودون حقاً أم أنهم قد استقروا ولم يعودوا ضيوفاً.. وأغلب الظن أنهم سيترددون كثيراً قبل العودة.. والحياة فى فيصل أعجبتهم..!.
>>>
وقال لي.. إنه بعد أن تقاعد وترك وظيفته التى كان فيها مسئولاً ومرموقاً ونافذاً.. إنه ذهب لزيارة المكان الذى كان يعمل فيه بعد فترة غياب.. وأنه توقع أن يهب الجميع للترحيب به وتذكر أعماله و«أفضاله» عليهم وانتظر منهم ترحيباً واهتماماً وتكريماً ايضا.. ولكنه وكما يقول لم يجد إلا تجاهلاً وبروداً فى اللقاء ومجاملات لا تستمر لثوان قليلة.. وحتى الذين تتلمذوا على يديه.. والذين أحاطهم برعايته ودعمه كل هؤلاء انصرفوا عنه وكأنهم لم يعرفوه من قبل.. والرجل تألم كثيراً.. وعاد إلى منزله ولم يعد يفكر فى معاودة الزيارة مرة اخري. وربما يفكر مرتين ايضا قبل الخروج من منزله..
>>>
والجماهير الكروية هتفت فى المدرجات ضد لاعب قرر ترك ناديهم لأنه حصل على عقد آخر بملايين الملايين فى ناد آخر فى دولة اخري..!.
والجماهير اخطأت فى هتافاتها.. فاللاعب مثله مثل الجميع يبحث عن أفضل عائد لتأمين حياته ومستقبله..واللاعب مثل الجميع فى كافه الوظائف الاخرى على استعداد للسفر اذا كان العائد مجزياً.. ما الجريمة فى ذلك.. وما الذى اخطأ فيه اللاعب حتى تلومه الجماهير وتهتف ضده!! هذا يحدث فى أى مكان.. وهذا هو الاحتراف وهذا لم يعد جديداً أو غريباً.
>>>
وفى الولايات المتحدة الأمريكية بدأ حظر «التيك توك» أوقفوا هذا التطبيق ولم يعد ممكنا أن تشاهد «التيك توك» فى أمريكا.. و«عقبالنا يارب»..!
>>>
وأخيراً:
> إنها واحدة من ألطاف الله على المرء أن يضع فى طريقه من يحنو عليه.
> وأقوى الحروب أن تحارب اشتياقك
> والبعض لا يشعر بأنه يؤلمك لانك تسامحه دائما
> ولن أعاتب أحداً بعد اليوم كونوا كما تريدون