المطرية حى من أحياء شرق القاهرة ، وهى المنطقة التى جمعت التاريخ الفرعونى والقبطي والاسلامى ، ويعتبر واحداً من اعرق احياء القاهرة كما يعتبر من اقدم المدن المصرية حيث شهد مراحل تاريخية فارقة بالاضافة إلى تعدد تأثيره سواء فى التاريخ المصرى او الدينى، ففى هذا الحى الشعبى الذى وصل تعداد سكانه حسب احصائيات 2024 حوالى 650.511 نسمة توجد منطقة شجرة مريم التى حولتها وزارة الآثار إلى مزار سياحى . وتهتم الوزارة بمحتويات هذا المزار كما كان هناك مخطط لتحويل شارع المطراوى إلى ممشى سياحى على غرار شارع المعز لدين الله الفاطمى . وكلمة المطرية هى اسم لاتينى ويعنى «الام وفى هذا الاسم مباركة للحى الذى مرت به العائلة المقدسة » السيد المسيح – السيدة مريم العذراء – يوسف النجار » فى رحلتها حيث احتمت بالشجرة المعروفة باسم « شجرة مريم » هرباً من ظلم هيرودس ملك اليهود الرومانى فى رحلتهم الطويلة من بيت لحم فى فلسطين ، ومن وقتها اصبحت المنطقة من اشهر الاماكن المقدسة لجميع الطوائف المسيحية « أرثوذكس – كاثوليك – بروتستانت » . وتعتبر شجرة مريم بالنسبة للتراث المسيحى جزءاً من الوجدان العالمى للمسيحيين ، والشجرة عبارة عن شجرة جميز ضخمة سقطت عام 1656 بعد ان اصابها الوهن ودفع سقوطها مجموعة من الكهنة بأخذ فرع من فروعها الأصلية وزراعتها مرة اخرى وكلما تقدم عمر الشجرة يؤخذ فرع جديد لزراعته مرة اخرى . وبجوار الشجرة يوجد بئر ذكر ان السيد المسيح اغتسل فيها وظلت مياهها يتبارك بها محبوه من المسلمين والمسيحين . ويضم حى المطرية مسلة «سونسرت » وهى الاثر الوحيد الباقى من معالم « مدينة الشمس » « اون » كما اسماها المصريون او « هليوبوليس » كما عرفها الإغريق ، وهى مصنوعة من حجر الجرانيت الوردى ويبلغ طولها حوالى 20 متراً ووزنها 20 طناً ، وهذه المسلة واحدة من اثنتين كان الملك سنوسرت الاول قد وضعهم على الباب الكبير لمعبد المدينة ، وقد سقطت احدهما عام 1190 . وكان الملك احد ملوك الأسرة الثانية عشر 1940 قبل الميلاد والذى حكم مصر لمدة 45 عاماً ، وأقام المسلتين فى مناسبة احتفاله بيوبيله الملكى والذى كانوا يحتفل به الملوك كل ثلاثين عاماً حيث كانوا يعتبرونه بمثابة حدث دينى وسياسى واجتماعى . ورغم أثريتها فهى لم تكن سبباً فى إطلاق اسم المطرية على المدينة القديمة ، وكذلك لم يكن عرب الحصن وهى المنطقة الواقعة بجوار المسلة سبباً فى ذلك ايضاً رغم انها اخر بقايا مدينة الشمس . وقد احيطت شجرة مريم بسور كبير تتوسطهاحديقة ، وأثناء الحملة الفرنسية على مصر عرج الجنود الفرنسيون فى طريقهم لزيارة شجرة العذراء وكتب الكثيرون منهم أسماءهم على فروعها بأسنة سيوفهم . وفى معجم البلدان ذكر ياقوت عن المطرية انها فى الأصل قرية مصرية قديمة يزرع فيها شجر البلسان والذى يستخرج منه نوع من الدهن الطبى ، كما ذكرها ابن جيعان فى كتاب التحفة السنية بأنها من ضواحى مدينة مصر ، وذكر المقريزى فى الخطط المقريزية ان اسمها « منية مطر » . والمطرية حالياً تعتبر ضاحية فى شمال شرق القاهرة وكان فى نواحى المطرية مدينة عين شمس القديمة والتى يعرف اسمها بالمصرى القديم « آن » او«رع » اى الشمس ، وبالعبرى «اون » او « عون » . وعنها قال عالم المصريات « أودلف إرمان » « انها مدينة فاقت كل المدن أهمية » ،وجاء ذكرها مع اكتشاف أثرى جديد بعد ما تم العثور على تمثالين للملكين رمسيس الثانى و سيتى الثانى فى الارض الموجودة بمنطقة سوق الخميس ، وكانت مدينة الشمس قبل ذلك مدينة متكاملة تمتد من أرض النعام فى منطقة المطرية الحالية وكانت بها غابات مقدسة حيث تنمو أشجار البخور والبلسم ويربى فيها النعام المقدس ومازالت حتى الان المنطقة تحمل اسم أرض النعام . ووفقاً للمعتقدات المصرية القديمة تقوم المدينة على الموقع الذى بدأت فيه الحياة ، وقد سكن فيها عدد من المثقفين ومنهم الشاعر الكبير احمد شوقى الذى توجد حتى الان مدرسة تحمل اسمه تخليداً لذكراه وذكرى حياته فى مدينة الشمس .