فى هذا المكان البديع الانيق مترامى الأطراف المحاط بأندر الاشجار والنباتات والذى يتوسطه قصر تم اختيار كل محتوياته بعناية فائقة وذوق عال لتتوارثه أجيال متعاقبة ممن حكموا مصر كتبت بداية تاريخ مصر الحديث.
وقد بنى قصر القبة الذى يصنف بأنه أكبر القصور فى مصر حيث تبلغ مساحته ٠٩١ فداناً تقريباً وهو أحد أهم القصور الملكية فى عصر أسرة محمد على باشا، وحالياً يستخدم كمقر لنزول الضيوف الأجانب من الرؤساء والملوك بناه الخديو إسماعيل على أطلال منزل قديم لوالده إبراهيم باشا، واستمر العمل فى بنائه ٦ سنوات من عام ٧٦٨١ حتى عام ٢٧٨١ ليفتتح رسمياً فى حفل زفاف الأمير محمد توفيق ولى عهد الخديو إسماعيل فى يناير ٣٧٨١، واتخذه الملك فؤاد الاول مقراً لإقامته عام ٥٢٩١ وليرتبط فيما بعد بحفلات الزفاف والأفراح الأسطورية للعائلة الملكية حيث شهد زواج الملك فاروق من الملكة فريدة عام ٨٣٩١، كما شهد القصر أيضاً أول خطاب مسجل للإذاعة المصرية من الملك فاروق يوم ٨ مايو عام ٦٣٩١ بعد عودته من إنجلترا عقب وفاة والده الملك فؤاد وقد شيعت جنازة الملك فؤاد منه واعتبر فى عهده هو وقصر عابدين من القصور الرئيسية للحكم، وقد خصص لإقامة شاه إيران محمد رضا بهلول بعد لجوئه السياسى إلى مصر عام ٩٧٩١ وكان الرئيس السادات مغرماً بحديقته كما اعتاد أن يتجول فيها بصحبة كبار زوار مصر، وفى أثناء زيارة الرئيس الامريكى كارتر لمصر عام ٩٧٩١ كان على رأس برنامج زيارته مشاهدة حدائق قصر القبة والتى قال عنها انه قرأ فى صباه الكثير عنها وكانت احدى أمنياته ان يشاهدها . كما قال عنه الزعيم السوفيتى خرشوف انه لو عاش زعماء الشيوعيين فى هذه الحديقة اسبوعاً واحداً فى شبابهم لما فكروا ابداً فى تغيير العالم . وعندما اعتلى فؤاد الاول عرش مصر عام ٧١٩١ وخلال إقامته فيه قام بعدة تغييرات منها اضافة سور بارتفاع ٦ أمتار وبوابة جديدة وحديقة خارجية كما أضيفت محطة سكة حديد خاصة بالقطار الملكى حيث كان الزوار يأتون مباشرة سواء من الإسكندرية أو من محطة مصر المركزية للقطارات فى القاهرة وقد شيد القصر مجموعة من المهندسين المصريين والأتراك والفرنسيين والإيطاليين على مراحل مختلفة حتى اكتمل بناؤه ويبلغ طول سور القصر من الجهة الشمالية ٠٥٣ متراً ومن الجهة الجنوبية ٠٠٤ متر ومن الناحية الغربية والشرقية ٠٠٨١ متر وللقصر ثمانية مداخل حيث يبدأ من الجهة الجنوبية بباب يؤدى إلى البهو الرئيسى للدور الأرضى ويتميز بنقوشه الجميلة ويعلو المدخل من الداخل الاويمة المصرية كما يتميز السقف بالنقوش والزخارف الهندسية المذهبة الخلابة، بالإضافة إلى قطع الاثاث الفرنسى طراز لويس السادس عشر وكذلك مجموعة نادرة من اللوحات الزيتية لأشهر وأكبر الرسامين العالميين فى تلك الفترة. .ويتكون القصر من طابقين ويبلغ عدد غرف وقاعات القصر قرابة ٠٠٢ غرفة وقاعة . يتكون الدور الأرضى من البهو – الصالون الرئيسى – صالون الوزراء وقاعة الطعام والمكتب الملكى ويضم الدور الأرضى مجموعة نادرة من اللوحات الفنية النادرة وكذا المرايا البلچيكية العملاقة التى تزين الجدران بالإضافة لمجموعة من النجف الفرنسى المصنوع من البرونز والكريستال أما الدور العلوى فيتكون من بهو كبير يشرف على الواجهة الرئيسية للقصر وحدائقه وعلى جنبات البهو بنوهات تضم صوراً نادرة لشخصيات عالمية مقربة من الاسرة المالكة ، وعلى الجانب الآخر من البهو يوجد دولاب كبير فريد من نوعه يحوى طياته مجموعة آلات موسيقية تعزف تلقائياً دون تدخل بشرى نوتاّ موسيقية تعد من القطع الفريدة فى العالم ، ويرتبط البهو بإجنحة الإقامة عبر كوبرى معلق مصنوع من الرخام الأبيض والبرونز كما يزين جنبات أجنحة الإقامة مجموعة نادرة من التماثيل وقطع الاثاث المصنوعة من الخشب الملون والمزخرف واللوحات الزيتية النادرة أما مكتبة قصر القبة فتتكون من ٧٢ غرفة تضم نحو ٠٥١ الف مجلد من الكتب النادرة ، وأهمها قاعة المصاحف التى تضم مجموعة كبيرة من المصاحف هى آية فى دقةالصنع والابداع مغلفة بإطارات من الخشب المطعم بالصدف ومكتوبة بماء الذهب وبعضها مخطوط يعود تاريخه إلى القرون الوسطى وتضم المكتبة قسماً خاصاً بالكتب التاريخية والمخطوطات ومنها مخطوطة محاكمة سليمان الحلبى قاتل الجنرال كليبر واوراق المحاكمة المدونة بالعربية والتركية والفرنسية . ومن اهم محتويات مكتبة القصر دولاب سحرى فى غرفة المكتب لا يفتح إلا بعد ضبط ساعة تعلوه على تاريخ زيارة الملك عبد العزيز ال سعود إلى القصر وهكذا سجل هذا القصر تاريخ مصر الحديث.